عيد الغدير الأغر... ما هو عيد الغدير الأغر ؟!

الجمعة 24 يوليو 2020 - 18:00 بتوقيت مكة
 عيد الغدير الأغر... ما هو عيد الغدير الأغر ؟!

اسلاميات_الكوثر: الکثیر یتساءلون ماهو عيد الغدير الأغر و ماذا حدث في واقعة غدير خم ؟!

عيد الغدير الاغر؛ هو من أكبر أعياد اتباع اهل البيت (عليهم السلام)، وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة قام النبي (صلى الله عليه وآله) وبأمر من الله بالإعلان عن تنصيب علي (عليه السلام)  خليفةً وإماماً للمسلمين وذلك في مكان يُسمى غدير خم، ومن هنا اقترنت الواقعة باسم هذا المكان، وعُدّت إحدى الأعياد الإسلامية الكبرى.

وقد عبّر عن تلك الواقعة بعدة تعابير، فسمّيت تارة بـ عيد الله الأكبر وعيد أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) تارة أخرى، وأشرف الأعياد.

وقد اعتاد اتباع اهل البيت (عليهم السلام) في شتّى بقاع الأرض على إحياء تلك المناسبة والاحتفاء بها وإقامة مجالس الفرح والبهجة تعظيماً لتلك المناسبة الكبرى.

واقعة الغدير

حينما همّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأداء فريضة حج الوداع، أذّن في الناس، وبلغت دعوته  كل المسلمين، فتجهّز الناس، وتأهبوا للخروج معه، وحضر أهل المدينة وضواحيها وما يقرب منها خلق كثير - بلغ 120 الفاً- وتهيئوا للخروج معه؛ فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) بهم لخمس بقين من ذي القعدة.

فلما أتمّ  مناسك الحج قفل راجعا إلى المدينة وكان معه المسلمين، فوصل في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة إلى منطقة تدعى (غدير خم)، وتقع في مفترق طرق، وذلك بموكب كبير من الحجيج، وقبل تفرّق الحجاج إلى بلدانهم نزل عليه الوحي يأمره بتبليغ تلك المسألة المصيريّة المتمثّلة بتعيين الإمام والخليفة من بعده، فأمر الناس بتجهيز مقدّمات ذلك الأمر مثل الإعلان بتريّث المسلمين الحجّاج وتوقّفهم في ذلك المكان، وأمر  بإرجاع الّذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين، حتى تجمّع ذلك العدد الغفير من الحجاج.

فأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) الحجيج أن يصنعوا له منبراً من أحداج الإبل حتى يراه الحاضرون جميعاً، ويسمعون كلامه، فارتقى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ذاك المنبر وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله : أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ - ثلاثا- وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله... ثم قال: فليبلّغ الحاضر الغائب.

وغير ذلك من العبارات الباهرة، ثم أمر الناس الّذين اجتمعوا في هذا الملتقى أن يقوموا فرداً فرداً، ويبايعوا عليّاً، ويسلّموا عليه بالإمرة والخلافة طوعاً.

عيد الغدير الاغر في الأحاديث

ورد في مصادر المسلمين: من صام يوم ثمانية عشرة خلت من ذي الحجة كتب له «صيام ستين شهرا» وهو يوم غدير خم.

وعن رسول الله  أنّه قال: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب  عَلماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً.

وعن الإمام الصادق  أنّه قال: أَعظم الاعياد وأَشرفها يومُ الثامن عشر من شهر ذي الحجَّة وهو اليوم الَّذي أَقام فيه رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أَميرَ المؤمنين (عليه السلام) ونصبهُ للنَّاس علماً.

قال الراوي قلْت: ما يجبُ علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجبُ عليكم صيامُهُ شُكراً للَّه وحمداً له «مع أَنَّهُ أَهلٌ أَنْ يُشكر كلَّ ساعة»، ومنْ صامهُ كان أَفضل منْ عملِ ستِّينَ سنة.

وعن الامام الرضا (عليه السلام) في بيان قيمة ذلك اليوم: إِنَّ يومَ الغدير في السَّماءِ أَشهرُ منهُ في الأَرضِ... واللَّه لو عرف النَّاسُ فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهمُ الملائكةُ في كلِّ يوم عشر مرَّات‏.

تاريخ الاحتفال بعيد الغدير الاغر:

ما زال المسلمون وخاصة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يعظّمون يوم الغدير، ويعتبرونه من الأعياد الكبيرة، وقد عرف في أوساطهم بعيد الغدير.

وقد سجّل لنا المسعودي المتوفى 346هجرية في كتابه التنبيه والاشراف ذلك التعظيم بقوله:«وولد علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم». وهذا يكشف بأنّ الاحتفاء بعيد الغدير الاغر يضرب بجذوره إلى أعماق التاريخ الإسلامي وأنّه كان رائجا في القرنين الثالث والرابع الهجريين.

مكان واقعة غدير خم عند المسلمين

و قد روى الفياض بن محمد بن عمر الطوسي عن الإمام الرضا (عليه السلام) المتوفى سنة 203 هـ ق، أنه كان يحتفل بذلك اليوم، حيث قال: حضرتُ مجلسَ مولانَا عليِّ بن موسى الرِّضا (عليه السلام) في يوم الغدير وبِحضرته جماعةٌ من خواصِّه قد احتبسهُمْ عندهُ للإِفطار معهُ قد قدَّم إِلى منازلهمْ الطَّعام والْبُرَّ وأَلبسهمُ الصِّلاةَ والكسْوَةَ حتَّى الخواتيمَ والنِّعال.وهذا يكشف عن سابقة تاريخة أطول مما مر للاحتفال بعيد الغدير.

ولم تنقطع عملية الاحتفاء تلك بل واصل المسلمون تعظيمهم لذلك اليوم حتى أنّ الخليفة الفاطمي المستعلي بن المستنصر بويع في يوم عيد غدير خم، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، بل وصلت الحالة في القرون المتأخرة الى حدّ أصبح الاحتفال بعيد الغدير شعاراً لشيعة آل بيت النبوة.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 24 يوليو 2020 - 18:00 بتوقيت مكة