شاركوا هذا الخبر

قلق جنرال صهيوني: حزب الله سيغلق مجالنا الجوي!

في الميزان الإستراتيجي للكيان الاسرائيلي يُمكن، بحسب تصريحات المسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، الإشارة إلى عاملين مهمين في هذه المسألة وهما على طرفي نقيض: من ناحية، طابع التحولات الإيجابية التي تتمتع بها "إسرائيل" والتي أدت إلى تحسن مكانتها الإستراتيجية وبيئتها الأمنية على خلفية تحول عدد من الدول العربية إلى صديقات أمينات "لكيان الإسرائيلي، وبشكل خاص مصر والأردن والسعودية، ولكن من الناحية الثانية المسألة التي تؤرق "الإسرائيليين" وتقُض مضاجعهم تكمن في الترسانة العسكرية-الصاروخية لحزب الله اللبناني، إذْ أن أركان تل أبيب يعترفون وبالصوت العالي بأن كل بقعة في العمق "الإسرائيلي" باتت في مرمى هذه الصواريخ، هذا دون الأخذ بعين الاعتبار التهديد القادم من الجنوب، ومن حركة حماس تحديدًا، والتي بحسب المصادر الأمنية الرسمية في الكيان الاسرائيلي، أصبحت صواريخها تصل إلى ما بعد حيفا، وتُصيب الأهداف البعيدة بدقةٍ شديدةٍ.

قلق جنرال صهيوني: حزب الله سيغلق مجالنا الجوي!

وعلى الرغم من ذلك، قدم مسؤول أمني سابق ومدير مؤسسة بحثية مرموقة في تل أبيب تفسيرا لافتًا لما أسماه "تحسن أوضاع إسرائيل الأمنية ومكانتها الإستراتيجية وبيئتها الإقليمية"، على حد تعبيره.

وقال الجنرال المتقاعد عاموس غلعاد، المدير السابق للدائرة السياسية والأمنيّة في وزارة الأمن الإسرائيليّة، إنّه لم تكن أوضاع "إسرائيل" الأمنية والإستراتيجية ومكانتها الإقليمية في يومٍ من الأيام أفضل مما هي عليه الآن، على حد وصفه.

وخلال كلمة ألقاها مساء أمس أمام "مؤتمر سلاح المشاة" المنعقد حاليًا في مدينة تل أبيب، أضاف الجنرال غلعاد قائلاً "إن أكثر ما يُدلل على طابع التحولات الإيجابيّة التي تتمتع بها "إسرائيل" والتي حسّنت من مكانتها الإستراتيجية وبيئتها الأمنية حقيقة أن دولاً عربيّةً باتت صديقةً أمنيًا "لإسرائيل"، ولا سيما مصر والأردن والمملكة العربيّة السعودية".

ولفت الجنرال غلعاد، الذي يرأس حاليًا "معهد السياسات والإستراتيجية" التابع لـ"مركز هرتسليا متعدد المجالات"، إلى أن التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط التي يدفع بها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ستؤدي إلى توفير المزيد من الفرص الإستراتيجية "لإسرائيل" وستمنحها القدرة على مواجهة التحديات بشكلٍ أكبرٍ، كما أكّد في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر المذكور.

وعلى الرغم من أن الجنرال غلعاد لم يكشف عن طابع التحولات المستقبلية التي تقلق "إسرائيل" بشكلٍ كبيرٍ، إلّا أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب قد حذرت أواخر العام الماضي من إمكانية سقوط نظام الحكم الحالي في القاهرة الذي يقوده عبد الفتاح السيسي، وهو تحول يمكن أنْ يقود إلى تغيير البيئة الإقليمية لإسرائيل بشكل جذريّ.

على صعيد آخر، أشار غلعاد إلى أن ترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله اللبناني تُمثل تهديدًا جديًا وحقيقيًا وخطيرًا للكيان الاسرائيلي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ هذه الصواريخ يُمكن أنْ تُغلق المجال الجويّ الكيان في حال نشبت حرب قادمة بين الطرفين.

واستدرك غلعاد مشدّدًا على أنّ ما يمنع اندلاع الحرب حاليًا ضدّ حزب الله اللبنانيّ هو تمكن "إسرائيل" من مراكمة قوة ردع كبيرة في مواجهة حزب الله، الذي لا يبدي أي توجه لاستفزاز "إسرائيل" في الوقت الحالي، على حد قوله.

وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أقوال غلعاد جاءت خلال مشاركته في نقاشٍ إستراتيجي بمدينة هرتسليا، المتاخمة لتل أبيب.

وكشف النقاب عن أنه لا يوجد أيُّ شكلٍ من أشكال التحدث أو التفاوض بين "الإسرائيليين" والمصريين، مشيرًا إلى أن التواصل الدبلوماسي بين تل أبيب والقاهرة لن يحصل في المستقبل المنظور، مؤكدًا على أن المصريين لا يريدون التحدث معنا، ولن يفعلوا ذلك في المستقبل، على حد تعبيره.

مع ذلك قال الجنرال "الإسرائيلي" إنّه يتحتم على "إسرائيل" أن تحافظ بكل ثمنٍ على اتفاق التسوية بين الكيان الصهيوني وبين مصر، لأنّ اتفاق كامب ديفيد أغلى بكثير من أنْ تقوم "إسرائيل" بتجنيد الجيش للحرب، كما قال.

رأي اليوم

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة