زيارة علمية ثقافية لنساء حوزويات من أهل السُّنّة إلى طهران وقم تعزّز التقارب والوحدة الإسلامية

الكوثر_ايران

وقد تزامنت هذه الزيارة مع ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويوم المرأة، وهدفت إلى تعميق أواصر التقارب بين النساء الشيعة والسُّنّة، وتعزيز الشراكات العلمية، وتقديم نموذج المرأة المسلمة في مجتمع معاصر.

واستُهلّت البرامج بزيارة إلى الحوزة العلمية «رفيعة المصطفى (ص)»، حيث عُقد لقاء علمي-ثقافي بحضور عدد من المديرين والأساتذة، جرى خلاله بحث دور المرأة في ترسيخ المعارف الإسلامية وأهمية التكامل العلمي بين الحوزات الدينية.

اقرأ أيضا:

محافظة البصرة تشهد مهرجان تكليف الفتيات | مع المراسلين

ثقافة الشهادة كخيار واعٍ: سيرة تربوية في وعي المقاومة | ملازمو الحرم

بعد ذلك، توجّه الوفد إلى جامعة الزهراء (س)، حيث شاركن في جلسة حوارية مع ممثلة مكتب قائد الثورة الإسلامية، ومع عميدة كلية الإلهيات الدكتورة ميرهاشمي، وعميدة كلية الآداب الدكتورة صادقي.

وتركّز النقاش حول مكانة المرأة المسلمة في المجتمع، إضافة إلى استعراض مجالات التعاون البحثي بين أساتذة الجامعة والمتخصصات من أهل السُّنّة في علوم القرآن والفقه والكلام، بما يسهم في دعم التقريب المذهبي ومعالجة القضايا الفكرية والثقافية لدى فئة الشباب. كما جرى تكريم الدكتورة مريم صيّاد شيرازي، أستاذة الجامعة ونجلة الشهيد الفريق علي صيّاد شيرازي، تقديراً لتضحيات والدها ودوره الوطني.
وتضمّن البرنامج أيضاً زيارة لمكتبة جامعة الزهراء (س) للتعرّف على إمكاناتها البحثية، ثم المشاركة في مائدة حوارية بإحدى قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ناقشت دور المرأة في ترسيخ وحدة الأمة الإسلامية وتقديم نموذج المرأة المسلمة. كما شملت الزيارة جولة في مبنى الإذاعة والتلفزيون والتعرّف على أقسامه المختلفة.
وفي محطة أخرى من الرحلة، زارت العالمات مقرّ أمانة المجلس الأعلى لتخطيط مدارس العلوم الدينية لأهل السُّنّة، حيث عُقد لقاء ودي مع السيدة ريحانة سلامي، ابنة القائد الشهيد حسين سلامي ورئيسة اللجنة المركزية لأسبوع تكريم مقام المرأة والأم.

وتحدّثت خلال اللقاء عن الجوانب الروحية والأخلاقية في شخصية والدها، مؤكدة اهتمامه العميق بالقرآن الكريم وبالوحدة الإسلامية، وإيمانه بدور المرأة الإيرانية الفاعل في المجتمع بوصفها نموذجاً عالمياً. وقدّمت العالمات هدايا رمزية لابنة الشهيد، من بينها هدية خاصة أوصت بها والدة الشهيد أمير حسين دوغونجي، أحد شهداء الحرب الأخيرة، ما أضفى على اللقاء أجواءً من الروحانية والتلاحم بين عائلات الشهداء.

كما قامت السيدة ميرزاعلي، ممثّلة العالمات الحوزويات من أهل السُّنّة، بتكريم ابنة الشهيد حسين سلامي تعبيراً عن التقدير لتضحيات والدها، في مشهد عكس عمق المودّة والتقارب العاطفي بين النساء الشيعة والسُّنّة.

وبعد انتهاء برامج طهران، توجّه الوفد إلى مدينة قم، حيث كانت المحطة الأولى «مركز أبحاث المرأة والأسرة»، وتم خلال اللقاء بحث دور المرأة في المجتمع الإسلامي، وإمكانات البحث العلمي في قضايا المرأة، وسبل التعاون المشترك. كما شملت الزيارة الاطلاع على مكتبة المركز والتعرّف على مصادره المتخصصة.

وتواصلت البرامج بزيارة «المركز الوطني للإجابة عن الأسئلة الدينية»، حيث اطّلعت المشاركات على الأساليب العلمية والمنهجية في الرد على الاستفسارات الدينية. ثم زُرن «المؤسسة التعليمية-البحثية للمذاهب الإسلامية» في قم، وشاركن في جلسة علمية مع عدد من العلماء، تناولت السيرة السلوكية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ودور الحوزات العلمية في إبراز السنّة النبوية، ولا سيما في تعامله مع أسرته والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كنموذج إيماني وأخلاقي، وما أحدثه الإسلام من تحوّل ثقافي في العلاقات الإنسانية.

واختُتمت الرحلة بزيارة «متحف الدين والحياة» في قم، حيث تعرّفت المشاركات على معالم تاريخية وثقافية ودينية تعكس حياة المسلمين، ودور الفن والتاريخ في نقل القيم والمفاهيم الدينية.

ويُعدّ هذا البرنامج المتكامل، الذي شمل مؤسسات علمية وثقافية وإعلامية في طهران وقم، خطوة مهمة في سبيل تعزيز الوحدة الإسلامية، وتوسيع التعاون العلمي والثقافي، وترسيخ نموذج المرأة المسلمة، وتعميق التفاعل البنّاء بين الحوزات العلمية الشيعية والسنية، بما يسهم في تعزيز روح التفاهم والتكامل داخل المجتمع الإسلامي.