شاركوا هذا الخبر

ناشط حقوقي يمني لقناة الكوثر: من صنعاء إلى تل أبيب... الضربة التي هزّت مفهوم الأمن الإسرائيلي

بعد استهداف منشآت استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، أكد الناشط الحقوقي والإعلامي "طلعت ناجي"، في حوار خاص مع قناة الکوثر الفضائية، أن "توازن الرعب من الجنوب" أصبح حقيقة واقعة في المعادلة الأمنية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الكيان بات محاصرًا من أربع جبهات ومفتوحًا على تهديدات غير تقليدية بعيدة المدى.

ناشط حقوقي يمني لقناة الكوثر: من صنعاء إلى تل أبيب... الضربة التي هزّت مفهوم الأمن الإسرائيلي

خاص الكوثر - مقابلات

تحول نوعي في الردع... جبهة الجنوب تشتعل
بالنظر إلى الأبعاد التقنية لهجمات اليمن على عمق الأراضي المحتلة، قال "ناجي:" بشكل واضح ما حدث هو تحوّل نوعي في معادلة الردع لأول مرة يُفتح الجبهة الجنوبية من خارج فلسطين من عمق اليمن وتُستهدف منشآت مركزية في عمق الأراضي العربية المحتلة داخل الكيان.هذا يعني أن الكيان أصبح مطوّقاً من أربع جبهات: شمالية (لبنان)، غربية (غزة)، شرقية (سوريا والعراق عبر محور المقاومة)، وجنوبية (اليمن)؛ دخول اليمن في المعادلة يعني أن أي عدوان صهيوني مستقبلي قد يفعل الردع من أبعد نقطة في جغرافيا المقاومة مما يوسع دائرة الرعب بشكل غير مسبوق.

اقرأ ايضاً

مطار بن غوريون... ضربة على مستوى الوعي والشرعية
وعن تأثير هجوم اليمن على مطار بن غوريون، أوضح "ناجي": ضرب مطار بن غوريون ليس حدثاً عسكرياً فحسب بل هو بعدًا نفسيًا استراتيجيًا.يعد هذا المطار رمزًا للربط بين الداخل والخارج، وضربه يزرع شعورًا بعدم الأمان في كل نقطة من أرض فلسطين المحتلة، لطالما روج الكيان لنفسه كـ 'واحة آمنة' في بحر من التهديدات، لكن هذه الضربات تنزع شرعية هذا الخطاب الأمني وتزرع الشك في قلوب المستوطنين.
وأردف الرسالة للعالم واضحة: لا استثمارات، لا سياحة، لا حياة طبيعية في كيان يهدد الجميع ويُضرب من الجميع.

هندسة التهديدات تتغيّر... وعبء متصاعد على الكيان
وحول تداعيات هذا الهجوم على هندسة التهديدات الاستراتيجية وتوازن القوى الإقليمي، قال الحقوقي اليمني: الهجوم يعيد تشكيل 'هندسة التهديدات' على الشكل التالي:
•    نقطة الانطلاق من اليمن (أكثر من 2.200 كم) تعني أن خطوط الدفاع التقليدية للكيان أصبحت هشة وغير كافية.
•    هذا يفرض على الكيان إعادة توزيع موارده الدفاعية مما يخلق عبئًا أمنيًا واقتصاديًا متزايدًا.
•    دخول اليمن في المواجهة يعني أن أي تهديد للمنطقة سيقابل برد موحد متعدد الجبهات، ما يجعل الكيان أكثر هشاشة وأقل قدرة على المناورة."

براعة عسكرية رغم الحصار... أنصار الله تفاجئ الجميع
وفيما يتعلق بكيفية التخطيط والتنفيذ لهذه الهجمات من اليمن رغم الحصار المفروض، قال "ناجي":
رغم العدوان الممنهج وتدمير مقدرات الجيش اليمني على مدى أعوام والحصار المطبق على تطوير القدرات العسكرية اليمنية حتى قبل العدوان الأمريكي بقيادة السعودية والإمارات في 2015، كان هناك تدمير للقدرات العسكرية والعمل على الحد من تلك القدرات، لكن ثورة 21 سبتمبر 2014 والقيادة الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة اليمنية تمكنت من إعادة بناء القدرات اليمنية والكشف عن هذا التطور المذهل الذي يشاهده العالم اليوم.
تم تنفيذ هذه الهجمات وفق نموذج حرب تكتيكية مرنة غير تقليدية هجينة عالية التقنية:
•    الرصد والتتبع عبر تقنيات استخباراتية بديلة عن الأقمار الصناعية.
•    استخدام صواريخ ومسيرات دقيقة رغم محدودية الإمكانيات.
•    تنفيذ الهجوم من دون اختراق جوي مباشر مما يعكس براعة في الهندسة الميكانيكية والبرمجية.

   
الدلالة الكبرى:
أنصار الله ليست حركة محلية محدودة بفئة أو جغرافيا فقط، بل باتت مكونًا معبرًا عن طيف واسع من اليمنيين. شعب مقاوم متقن لفنون الحروب غير المتناظرة، قادر على الاشتباك مع كيان متقدم تقنيًا من آلاف الكيلومترات، بإصابات دقيقة.

أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة