شاركوا هذا الخبر

اقرأ واستمع..

إيران الرائدة في قطاع الفضاء في العالم الإسلامي

في وقت تستخدم عشرات الدول الإسلامية الأقمار الصناعية فقط، تُعد إيران الدولة الإسلامية الوحيدة ذات القدرة الكاملة على تصميم وبناء وإطلاق والتحكم بالأقمار الصناعية.

الكوثر_ايران

سيتم إطلاق القمر الصناعي "طلوع-3" أو "بايا"، إلى جانب النموذج الثاني للقمر الصناعي "كوثر" وكذلك "ظفر-2" اليوم الاحد من قاعدة "فوستوتشني" الفضائية في روسيا.

وبهذه المناسبة قدم محرم غياثوند، رئيس المجموعة الفضائية لشركة الصناعات الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية (صايران) ومدير مشروع طلوع-3، مساء السبت خلال مشاركته في برنامج "تيار" شرحاً حول هذا القمر الصناعي ومسار تطور الصناعة الفضائية الإيرانية.

وأشار غياثوند إلى إطلاق ثلاثة أقمار إيرانية صناعية يوم الاحد قائلاً: "لكل من هذه الأقمار الصناعية مهام ووظائف محددة سيتم التطرق إلى تفاصيلها لاحقاً، لكن قبل ذلك يجب الإشارة إلى مقولة مهمة في المجال الفضائي، وهي مقولة تذكر مراراً وهي أن 'إيران من بين 11 دولة في نادي الفضاء العالمي'."

اقرا أيضا:

وأضاف: "المقصود بنادي الفضاء ليس مجرد امتلاك قمر صناعي في المدار. ربما يوجد اليوم حوالي 60 إلى 100 دولة في العالم تستخدم قمراً صناعياً أو لديها قمر صناعي في المدار، لكن العديد من هذه الدول ليست صانعة للأقمار الصناعية ولا تمتلك تكنولوجيا الإطلاق. نادي الفضاء يعني أن تمتلك الدولة دورة التكنولوجيا الفضائية الكاملة."

وشرح غياثوند هذه الدورة قائلاً: "الدورة الفضائية الكاملة تشمل تصميم وبناء القمر الصناعي، وتطوير الناقل، وحقن القمر الصناعي في المدار، وكذلك الأنظمة الأرضية للتحكم واستقبال البيانات والاستفادة من القمر الصناعي. الدولة التي تمتلك كل هذه المكونات محلياً تُعتبر عضواً حقيقياً في نادي الفضاء."

وأضاف خلال استعراضه لخلفية الأنشطة الفضائية الإيرانية: "إذا أردنا فحص الخلفية الفضائية للبلاد بالمفهوم الصناعي، فإن عمرها حوالي 27 إلى 28 عاماً. قبل الثورة الإسلامية، لم تكن هناك منظمة فضائية بالمعنى الحالي، على الرغم من وجود أنشطة في مجال الاستشعار عن بعد. حتى على المستوى العالمي في ذلك الوقت، لم تكن الصناعة الفضائية قد نضجت كما اليوم؛ لأن أول قمر صناعي أطلق إلى الفضاء كان عام 1957 من قبل الاتحاد السوفيتي وبعد عام من قبل أمريكا، واستغرق الأمر سنوات حتى تتحول هذه التكنولوجيا إلى صناعة كاملة."

وأشار رئيس المجموعة الفضائية في صايران إلى بداية الأنشطة الفضائية الجادة للبلاد بعد الحرب المفروضة قائلاً: "من حوالي عام 1999 دخلت وزارة الدفاع الايرانية كقوة دافعة رئيسية في مجال تكنولوجيا الفضاء. في نفس الوقت، كان هناك نقاش في وزارة الاتصالات حول نقل التكنولوجيا من دول أخرى، لكن تجربتنا العملية الأولى كانت مشروعاً مشتركاً مع الخارج."

وتابع: "القمر الصناعي 'سينا' الذي أطلق إلى المدار عام (2005م) كان أول قمر صناعي يُسجل باسم إيران. تم تنفيذ هذا القمر الصناعي بمشاركة خارجية من قبل وزارة الدفاع، لكن بعد ذلك تقرر تطوير دورة الفضاء الكاملة محلياً."

وأوضح غياثوند: "بناءً على ذلك، كُلِّفت شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية بالعمل في مجال الأنظمة الفضائية والأنظمة الأرضية الداعمة، بينما تولت منظمة الصناعات الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع مسؤولية تطوير الناقلات. وكانت نتيجة هذا المسار الإطلاق الناجح لأول قمر صناعي إيراني محلي بالكامل، وهو القمر الصناعي 'أميد' في (2 فبراير 2009م)."

وأضاف: "مع إطلاق القمر الصناعي أميد، دخلت إيران كتاسع دولة في العالم تمتلك القدرة على إطلاق وحقن قمر صناعي في المدار، إلى نادي الفضاء. هذه القدرة تعني امتلاك ناقل أقمار صناعية، ونظام فضائي، وأنظمة أرضية بشكل متكامل."

وعن الدول الأعضاء في هذا النادي قال رئيس المجموعة الفضائية في صايران: "أول دولة كانت الاتحاد السوفيتي السابق، ثم أمريكا، ثم بعض الدول الأوروبية والصين وعدة دول أخرى. في العالم الإسلامي، الدولة الوحيدة التي تمتلك القدرة على إطلاق وحقن قمر صناعي في المدار وإكمال دورة بناء القمر الصناعي بالكامل هي الجمهورية الإسلامية الايرانية."

وأشار إلى الفرق بين امتلاك قمر صناعي وامتلاك قدرة الإطلاق مؤكداً: "دول مثل تركيا والسعودية والإمارات وقطر لديها أقمار صناعية في المدار، لكن هذا لا يعني العضوية في نادي الفضاء. كما قيل، ربما هناك حوالي 60 دولة نشطة في مجال بناء الأقمار الصناعية، لكن العديد من هذه الأقمار بحثية أو جامعية أو أقمار مصغرة."

وأضاف غياثوند: "حوالي 20 دولة في العالم تمتلك قدرة بناء أقمار صناعية عملية، ولا يوجد سوى 10 أو 11 دولة تمتلك إمكانية إطلاق الأقمار الصناعية أيضاً. حتى في بعض المجالات الخاصة من الأقمار الصناعية العملية، يقتصر عدد هذه الدول على خمس أو ست دول."

وقال: "من هذا الجانب، عندما يقال إن إيران من بين أفضل 10 أو 11 دولة فضائية في العالم، فهذا يعني أنها تمتلك دورة تكنولوجيا الفضاء الكاملة، وليس مجرد امتلاك قمر صناعي في المدار؛ وهو أمر سنشاهده يتجسد مرة أخرى غداً مع إطلاق هذه الأقمار الثلاثة."

تطور ناقلات الفضاء الإيرانية

وأشار رئيس المجموعة الفضائية لشركة الصناعات الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع إلى خلفية الإطلاقات الفضائية الإيرانية قائلاً: "خطواتنا الأولى في مجال الإطلاق تمت بناقل الأقمار الصناعية 'سفير'؛ وهو ناقل يمتلك قدرة وضع حمولة تزن حوالي 50 كجم في مدار يبعد 250 كيلومتراً عن الأرض."

وأضاف: "المدارات التي تبعد 250 إلى 300 كيلومتر تعتبر مدارات بحثية، والأقمار الصناعية الموضوعة في هذا الارتفاع، بسبب الاحتكاك بالغلاف الجوي وظاهرة السحب، عادة ما يكون عمرها المداري شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط، وتدخل تدريجياً إلى الغلاف الجوي للأرض وتتحطم. لذلك، للوصول إلى التطبيقات العملية والصناعية، كان من الضروري وضع الأقمار الصناعية في مدارات أعلى من 500 كيلومتر ليصل عمرها المداري إلى سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل."

وأشار غياثوند إلى تصنيف الأقمار الصناعية حسب الكتلة قائلاً: "الأقمار الصناعية التي تزن من 1 إلى 10 كجم هي في الغالب أقمار نانوية ولها تطبيقات بحثية. الأقمار الصناعية التي تزن من 20 إلى 100 كجم تقع في فئة الأقمار المصغرة، وهي شبه بحثية وشبه تطبيقية، والأقمار الصناعية التي تزيد عن 100 كجم إلى حوالي 500 كجم تعتبر أقماراً عملية تؤدي مهام تطبيقية في المدار المنخفض حول الأرض."

وتابع: "الخطوة الثانية في تطوير الناقلات كانت زيادة الدقة والكتلة القابلة للحمل في نفس الوقت. وبناءً عليه، تم تطوير نسخ مطورة من ناقل سفير، ودخل ناقل 'سيمرغ' التابع لوزارة الدفاع الميدان؛ وهو ناقل يمتلك قدرة وضع حمولة تصل إلى 250 كجم في مدار يبعد 500 كيلومتر، ويوفر إمكانية إطلاق الأقمار الصناعية العملية."

وأضاف رئيس المجموعة الفضائية في صايران: "إلى جانب هذه القدرة، طور إخواننا في حرس الثورة الإسلامية أيضاً في عام 2020 ناقل الأقمار الصناعية 'قاصد' الذي يمتلك قدرة حقن حمولة تزن حوالي 30 إلى 40 كجم في مدار يبعد 450 كيلومتراً. بعد ذلك، ومع تطوير ناقل 'قائم'، زاد ارتفاع المدار، وأصبح الوصول الآن إلى مدارات تبعد 500 إلى 670 كيلومتراً متاحاً؛ بحيث يمكن لهذا الناقل وضع 100 كجم على الأقل في مدار يبعد 500 كيلومتر."

وأشار إلى القيود الحالية للإطلاقات الداخلية قائلاً: "لبعض المهام، نحتاج إلى مدارات تسمى 'المدارات المتزامنة مع الشمس'. في هذه المدارات، يمر القمر الصناعي كل يوم في وقت ثابت تقريباً فوق نقطة معينة على الأرض، وهذه الخاصية حيوية جداً لأقمار الاستشعار عن بعد والتصوير."

وشرح غياثوند: "في المدارات العادية، بسبب دوران الأرض، يتغير وقت مرور القمر الصناعي فوق منطقة ما في أوقات مختلفة من اليوم، لكن في المدار المتزامن مع الشمس، وقت شروق وغروب القمر الصناعي بالنسبة للأرض ثابت تقريباً؛ على سبيل المثال، يمر القمر الصناعي كل يوم حوالي الساعة 11 صباحاً فوق منطقة معينة، ويتاح إمكانية المقارنة الدقيقة للصور في فترات زمنية منتظمة."

وأضاف: "ميل هذه المدارات يختلف عن ميل المدارات التي يمكن الوصول إليها حالياً من قواعدنا الداخلية، ولهذا السبب، يتم إطلاق الأقمار الثلاثة للاستشعار عن بعد القادمة باستخدام الناقل الروسي لوضع الأقمار في المدار المتزامن مع الشمس، أو بالمصطلح الفني 'المدار الشمسي المتزامن'."

تشابهار: الوصول إلى المدار المتزامن مع الشمس بناقل محلي

وأوضح رئيس المجموعة الفضائية في صايران، مشيراً إلى برامج البلاد المستقبلية: "هذا حل مؤقت، وفي برامج منظمة الفضاء الإيرانية، تم التخطيط لتطوير قاعدة تشابهار الفضائية. مع اكتمال هذه القاعدة، سيتاح الوصول إلى المدارات المتزامنة مع الشمس بواسطة الناقلات المحلية أيضاً."

ورداً على سؤال حول سبب ضرورة دخول إيران دورة الفضاء الكاملة بنفسها وعدم استخدام الخدمات الخارجية، قال: "أولاً: المكانة التي يجب أن تحتلها إيران في المجال الفضائي في العالم، ما تزال بعيدة عما نمتلكه اليوم، والوصول إلى هذه المكانة هو أداء لدين تجاه الخلفية العلمية والتاريخية للبلاد."

وأضاف غياثوند: "ثانياً: للوصول إلى التطبيقات الصناعية الحقيقية، يجب إثبات القدرات في دورة الفضاء الكاملة. في المدار المنخفض حول الأرض، لتقديم خدمات مستقرة، يكون تكوين منظومة أقمار صناعية ضرورياً؛ بمعنى أنه بدلاً من قمر صناعي واحد، توضع عدة أقمار صناعية في المدار بشكل شبكي لإتاحة إمكانية التصوير أو تقديم البيانات بشكل يومي ومستمر."

وتابع: "تكوين المنظومة غير ممكن عملياً بدون ناقل محلي، لأنك في الإطلاقات الخارجية، يكون قمرك الصناعي تابعاً للجدول الزمني والمدار للناقل، ولا يوجد المرونة اللازمة لاختيار الوقت والمدار المطلوبين. في مثل هذه الظروف، تفقد عملياً إمكانية ترتيب المنظومة."

أهمية امتلاك الدورة الفضائية الكاملة

وأشار رئيس المجموعة الفضائية في صايران في جزء آخر من حديثه إلى اتساع الفضاء ومستقبل هذا المجال قائلاً: "سرعة الضوء، رغم عظمتها، تحتاج إلى حوالي ثماني دقائق للوصول من الأرض إلى الشمس، وتحتاج إلى أربع سنوات للوصول إلى أقرب نجم مجاور، وإلى حوالي 27 ألف سنة للوصول إلى مركز مجرة درب التبانة. هذه الأرقام تُظهر أن الفضاء مجال أبعد بكثير من تصورنا اليومي."

وأكد: "بالمعرفة والتكنولوجيات الفضائية، سيُكتب مستقبل البشر. تطوير صناعة الفضاء، وتطوير الذكاء الاصطناعي، وتطوير الروبوتات هي محاور رئيسية لمستقبل العالم، وإذا لم تكن الدولة مسيطرة على كل هذه الدورة، فستكون مضطرة لاستهلاك العلم، وليس منتجة ومبتكرة له."

وقال غياثوند: "إذا أردنا أن نكون مؤثرين ومبتكرين في المستقبل، فلا مفر من السيطرة الكاملة على دورة تكنولوجيا الفضاء."

نقل حي لإطلاق الأقمار الصناعية الإيرانية

وأشار رئيس المجموعة الفضائية في صايران إلى البث المباشر لإطلاق الأقمار الصناعية الإيرانية الثلاثة قائلاً: "الإطلاقات الفضائية لها 'نافذة زمنية' محددة؛ بمعنى أنه يمكنك إجراء الإطلاق فقط في فترة زمنية محدودة حتى يتم وضع القمر الصناعي تماماً في المستوى المداري المطلوب."

وأضاف: "سبب ذلك هو أن الأرض تدور باستمرار تحت أقدام الأقمار الصناعية، والمستويات المدارية تتغير باستمرار. لذلك عندما تنوي الإطلاق من نقطة محددة، تكون لديك فرصة فقط في فترة زمنية محدودة لحقن القمر الصناعي في المدار المستهدف. هذه الأقمار الثلاثة أيضاً، بسبب وضعها في المدار المتزامن مع الشمس، تخضع لنفس هذا القيد الزمني."

وأشار غياثوند إلى الإعلان عن الوقت الدقيق والبث المباشر لهذا الإطلاق موضحاً: "أن يتم الإعلان عن وقت الإطلاق بشكل محدد ويتم بثه مباشرة، يشير إلى انتقال الأنشطة الفضائية من مرحلة البحث إلى مرحلة التصنيع. في المشاريع البحثية البحتة، عادة لا تكون هناك مثل هذه المتطلبات."

ورداً على المخاوف بشأن احتمال فشل الإطلاق، قال: "يمكن الإجابة على هذا السؤال من منظورين. من الناحية العلمية، يجب أن نعترف بأن الأمور المجهولة بالنسبة لنا في الكون أكثر بكثير من الأمور المعروفة، وبالتالي هناك دائماً عدم يقين؛ ليس فقط في الإطلاق، بل في جميع العمليات الفضائية."

وأضاف رئيس المجموعة الفضائية في صايران: "من المعتاد أن تقبل جميع الدول الناشطة في مجال الفضاء بهذا الخطر. قبل شهر واحد فقط، واجه أحد إطلاقات روسيا مشكلة، حتى أن حريقاً اندلع في قاعدة بايكونور في كازاخستان. لذلك فإن احتمال حدوث مشكلة موجود دائماً."

وأكد: "لكن من المنظور الثاني، إذا كنت تخشى الفشل، تكون قد فشلت عملياً من قبل. الخوف من الفشل أكثر تدميراً من الفشل نفسه، لأنه لا يسمح بالحركة والجهد والتقدم."

وتابع غياثوند: "لدينا في صايران شعار؛ وهو أننا نقوم بأعمال لم تتم على الأقل في البلاد بشكل كبير أو لم يقم الآخرون بها. نحن نستعد للتحديات الجديدة، لأنه بدون الدخول في التحدي، لا يحدث التحول."

وأشار إلى نظرة المجتمع العامة قائلاً: "اليوم يرى المواطن الإيراني أن بلده قد ذهبت إلى الفضاء، وهذا كان حلماً قديماً له. من الطبيعي أن يقارن الناس وأن تكون لديهم هموم معيشية واقتصادية أيضاً، لكن يجب النظر إلى أن إيران في بعض المجالات، مثل الصناعة الفضائية والصواريخ والطائرات المسيرة، قد اقتربت من حواف التكنولوجيا العالمية."

وأضاف رئيس المجموعة الفضائية في صايران: "نحن لا نعتبر أنفسنا نخبة ولا ندعي مكانة خاصة؛ نحن جنود هذا الوطن. هذه الإنجازات ليست نتاج ليلة وضحاها. إنها نتيجة حوالي 30 عاماً من الجهد والتضحية والعمل ليلاً ونهاراً لأشخاص ربما يُذكر اسمهم بشكل أقل."

ومتذكراً تجربة شخصية قال: "قبل حوالي 16 شهراً، خلال إطلاق القمر الصناعي 'شهداء شمران-1' بالناقل قائم، في اجتماع حضره اللواء حاجي زادة وعدد من الأعزاء، كنت أشعر بقلق شديد، لأن الإطلاق كان داخلياً. لكن هناك رأيت كيف دُعيت العائلات وحتى الطلاب لمشاهدة الإطلاق براحة وثقة كبيرتين."

وأوضح غياثوند: "هناك فهمت أنه لا يجب الخوف من الفشل. إذا كنا اليوم نتحرك عند حافة التكنولوجيا في بعض المجالات، فذلك بسبب هذه الروح؛ الروح التي هي نتيجة سنوات من الكفاح لأشخاص مثل اللواء الشهيد حاجي زادة، واللواء الشهيد باقري، والشهيد طهراني مقدم، والعديد من القوى المجهولة في وزارة الدفاع."

وقال في الختام: "إذا أردنا بناء المستقبل، يجب أن نقبل بالمخاطر العلمية، ولا نخاف من الفشل، ونستمر في المسار؛ مسار سيُخطى فيه خطوة أخرى غداً مع إطلاق هذه الأقمار الثلاثة."

إطلاق الاحد ليس استعراضياً

وأشار غياثوند، متطرقاً إلى جذور تشكيل التكنولوجيا الفضائية في البلاد قائلاً: "في مجال تكنولوجيا الفضاء، كنا نؤمن بأننا نستطيع السير في هذا الطريق، وتعلمنا هذا الإيمان من الأجيال التي سبقتنا؛ الجيل الذي نقل إلينا هذه الثقة بالنفس."

وتابع: "تطوير ناقل أو قمر صناعي عملي هو عملية تستغرق وقتاً. من الطبيعي أن تتغير كمية ضخ الموارد في فترات مختلفة وتبطئ أو تزيد سرعة المشاريع، لكن هذه البرامج لم تتوقف أو تُهمل أبداً في وزارة الدفاع، خاصة في صايران ومنظمة الصناعات الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع."

وأشار رئيس المجموعة الفضائية في صايران إلى مهمة الأقمار الثلاثة التي سيتم إطلاقها قائلاً: "من المفترض أن تدخل هذه الأقمار الثلاثة مرحلة الاستغلال العملي ولديها تطبيقات محددة للاستشعار عن بعد. القمر الصناعي 'كوثر' هو قمر مصغر تم تصميمه وبناؤه من قبل القطاع الخاص، والقمر الصناعي 'ظفر-2' بكتلة حوالي 110 كجم تم تطويره من قبل القطاع الجامعي، وهذا المزيج يدل على التآزر بين القطاع الخاص والجامعة والصناعة في المجال الفضائي."

وأضاف: "ليس من المفترض أن تكون هذه الأقمار مجرد إطلاق استعراضي. بعد الإطلاق الناجح، يجب اجتياز مراحل معقدة؛ أولاً، إثبات قابلية القمر الصناعي للقيادة، وهو ما يستغرق عادة عدة أيام. ثم يتم التحقق من دقة الأنظمة الفرعية والمعدات. في المرحلة التالية، يتم تثبيت الخوارزميات والبرمجيات الخاصة بالقمر الصناعي، وأخيراً يدخل القمر الصناعي مرحلة التشغيل الكامل والاستغلال."

وأكد غياثوند: "عندما نتحدث عن القمر الصناعي العملي والعمل الصناعي، فإننا نعني أنه حتى إذا عملت الغالبية العظمى من المئات من المكونات بشكل صحيح، يمكننا الحصول على بيانات قابلة للاستخدام. هذا الإطلاق هو خطوتنا الأولى الجادة للوصول إلى الاستغلال الحقيقي للصور الفضائية."

وأشار إلى التطبيقات العملية لهذه الصور قائلاً: "يمكن لصور الاستشعار عن بعد إحداث تحول في مجالات مثل تحديد حدود الأراضي أو ما يسمى بالكاداستر. في الظروف الحالية، تتم العديد من هذه الأعمال بطرق تقليدية ومكلفة، في حين يمكن ببيانات الأقمار الصناعية جعل هذه العمليات أسهل وأدق وأقل تكلفة."

وأضاف رئيس المجموعة الفضائية في صايران: "تطبيقات هذه الأقمار تعود إلى مجالات متعددة تشمل الأرصاد الجوية، وإدارة الموارد الطبيعية والغابات، والزراعة، وتحديد البناء غير القانوني، وإدارة الاتصالات وخدمات تحديد الموقع."

وأكد، مشدداً على النهج غير العسكري لإيران في مجال الفضاء: "ايران ملتزمة بالمعاهدات الدولية المتعلقة بعدم عسكرة الفضاء، ويتم تعريف الأنشطة الفضائية للبلاد في إطار التطبيقات السلمية. مهمة هذه الأقمار تقع بالكامل في نفس هذا الإطار."

وقال غياثوند: "الهدف الرئيسي من هذه الإطلاقات هو الوصول إلى الاستغلال الحقيقي وحل مشاكل الناس الملموسة من خلال البيانات الفضائية؛ وهو مسار يدخل مرحلة جديدة بالاعتماد على المعرفة الداخلية، وتعاون الجامعة والصناعة والقطاع الخاص، ودعاء الشعب."

دور القيادة في تحديد الأفق الطويل لتكنولوجيا الفضاء

وأشار رئيس المجموعة الفضائية لشركة الصناعات الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع إلى القيود والعقوبات في مجال التكنولوجيا قائلاً: "في الـ25-26 عاماً الماضية، واجهنا عقوبات في مجالات صناعية مختلفة، خاصة في قطاع السيارات، ونعلم أن الحل الواقعي الوحيد في الفضاء البعيد هو استخدام التكنولوجيات الفضائية."

وأضاف: "رداً على المخاوف بشأن أمن العلماء، خاصة في المجالات النووية والصواريخ، يجب أن أقول إن الأشخاص الذين يعملون في هذه المجالات معرضون دائماً للتهديد؛ لكن يجب مراعاة نقطتين مهمتين. الأولى أننا لا نقلل من شأن علمائنا وكل واحد منهم جندي للوطن. الثانية أننا تعلمنا من الأجيال السابقة أنه لا يجب الخوف من الفشل، وهذه الروح تسري في جميع مشاريعنا الفضائية."

وأشار غياثوند إلى تأثير القيادة على تطوير تكنولوجيا الفضاء قائلاً: "كان دور القيادة محورياً جداً في هذا المسار. دخلنا مجال الفضاء منذ سن الشباب ورأينا آفاقاً واسعة لأنشطتنا. أتذكر قبل حوالي ست إلى سبع سنوات، عندما كنا قد حصلنا للتو على المدارات القريبة من الأرض وكان لدينا برامج لتطوير مدارات أعلى وإطلاق أقمار صناعية أثقل، تم إعداد تقرير وقدم إلى قائد الثورة الإسلامية."

وتابع: "بينما قدم قائد الثورة الإسلامية الشكر، طرح سؤالاً مهماً: 'إذاً، ماذا عن برنامج القمر الصناعي الجيوسينكرون (المتزامن مع الأرض)؟' هذا السؤال جعلنا نأخذ في الاعتبار أفقاً أوسع لتطوير تكنولوجياتنا الفضائية، وهذه النظرة بعيدة المدى هي التي قادتنا نحو التصنيع وتطوير الأقمار الصناعية العملية."

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة