الكوثر_ايران
في واحدة من أكثر اللحظات رمزية في التاريخ المعاصر لإيران، شارك قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي في مراسم عزاء ليلة عاشوراء، التي أقيمت في حسينية الإمام الخميني (ره) مساء السبت، بحضور لافت من أبناء الشعب من مختلف الفئات، حيث كان العزاء تجسيداً عملياً لمقولة "هيهات منا الذلة".
وخلال المراسم، ألقى حجة الإسلام والمسلمين مسعود عالي كلمة أشار فيها إلى أن ثورة الإمام الحسين (ع) كانت وما تزال مصدر إلهام لمحور المقاومة، وأن إيران الإسلامية اليوم تقف شامخة كقاعدة مركزية لهذا المحور بقيادة الإمام الخامنئي، مشددًا على أن الشعب الإيراني الذي تشرب من نهج كربلاء لن يرضخ لجبهة الباطل.
بعدها، صدحت أصوات العزاء بصوت الرادود الحاج محمود كريمي، الذي استجاب لطلب قائد الثورة بإنشاد النشيد الوطني العاشورائي "يا إيران"، في لحظة مؤثرة أعادت التأكيد على وحدة الهوية الوطنية والدينية للشعب الإيراني، كما أشار إلى ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي وصفها على منصة "إكس" بأنها "نقطة غليان للوحدة الإيرانية والإسلام العلوي".
من جانبه، أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الأسبق، أن الحضور الشجاع لقائد الثورة الإسلامية في مجلس عاشوراء العام "حطم الأكاذيب التي يروج لها المرتزقة"، مضيفًا: "لقد آن الأوان لفهم أن الشعب الإيراني لن يستسلم أبدًا، وعلى الجميع أن يقف في الجانب الصحيح من التاريخ".
وفي ذات السياق، كتب النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف عبر حسابه على إنستغرام: "من أجل إيران، فإن شعب الإمام الحسين بقلب واحد وتماسك اجتماعي، لن يسمح بتحقيق أحلام الحاقدين"، مؤكدًا أن هذه الوحدة تُعد ركيزة الصمود في مواجهة مؤامرات الداخل والخارج.
وقد رأى مراقبون أن هذه المراسم لم تكن فقط إحياءً لذكرى كربلاء، بل كانت بمثابة إجماع شعبي ورسمي على تجديد البيعة للثورة الإسلامية، وتأكيد أن الشعب الإيراني، المستلهم من قيم الإمام الحسين، باقٍ على العهد، مستعدٌ لمواجهة التحديات مهما عظمت.