شاركوا هذا الخبر

كواليس الرحلة التي جمعت بن سلمان وبن زايد في صحراء السعودية

لم يكن وَرَثة العرش في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يعرفان بعضهما بعضا حتى انطلقا في رحلة تخييم بين عشية وضحاها في صحراء السعودية الشاسعة للاستمتاع بهواية الخليجيين الأولى ترافقهما صقور مدربة على الصيد وحاشية صغيرة، وذلك بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. 

كواليس الرحلة التي جمعت بن سلمان وبن زايد في صحراء السعودية

وتقول الصحيفة إن تلك الرحلة التي كانت قبل نحو عام ونصف، التي تشبه جولات الغولف الرئاسي التي يقوم بها ترامب، كانت نقطة تحول في الصداقة المزدهرة بين الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك السعودي، والشيخ محمد بن زايد، ولي العهد الإماراتي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الرحلة.

وتضيف الصحيفة، أن المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط والمحافظة للغاية تتوافق سياسياً مع جارتها الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعاً اقتصادياً. وأن العلاقة بين الأميرين، ينظر إليها باعتبارها السبب الرئيسي في التحول السعودي.

وتشير الصحيفة إلى أن السعوديين يتخذون خطوات أكثر جرأة للحد من التطرف الديني في الداخل وتشديد موقفهم تجاه "الجماعات الإسلامية" في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الولايات المتحدة. منذ فترة طويلة. وتضيف أن المملكة العربية السعودية تتبنى سياسة خارجية "أكثر عدوانية" كان آخرها الجهود الرائدة مع الولايات المتحدة لفرض حظر على قطر، وهي جارة صغيرة أخرى في الخليج (الفارسي). وقد دعمت قطر الجماعات الإسلامية مثل "الإخوان المسلمين" في مصر وحركة "حماس" في قطاع غزة، وحافظت على ارتباطاتٍ بمجموعات إسلامية، الأمر الذي تسبب في إغضاب الإمارات.

وحسب الصحيفة الأمريكية قال أندرياس كريغ، المستشار السابق لحكومة قطر وخبير الخليج (الفارسي) في كلية كينغز في لندن، عن أزمة الحصار: "لقد خلق محمد بن سلمان ومحمد بن زايد هذا الوضع". وأضاف "حتى وقت قريب، فإن الأمير السعودي كانت علاقته على ما يرام مع الأمير الحاكم في قطر، ولكن لأن قطر والإمارات على بعد 180 درجة عن بعضمها البعض، فكان على السعودية أن تختار".

وتضيف الصحيفة أن عدداً من الأشخاص المقربين من الديوان الملكي السعودي أكدوا أن القيادة السعودية انقسمت حول كيفية التعامل مع قطر. وقال مسؤولون أن القرار حول قطر تم بصورة مشتركة بين السعودية والإمارات. ولم يرد الديوان الملكي السعودي على طلب الصحيفة للتعليق.

وتقول الصحيفة إن التوافق المتنامي بين الرياض وأبو ظبي له آثار بعيدة المدى على المنطقة وعلى الولايات المتحدة. وقد اتخذت إدارة ترامب موقفاً صارماً ضد إيران ورحبت بالتعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات. ضد خصمهم المشترك.

وتضيف أنه في الوقت نفسه، فإن موقف المملكة العربية السعودية والإمارات الأكثر عدوانية يشكل تحديات بالنسبة لواشنطن. حيث تدير إدارة ترامب جهودهاً لحل خلافها مع قطر التي تعد موطناً لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وتستخدمها الطائرات المشاركة في قتال "داعش" في العراق وسوريا.

وحسب الصحيفة، ترى الإمارات المملكة العربية السعودية مستقرة ومعتدلة كأولوية عليا للأمن القومي إلى حد كبير بسبب موقعها كمهد للإسلام، على حد قول مقربين من القيادة الإماراتية. وأن المملكة العربية السعودية ومصر تمثلان قوة إقليمية في العالم الإسلامي أبعد من حدودهما.

المصدر: الديار

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة