خاص الكوثر - ملازمو الحرم
قدّمت بنت الشهيد السيد فؤاد شكر صورة عن بيئة تربّت منذ البدايات الأولى للمقاومة الإسلامية على مفهوم الشهادة بوصفها غاية ومسؤولية، لا مجرد حدث طارئ. فاستشهاد القادة، وفي مقدمتهم الشهيد السيد عباس الموسوي، لم يكن لحظة صدمة عابرة، بل محطة عززت القناعة بأن خط المقاومة قائم على التضحية والالتحاق بركب الشهداء.
وقالت: مع مرور السنوات، تحوّل هذا الوعي إلى ثقافة يومية داخل العائلة، حيث كان الحديث عن الشهادة والشهداء جزءاً طبيعياً من الحياة، يترافق مع شوق دائم لدى الوالد للالتحاق برفاقه الذين ارتقوا. ومع كل شهيد جديد، كانت تتزايد المسؤولية والشعور بضرورة مواصلة الطريق، لا الانكفاء عنه.
إقرأ أيضاً:
وأضافت بنت الشهيد السيد فؤاد شكر أن هذا النهج انعكس أيضاً في الوصايا التي كان الوالد يقدّمها لأبنائه، سواء بعد حرب تموز أو في المراحل اللاحقة، حيث كان يهيئهم نفسياً وفكرياً لاحتمال الفقد، مؤكداً أن الاستعداد للشهادة لا يعني انتظار الموت، بل الجهوزية لتحمّل الدور بعده. وقبيل استشهاده بفترة قصيرة، كثّف هذه الوصايا، في محاولة واعية لبناء جيل قادر على الصبر، والاستمرار، وأداء المسؤولية دون انكسار.
واختتمت قولها: تظهر هذه التجربة كيف تتحول الشهادة، في وعي المقاومة، من نهاية فردية إلى مشروع حياة جماعي، قائم على الإعداد المسبق، والقبول الواعي، والاستمرار في الطريق مهما بلغت التضحيات.