شاركوا هذا الخبر

إصدار كتاب "النساء السجينات".. دراسة علمية توثق العنف الممنهج ضد المرأة

في حفل رسمي أقيم بطهران، أعلن مركز الأبحاث والدراسات "أرمان" عن إصدار كتابه الجديد بعنوان "النساء السجينات"؛ رواية عن أبشع الجرائم في التاريخ ضد المرأة"، وهو ثمرة أربع سنوات من البحث العلمي المكثف، استند إلى أكثر من 20 ألف مصدر علمي موثوق من مختلف دول العالم.

الكوثر - إيران

يتناول الكتاب ظاهرة العنف ضد المرأة من منظور متعدد التخصصات يشمل علم النفس، الاجتماع، علوم الأعصاب، الدراسات الدينية والأنثروبولوجيا.

وفي تصريح خاص أدلى به حمزة منصوري، مسؤول الفريق البحثي في مركز أرمان، لمراسل وكالة أنباء صدا وسيما، أشار إلى أن المشروع بدأ قبل حوالي أربع سنوات، عندما شرع الباحثون في دراسة نحو 300 موضوع مختلف، ليتبين لاحقًا أن قضية المرأة، وخصوصًا مسألة الحجاب والستر، تمثل إحدى أبرز الإشكاليات في المجتمعات المعاصرة.

وأوضح منصوري أن الهدف من هذا العمل لم يكن فقط تناول موضوع الحجاب من منظور ديني أو تقليدي، بل جاء في سياق رؤية علمية تحليلية عالمية الطابع، تتناول الظاهرة من زوايا نفسية واجتماعية وثقافية، إلى جانب استعراض آثار الضغوط الإعلامية ونظم السيطرة العالمية على حياة المرأة وكرامتها.

إقرأ أيضاً:

الكتاب يسلّط الضوء على ظاهرة التشييء الجنسي للمرأة وتحويلها إلى أداة ترويجية أو متعة بصرية، ويحلل آثار هذا الواقع على الصحة النفسية والهوية الذاتية للنساء، بل وعلى توازن المجتمعات ككل. كما يبحث في الطرق التي تُفرض بها أنماط معينة من المظهر والسلوك على النساء، ما يؤدي إلى نتائج مدمرة على المستويين الشخصي والاجتماعي.

ينقسم الكتاب إلى عشرة فصول محورية، تبدأ بفصل بعنوان "سجينة في محيط" الذي يناقش قضايا الاتجار بالبشر والتفاوت الاقتصادي، تليه فصول تتناول التحرش الجنسي العالمي، التشييء في الإعلام، وواقع العنف في البيئات المختلفة مثل الجامعات والأسواق والسياسة. ويصل الكتاب في أحد فصوله إلى ما سماه "غوانتنامو الأنثوي"، حيث يناقش ظاهرة الشيءنة الذاتية وآثارها النفسية والعاطفية.

كما يتطرق الكتاب إلى تاريخ استخدام مستحضرات التجميل باعتبارها أدوات رمزية للضغط والتقييد، محذرًا من التأثيرات الصحية والمجتمعية لتلك المنتجات في ظل الخطابات التجارية المضللة.

الفصول الأخيرة من الكتاب تقدم حلولاً علمية رصينة مستندة إلى أحدث الدراسات في علوم الأعصاب والسلوك الاجتماعي. يناقش الكتاب مثلاً، من خلال تقنية تتبع حركة العين، كيف تؤثر النظرة الشيئية على احترام المرأة وحقوقها، ويقترح طرقًا للتعامل مع هذه الظواهر في التربية والإعلام والسياسة.

ويختتم الكتاب فصوله بتحليل العلاقات غير الملتزمة وأثرها النفسي والاجتماعي على النساء والرجال على حد سواء، ليؤكد أن الاحترام المتبادل والانتماء الإنساني غير القائم على النظرة المادية هو أساس العلاقات السليمة.

الكتاب الذي يحمل 536 صفحة، صدر عن نشر معارف، ويُعد من أبرز الأعمال الفكرية التي تسعى إلى إحداث تأثير عالمي في فهم قضايا المرأة من منظور علمي متجذر في القيم الإنسانية.

وعلى هامش حفل التوقيع، أعلن مركز أرمان أيضًا عن إصدار 11 ترجمة لكتب عالمية في مجالات المرأة والأسرة، وذلك لأول مرة، في خطوة تهدف إلى إثراء الأدبيات العلمية المحلية وتطوير منظومة فكرية ناضجة لقضايا المرأة.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة