الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة، فإن العزة لله جميعا... (النساء 139)

الأربعاء 2 فبراير 2022 - 08:44 بتوقيت مكة
 الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة، فإن العزة لله جميعا... (النساء 139)

بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة، فإن العزة لله جميعا... (النساء 138ـ139)

قال تعالى في محكم كتابه المجيد: ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً) ((النساء 138ـ139))

البشارة تستعمل في الخير، وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية. يقول تعالى: (بشر المنافقين) أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، بأقبح بشارة وأسوئها، وهو العذاب الأليم، وذلك بسبب موالاتهم للكفار وترك موالاة المؤمنين، حيث يبتغون عندهم العزة، لأنهم يجدون لدى الكفار بعض مظاهر القوة، بما يملكونه من مال أو سلاح أو عدد.

(فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً)، فهو القوي الذي لا حد لقوّته، وهو الغني عن كل شيء الذي يفتقر إليه كل شيء في وجوده وفي استمراره.

من الدلائل الواضحة تطابق الأيتين الكريمتين )بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً( (النساء 138ـ139) على الموقف العربي من القضية الفلسطينية، والتي تمثلت بالعلاقات غير المعلنة مع الكيان الصهيوني من قبل انظمة النفاق العربي.

تمثلت خطوات النفاق للانظمة العربية بمسلسل بدأه الرئيس المصري الاسبق (انور السادات) بتوقيعه معاهدة الخيانة التي عرفت بـاتفاقات (كامب ديفيد) التي وقعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (مناحيم بيغن) في 17 سبتمبر 1978 تحت إشراف الرئيس الامريكي جيمي كارتر، وتلتها اتفاقية أوسلو الخيانية، بين ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وشيمعون بيريز  وزير خارجية الكيان الصهيوني في 13 سبتمبر 1993 في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.  وتلتها معاهدة (وادي عربة) الخيانية بين الأردن والكيان الإسرائيلي في 26 أكتوبر 1994 بحضور ملك الاردن حسين بن طلال ورئيس الكيان الاسرائيلي عيزر وايزمان.

واخيرا هرولة دولة الامارات والبحرين وتبعهما السودان للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي بمباركة تارة وضغوط تارة أخرى من المملكة السعودية.

هذه الخطوات الخيانية من بعض الانظمة العربية، هي دلالة على نفاق الأنظمة التي اتخذت الكفر العالمي (المتمثل بالغطرسة الامريكية والصليبية الغربية) اولياء من دون المؤمنين، وتنازلت عن خط الجهاد لتحرير قبلة المسلمين الاولى (القدس الشريف) من براثن الصهيونية وأعوانهم.

لقد تمثل الموقف الايماني والاسلامي من القضية الفلسطينية في دول محور المقاومة وعلى رأسها نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث أكد قائد الثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي خلال خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أن "التطبيع مع الصهاينة جريمة وعمل سيئ، لا يأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن "المطبعين أصغر من أن يؤثروا على قضية فلسطين"، مشيرا إلى أن "الدول المطبعة أذلت نفسها، وخانت الأمة الإسلامية".

وقال سماحته إن إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني خيانة كبرى لفلسطين والأمة الإسلامية، مؤكدا "أن فلسطين ستعود للفلسطينيين، بينما سيزول الكيان الإسرائيلي من الوجود".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 2 فبراير 2022 - 08:35 بتوقيت مكة