الكوثر_ايران
محمد إسلامي، مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية، قال في حديث للصحافيين على هامش المؤتمر الأول للطب النووي، والعلاج الإشعاعي للأورام، وأمراض الدم، والأورام: إن أربع إلى خمس مجموعات طبية، تتمحور حول الطب النووي، اجتمعت في هذا المؤتمر.
وأضاف: «في الوقت الراهن أصبح مرض السرطان أكثر شراسة، ويمكن لدور منظمة الطاقة الذرية في الجانبين التشخيصي والعلاجي، وكذلك في مجال البلازما الباردة، ومن خلال تضافر جهود هذه المجموعات الطبية المختلفة الفاعلة في مجال السرطان، أن يسهم في علاج المرضى الأعزاء بآلام ومعاناة أقل، وبفاعلية أعلى، وبأمل أكبر في الحياة».
اقرأ ايضا:
وأوضح أنه، في ظل تفاقم السرطان والتقدم العلمي والبحثي المحقق، والإنجازات القائمة على المستوى العالمي، «نحمد الله على أن منتجاتنا، ولا سيما المنتجات الحديثة، تُعد من الطراز الأول، لدرجة أن دولة أو دولتين متقدمتين فقط قد تكونان بمستوانا أو على مقربة منه، وهو ما يمنحنا هذا الشرف بأن يستفيد أبناء شعبنا من هذه المنتجات».
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية أن هذا الاجتماع أسهم، وسيسهم مستقبلاً، في تعزيز التكامل والتآزر بين هذه المؤسسات. وقال: «هذه هي المرة الأولى، وإن شاء الله سيتكرر هذا المسار». وأكد أن النقطة الأهم تكمن في أن النتائج والمعطيات المتحصلة من العلاجات، منذ الماضي وحتى اليوم، ولا سيما في مجال أنواع السرطان المختلفة، تُحلَّل وتُقيَّم بالاستناد إلى دور جامعات العلوم الطبية، ومنها جامعة الشهيد بهشتي للعلوم الطبية، ليُستفاد منها في الأبحاث من أجل اختيار أنسب الحلول، وأفضل الأدوية، وأنجع أساليب العلاج. وهذا من شأنه أن يسرّع وتيرة عملنا، ويساعدنا على التحرك بشكل أكثر جدوى وفاعلية، بما يتناسب مع بنية المرض وظروفه في بلدنا».
وتابع إسلامي: «نحن اليوم نسير على هذا المسار، ولدينا واحد أو اثنان من الأدوية المشعّة التي يمكن القول إنها فعّالة في علاج ما لا يقل عن 30 نوعاً من السرطان، وهو من مفاخر بلدنا التي يستفيد منها المواطنون اليوم». وأشار إلى أن وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي وسّعت أيضاً طاقاتها الاستشفائية، موضحاً أن مستشفى تجريش، الذي عُقد فيه المؤتمر، يُعد من المراكز التي تستخدم هذه التجهيزات. وأضاف: «في عام 2021 لم يكن في البلاد سوى سبعة أجهزة تصوير بت-سكان، وكان الناس يضطرون للانتظار في طوابير، أما اليوم فقد تجاوز العدد، بحسب تقديري، 25 جهازاً، وسيرتفع قريباً إلى 50 مركزاً».
وأوضح أن منظمة الطاقة الذرية، وفي إطار الخطة الشاملة لمكافحة السرطان، توصلت إلى تفاهم مع وزارة الصحة لإنشاء خمسة مراكز سيكلوترون في البلاد بوصفها خمسة أقطاب رئيسية، لافتاً إلى أن اثنين من هذه المراكز، وبناءً على طلب وزير الصحة، يحظيان بأولوية عاجلة وقد أُدرجا على جدول التنفيذ. وأضاف: «نحن نتابع تنفيذ المراكز الخمسة جميعاً، لكن المركزين ذوي الأولوية سيتم إنجازهما بشكل أسرع، بما يتيح لمواطني مختلف أنحاء إيران سهولة الوصول إلى الخدمات الصحية التي تقدمها منظمة الطاقة الذرية». وأكد أن هذا الإجراء سيكون له أثر إيجابي أيضاً في المجال الدوائي، ويُعد تحوّلاً نوعياً في هذا القطاع.
وأشار رئيس منظمة الطاقة الذرية إلى أن هذا النوع من العلاج، إذا أُجري خارج البلاد، لا تقل كلفته عن 12 إلى 13 ألف دولار، في حين يُقدَّم داخل البلاد بتكلفة أقل بكثير لا مجال لمقارنتها، فضلاً عن أن جميع المواطنين باتوا اليوم قادرين على الوصول إليه.
وأضاف: «لولا امتلاكنا القدرة الصناعية النووية لما أمكن إنشاء هذه الإمكانات. وكما طُرح في هذا المؤتمر وبيّنه الأساتذة، فإن نقطة انطلاق هذه الأنشطة هي انشطار اليورانيوم، أي المواد المشعّة. فإذا لم يحدث الانشطار، ولم تُجرَ عملية التخصيب، ولم يُنتَج وقود المفاعل، ولم يُستخدم الوقود في فصل النظائر، فلن يكون من الممكن، بطبيعة الحال، إنتاج الأدوية المشعّة. إن الصناعة الأم والخط الأساس لإنتاج هذه الأدوية هو هذا القطاع، وتُعدّ صناعة التخصيب في الواقع نقطة بدايته ومنشأه، والحمد لله يتمتع بلدنا اليوم بهذه القدرة وهذه النعمة».
وأكد إسلامي أن المنظمة تنتج حالياً 72 دواءً مشعّاً وتعرضها بشكل منتظم، فيما يوجد 20 دواءً مشعّاً آخر في مراحل بحثية مختلفة. وأضاف: «خلال أسبوع البحث العلمي جرت عمليات تدشين، ووفقاً للسياسات التي اعتمدناها لدفع البرامج التشخيصية قدماً، تم اتخاذ خطوات تهدف إلى زيادة الدقة، وتحقيق تصوير أكثر فاعلية، وتحديد أهداف أدق». وأوضح أن دواءين مشعّين جديدين جرى التعريف بهما لعلاج سرطان الجلد، وهو من أكثر أنواع السرطان فتكاً، وقد أظهرا نتائج ممتازة وفاعلية عالية في المرحلة البحثية والمراحل السريرية الأولية. وأكد أن هذا المسار سيستمر حتى نهاية العام في ظل وتيرة التطوير الحالية والشراكات القائمة.
وختم بالقول: «سيتم الإعلان عن كل دواء مشعّ يحقق نتائج أسرع فور اكتمال مراحله. فالمرحلة السريرية تتطلب زمناً محدداً ولا يمكن تجاوزها. قبل عامين ربما لم يكن لدينا سوى خمسة منتجات في سلتنا الدائمة، أما اليوم فقد وصل العدد إلى 72 منتجاً، وهو في تزايد مستمر».