ما هو الأسلوب التربوي المناسب لكل مرحلة عمرية؟

الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 - 12:09 بتوقيت مكة
ما هو الأسلوب التربوي المناسب لكل مرحلة عمرية؟

مهما تكن سن الطفل، من المهم أن يُثابر المربي في متابعة طفله عندما يتعلق الأمر بضبط تصرفه. إنّه عدم مُبالاة المربي بالتأكد من اتّباع الطفل القوانين، يشجع الطفل على عدم الاهتمام بها...

الدكتور عباس كنعان

مهما تكن سن الطفل، من المهم أن يُثابر المربي في متابعة طفله عندما يتعلق الأمر بضبط تصرفه. إنّه عدم مُبالاة المربي بالتأكد من اتّباع الطفل القوانين، يشجع الطفل على عدم الاهتمام بها.

هنا بعض الأفكار حول تكييف أساليب التربية بما يتناسب مع سن الطفل.

* منذ الولادة حتى عمر السنتين: لا يحتاج الطفل في هذا العمر إلى تأديب، لأنّه لا يعمد لا إلى التصرف بطريقة سيئة، ولا إلى إثارة غضب الأُم. ولكن، ولأنّه فضولي بطبعه، على الأُم أن تُزيل كل ما يوجد في طريقه من أشياء، بشكل خاص أدوات التنظيف والأدوية، حتى لا تضطر إلى نَهْرِهِ. وعندما يزحف الطفل ليصل إلى غرض ما، على الأم أن تقول له "لا" بهدوء ولطف، وتُبعده عن الغرض، وتعطيه لعبة ليلهو بها.

يُعتَبر وضع الطفل في زاوية مخصصة للعقاب عند سوء تصرفه، من الأساليب الفعالة التي يمكن اتّباعها في ضبط سلوكه، شرط ألا تزيد المدة على دقيقة واحدة. ويجب ألا تغض الأم النظر عن تصرف طفلها عندما يضربها أو يضرب أي فرد في العائلة، أو عندما يعضّ، أو عندما يلقي الطعام من فمه، بل يجب أن تقول له إنّ تصرفه غير مقبول، وأنّ تعاقبه بوضعه في الزاوية. إنّ زيادة العقاب على دقيقتين لا تجدي مع طفل يقل عمره عن السنتين.

ومن المهم ألا تضرب الأُم الطفل أو تصفعه على وجهه مهما يكن عمره. فالطفل الصغير لا يستطيع الربط بين العقاب البدني وتصرفه. لذا، فإنّه عندما يُعاقَب بالضرب، فإنّه لا يتعلم شيئاً، بل يشعر بالألم فقط، ويجب ألا يغيب عن بال الأُم، أنّ الطفل يتعلم من الكبار، خاصة الأُم، لذا، عليها أن تكون حذرة في تصرفاتها.

* من ثلاث إلى خمس سنوات: عندما يبدأ الطفل في فهم العلاقة بين الأفعال والنتائج، على الأُم أن تبدأ في وضع القوانين الخاصة بالتصرف. وعليها أن تشرح لطفلها عواقب تصرفه الخاطئ قبل معاقبته. مثلاً، إذا قام طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات بالخربشة أوّل مرة على حيطان غرفته بقلم التلوين، عليها أن تشرح له أنّه من غير المسموح الكتابة على الجدران. أمّا إذا عاد وخربش عليها مرة أخرى، فعليها أن تُذكّره بالقانون وبعواقب مخالفته.

يُفضَّل أن تشرح الأُم لطفلها في سن مبكرة، أنها هي مَن يضع القوانين، وأنّه عليه أن يلتزم بها. وقد تتجاهل الأُم تصرف الطفل السيئ أحياناً، أو قد لا تعاقبه عليه، لكن هذا التصرف من قِبَل الأم يعطي الطفل انطباعاً سيئاً. فعليها أن تُثابر على تطبيق القوانين مهما تكن الظروف، لأنّ المثابرة هي مفتاح فعّال في ضبط سلوك الطفل.

وعلى الأُم مكافأة الطفل على تصرفه الجيِّد، مثلما عليها معاقبته على تصرفه السيِّئ. وعليها ألا تستخف بالنتائج الإيجابية لمدح الطفل. فالتربية لا تعتمد على العقاب فقط، بل على الأخذ في الاعتبار التصرف الجيِّد أيضاً. مثلاً، إنّ القول للطفل: "أعجَبَني تصرفك عندما سمحت لشقيقتك باللعب بألعابك"، له أثر أقوى من العقاب في حال لم يسمح لها باللعب بألعابه.

* من ست إلى ثماني سنوات: يجب أن تُثابر الأم على التأكيد من احترام طفلها القوانين، وأن تحرص على تنفيذ وعودها في حال أحسن الطفل تصرفه، وإلا فقدت مصداقيتها. إذ، من الضروري أن يؤمن الطفل بأن أمه تعني ما تقول له. وهذا لا يعني أنها لا تستطيع منح طفلها فرصة ثانية، أو تسمح له بهامش من الخطأ لكن عليها الالتزام بكلامها.

وعلى الأُم أن تتجنب التهديدات غير الواقعية بالعقاب. مثلاً، أن تقول لطفلها بغضب: "إذا أغلقت الباب بالقوة مرة أخرى، سأمنعك من مشاهدة التلفزيون نهائياً"، لأنّها إذا لم تُنفّذ تهديدها يضعف موقفها.

المصدر:مركز الأبحاث و الدراسات التربوية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 11 نوفمبر 2018 - 08:30 بتوقيت مكة
المزيد