خاص الكوثر - مقابلات
وأكّد عضو المجلس المرکزي في حزب الله أن المسيرة الجهادية مستمرة رغم الخسائر والضربات، مشدداً على أن "المسيرة الواعية لا تُهزم بالضربات المؤلمة"، مضيفًا: القائد، والمدير، والوالد... لا بد أن يكونوا على أهبة الاستعداد، نفسيًا وبنيويًا، لمواجهة الخسائر المحتملة في طريق النضال. من غير الجائز أن تبقى المسؤولية بلا من يخلفها في أي لحظة طارئة."
خسارات مؤلمة... لكن المسيرة لا تنكسر
في معرض حديثه، أشار السيد "خضرا " إلى حجم الخسارات التي تعرّض لها محور المقاومة، ولا سيما مع فقدان عدد من القيادات المخضرمة، واصفًا إياها بـ"الكبيرة وغير المتوقعة".
وأوضح أن "العدو نفّذ عمليات اغتيال ممنهجة استهدفت أسماء وازنة"، لكنه عبّر عن ثقته بأن أولئك القادة "تركوا خلفهم رجالًا قادرين على حمل الأمانة، ومواصلة الطريق بثقة وصلابة".
اقرأ ايضاً
كيان العدو... أزمة بنيوية قد تتحوّل إلى بداية النهاية
وحول الأوضاع الداخلية في كيان الاحتلال، قال السيد "سامي خضرا" إن ما يشهده هذا الكيان من انقسامات وخلافات "لم يُرَ له مثيل منذ نشأته"، معتبرًا أن ما أعقب عملية "طوفان الأقصى" كشف حجم "الأزمات البنيوية العميقة التي تهدد استقراره من الداخل".
وأضاف: الخلافات اليوم داخل كيان العدو جذرية، والخسائر فادحة، لكن الإعلام الغربي يتكتّم أو يهوّن من حجم الانهيار الداخلي."
وأبدى تفاؤله الحذر، مؤكّدًا أن "الانقسامات إذا تفاقمت، قد تكون بداية النهاية للكيان المؤقت، وهذا ما نرجوه ونعمل لأجله بإذن الله."
الصبر الاستراتيجي... وسؤال الاستمرار
في ما يخص صمود محور المقاومة، رغم الضربات المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، قال السيد "خضرا": "الإسلام لطالما أكّد على الصبر كأداة استراتيجية... لكن السؤال الجوهري: هل نحن قادرون على ممارسة الصبر طويل الأمد؟" معربًا عن أسفه لأن "العالم الغربي والدول الكبرى يلتزمون صمتًا مخزيًا إزاء الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء".
ورغم انسداد الأفق السياسي، أكّد أن "المبادرة الهجومية ليست واردة الآن"، مضيفًا: لكن سلاحنا اليوم هو الصبر، والثقة، والاحتساب... علّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا."
شرعية الكيان... والواقع الدولي
وفي سياق الحديث عن شرعية الكيان، حذّر عضو المجلس المركزي في حزب الله من المبالغة في توصيف المشهد، قائلاً: "صحيح أن الاحتلال يرتكب الجرائم بلا توقف منذ أكثر من عام ونصف، لكن القول بفقدانه شرعيته على الصعيد الدولي ليس دقيقًا، إذ أن الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، ما زالت تقدم له الدعم الكامل."
وأشار إلى أن التحركات الشعبية العالمية، رغم رمزيتها، ما زالت "محدودة التأثير"، مؤكدًا أن "الجاليات الإسلامية في ولايات مثل ميشيغان، ونيويورك، وفلوريدا، وتكساس، وكذلك في أوروبا، لم تُمارس بعد ضغطًا فعليًا قادرًا على تغيير المعادلة."
ختام بثقة
في ختام الحوار، عبّر السيد "سامي خضرا" عن ثقته بمستقبل المقاومة، قائلاً:
"المعركة طويلة... لكننا باقون على العهد. نواجه بالصبر والثبات، ونعوّل على وعي شعبنا. الأيام القادمة قد تكون حُبلى بتحوّلات عميقة، تُصنع الآن في صمت وهدوء."
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان