خاص الكوثر_فلسطين الصمود
اللواء محمد سعيد إيزيدي، الملقب بـ"حاج رمضان"، وُلد في مدينة سنقر بمحافظة كرمنشاه الإيرانية، وكان من أوائل الملتحقين بالحرس الثوري في أوائل الحرب المفروضة التي شنها نظام صدام على إيران. لكن مسيرته الجهادية تجاوزت حدود بلاده، إذ انتقل في أوائل التسعينيات إلى لبنان مع بدء الهجوم الصهيوني، حاملاً في قلبه شغفًا بدعم الشعوب المقهورة، وعلى رأسها فلسطين.
مع ترحيل قادة الفصائل الفلسطينية إلى مرج الزهور، كان "حاج رمضان" أول من مدّ يد العون لدعم القضية الفلسطينية. علاقاته المتينة بقادة حماس والجهاد الإسلامي شكلت حجر الأساس لشراكة استراتيجية بين إيران وفصائل المقاومة.
حين تولّى إدارة ملف فلسطين في فيلق القدس، أصبح إيزيدي وجهًا معروفًا في أوساط المقاومة، وتم تصنيفه من قبل العدو الصهيوني كمنسّق رئيسي لتمويل وتدريب قادة المقاومة الفلسطينية. هذا الدور جعله هدفًا دائمًا للموساد الإسرائيلي، الذي أخفق مرارًا في اغتياله حتى نجح أخيرًا في صباح 21 يونيو/2024، عبر عملية معقدة داخل منزله في مدينة قم.
ردود الفعل على استشهاده كانت واسعة وعميقة؛ حركة حماس وصفته بأنه "أحد أعمدة دعم المقاومة الفلسطينية" الذي لم يعرف التعب في خدمة القضية. بينما اعتبرته حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان "شهيد فلسطين الكبير". الإعلام العبري، من جانبه، لم يُخفِ فرحته باغتياله، إذ وصفت القناة 14 الإسرائيلية "حاج رمضان" بأنه مسؤول عن إراقة دماء الآلاف من الإسرائيليين.
استشهاد اللواء إيزيدي لا يُعد نهاية لدوره فقط، بل يفتح فصلاً جديدًا في الصراع. فقد خلّف إرثًا ضخمًا في بناء بنية المقاومة الفلسطينية، ومساهمته في نقلها من الدفاع إلى الهجوم، وفي تطوير قدراتها الذاتية في ظل الحصار والتطويق الإقليمي والدولي.
اليوم، رغم غياب "حاج رمضان"، فإن بصماته باقية في كل ميدان، من غزة إلى الضفة، ومن لبنان إلى كل جبهة مقاومة. وقد أثبتت جنازته والتعازي التي توالت من الشعوب الحرة أن استشهاده محطة عز لا انكسار، وأن مشروعه سيستمر رغم كل محاولات العدو لإطفائه.