احتجاج الإمام الباقر عليه السلام على قتادة بن دعامة البصري

الثلاثاء 20 مارس 2018 - 08:07 بتوقيت مكة

يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقا فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاد في أرضه قوام أمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه.

مصابيح الدجى - خاص الكوثر

في حديثه لبرنامج مصابيح الدجى لقناة الكوثر الفضائية بمناسبة ذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، نقل الباحث الإسلامي السيد فخر الدين العلوي حديثاً عن احتجاج الإمام الباقر عليه السلام على فقيه أهل البصرة وقال:

«قال أبو حمزة الثمالي كنت جالسا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل رجل فسلم فقال من أنت عبد الله؟ قلت رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟ قال أتعرف أبا جعفر محمد بن علي؟ قلت نعم فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال لي يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر فأخبرني فما انقطع كلامه حتى أقبل أبو جعفر وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه فجلست حيث اسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له من أنت؟ قال له أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال له أبو جعفر أنت فقيه أهل البصرة؟ قال نعم فقال ويحك يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقا فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاد في أرضه قوام أمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه.

فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام أحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبو جعفر أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي { بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ } [النور: 36-37] فأنت ثم ونحن أولئك».

فقال له قتادة صدقت والله جعلني الله فداك ما هي بيوت حجارة ولا طين.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 20 مارس 2018 - 08:06 بتوقيت مكة