"نيويورك تايمز": قتل المسعفة رزان النجار جريمة حرب

الثلاثاء 1 يناير 2019 - 17:42 بتوقيت مكة
"نيويورك تايمز": قتل المسعفة رزان النجار جريمة حرب

الكوثر - فلسطين: أكدت "نيويورك تايمز" أن تحقيقها قد توصل إلى أن الرصاصة التي قتلت رزان النجار قد أطلقها قناص إسرائيلي على حشد كان يضم مسعفين طبيين بملابس بيضاء في أرض مكشوفة على مرأى من الجميع.

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقاً لمراسلها ديفيد م. هالبفينغر حول مقتل الممرضة الفلسطينية رزان النجار في قطاع غزة بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشككة بالرواية الإسرائيلية بأن الأمر كان حادثاً ومستنداً إلى مقابلات وشهود ومئات الصور.

في يوم الأول من حزيران – يونيو 2018، أطلق جندي إسرائيلي النار على حشد مما أسفر عن مقتل مسعفة متطوعة تدعى رزان النجار. يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن جنودهم يستعملون الرصاص الحي كملاذ الأخير. لكن تحقيقنا يظهر خلاف ذلك. فقد قمنا بتحليل أكثر من ألف صورة وفيديو، وتم تجميد تلك اللحظة القاتلة في نموذج ثلاثي الأبعاد للاحتجاج، وأجرينا مقابلات مع أكثر من 30 شاهداً ومع قادة في الجيش الإسرائيلي لكشف كيف قُتلت رزان.

وتقول الصحيفة الأميركية إن مسعفة شابة تضع حجاباً وتعمل في خطر، وحمايتها الوحيدة كانت معطف المختبر الأبيض. فعبر ضباب الغاز المسيل للدموع والدخان الأسود، تحاول الوصول إلى رجل ممدد على الأرض على حدود قطاع غزة. بينما الجنود الإسرائيليون يشاهدون بحذر من الجانب الآخر فيما أسلحتهم جاهزة.   وبعد دقائق، يتم إطلاق طلقة رصاصة من بندقية تمزق الضجيج، وتكون للدراما بين الإسرائيليين والفلسطينيين أحدث شخصية مأساوية.

ورأت الصحيفة أن العالم قد أخذ علماً بمقتل المسعفة رزان النجار (20 عاماً) لأيام قليلة في حزيران – يونيو 2018، بينما كانت تعالج الجرحى خلال الاحتجاجت ضد حصار "إسرائيل" لقطاع غزة. وحتى بعد دفنها، تحولت رزان إلى رمز للصراع، حيث الطرفان يتنافسان ويرويان روايات متبادلة حصرية عن مقتلها. إذ يراها الفلسطينيون شهيدة بريئة قُتلت بدم بارد، كمثال على تجاهل "إسرائيل" للحياة الفلسطينية. فبالنسبة للإسرائيليين، كانت رزان "جزءاً من احتجاج عنيف يهدف إلى تدمير بلدهم، مما يجعل القوة المميتة رداً شرعياً كملاذ أخير".

وقال شهود فلسطينيون في تغريدات إن رزان قد أصيبت بينما كانت ترفع يديها في الهواء. وغرّد الجيش الإسرائيلي بنشر فيديو تم تعديله بشكل مثير للإعجاب وجعله يبدو وكأنها توفر لك درعًا بشريًا "للإرهابيين".

وقالت "نيويورك تايمز" إن تحقيقاً أجرته وجد أن السيدة رزان النجار وما جرى لها عشية يوم الأول من حزيران – يونيو كان أكثر تعقيداً مما تسمح به أي من الروايتين. كانت كاريزمية وملتزمة، وتحدت توقعات كلا الجانبين. وفاتها كان مثالاً مؤثراً حول تكلفة استخدام "إسرائيل" لأسلحة المعركة للسيطرة على الاحتجاجات، وهي السياسة التي أودت بحياة ما يقرب من 200 فلسطيني.

كما يوضح تحقيق الصحيفة كيف أن كل طرف غارق في دوامة العنف التي تبدو لا حل ولا نهاية لها. فالفلسطينيون يحاولون هدم الشريط الشائك ويخاطرون بحياتهم لتسجيل نقطة وهم يعلمون أن هذه الاحتجاجات لا تصل إلى أكثر قليلاً من العلاقات العامة بالنسبة لحركة حماس، حركة المقاومة التي تحكم قطاع غزة. فيما "إسرائيل"، الطرف الأقوى بكثير، تواصل التركيز على الاحتواء بدلاً من إيجاد حل.

وتضيف "نيويورك تايمز" إنه في الحياة، كانت رزان النجار قائداً بالفطرة يصف بعض أقرانها شجاعتها بالتهور. كانت شابة مسعفة قادرة، وكانت إلى حد كبير من العصاميات التي علّمت نفسها بنفسها وكذبت حول نقص تعليمها. وكانت نسوية، وفقاً لمعايير قطاع غزة، وحطمت القواعد التقليدية للجنسين، وكانت أيضاً متفانية تجاه والدها، وكانت مميزة بشأن مظهرها وكانت تجمع ببطء جهاز العروس. لقد ألهمت الآخرين بحيويتها ورشاقتها في الخارج، في حين أنها كانت تعيش الرهبة بشكل خاص في أيامها الأخيرة.

وقالت الصحيفة الأميركية إن تحقيقها قد وجد أن الرصاصة التي قتلت رزان النجار قد أطلقها قناص إسرائيلي على حشد كان يضم مسعفين طبيين بملابس بيضاء في أرض مكشوفة على مرأى من الجميع. وأضافت أن إعادة بناء المشهد بالتفاصيل من خلال جمع مئات الفيديوات والصور تظهر أن لا المسعفين الطبيين ولا أي أحداً حولهم كان يشكل تهديداً ظاهر العنف للعسكريين الإسرائيليين. ورغم أن "إسرائيل" قد اعترفت في وقت لاحق بأن قتل رزان كان غير مقصود، وأن إطلاق النار يظهر أنه كان تهوراً في أحسن الأحوال، وربما جريمة حرب، لم يعاقب عليها أحد حتى الآن.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 1 يناير 2019 - 17:16 بتوقيت مكة
المزيد