الكوثر_ايران
مؤمني قال خلال كلمته في الاجتماع الرابع لوزراء الداخلية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) المنعقد في طهران، إن "الهجمات العدوانية التي شنّها الأميركيون والصهاينة عززت تلاحم الشعب الإيراني ووحدة صفوفه، وأظهرت أن العدو عاجز عن تحقيق أهدافه رغم امتلاكه أدوات الحرب كافة".
وأوضح الوزير أن "التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة وضعت دول المنطقة أمام تهديدات وتحديات ومشكلات متزايدة، مما يستدعي من هذه الدول اعتماد بدائل مناسبة في سياساتها الخارجية والإقليمية لمواجهة التهديدات الأمنية والسياسية والاقتصادية الجديدة".
اقرا ايضا:
وشدد مؤمني على أن "الحكومة والشعب الإيراني لم يكونا في أي وقت من الأوقات البادئين بالحرب، لكنهما سيواجهان أي عدوان بالوحدة والتماسك وبكل قوة".
وأضاف أن "العالم بأسره شاهد على الجرائم الكثيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان غزة، ورغم عامين من العدوان المتواصل وعمليات القتل والانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، لم يحقق هذا الكيان أي مكسب يُذكر".
وأشار مؤمني إلى أن "المجتمع الدولي بأسره أدان هذه الجرائم وطالب بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني"، مؤكداً أن "هذا العدوان أبرز حاجة دول منظمة إيكو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من التقارب والتضامن".
وقال وزير الداخلية إن "تعزيز التعاون الإقليمي والجماعي في إطار منظمات مثل إيكو يمثل خياراً مناسباً لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المصالح الوطنية للدول الأعضاء"، مشدداً على أن "وجود القوى الأجنبية في المنطقة يضر بالمصالح الوطنية للدول المجاورة".
وأضاف أن "المنطقة تواجه مشكلات أمنية خطيرة مثل الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والجرائم الإلكترونية، وتهريب المخدرات والبشر والأسلحة، وغسل الأموال، وهي تحديات تفرض أعباء ثقيلة على دول المنطقة، لذا فإن تحقيق الأمن الشامل يتطلب تعاوناً جماعياً واسعاً لا يقتصر على الجهود الثنائية".
وأشار إلى أن "الاتفاق على إعداد وثيقة تعاون مشتركة بين دول إيكو سيكون خطوة مهمة نحو ترسيخ الأمن الإقليمي المستدام".
وتناول مؤمني في جانب آخر من كلمته ملف اللاجئين والأجانب المقيمين في إيران، قائلاً: "منذ أكثر من 45 عاماً، تستضيف إيران أطول حالة لجوء في العالم، وهي اليوم تستضيف أكبر عدد من النازحين على مستوى العالم. وعلى الرغم من العقوبات الأميركية الجائرة، فقد وفرت إيران، استناداً إلى قيمها الإنسانية وتعاليمها الإسلامية، ظروفاً معيشية وصحية وتعليمية مناسبة للاجئين، ولا سيما للأشقاء الأفغان."
كما أشار إلى أهمية الدبلوماسية الحضرية والتعاون بين البلديات في مجالات التنمية الحضرية، والتبادل الثقافي والاقتصادي والبيئي، والإعلام والنقل والتخطيط القائم على الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين جودة الحياة في المدن.
واقترح الوزير إطلاق مشروع "المدن الذكية لإيكو" (ECO Smart Cities) بين العواصم والمدن الكبرى للدول الأعضاء، باعتباره "نهجاً استراتيجياً جديداً سيسفر عن نتائج عملية ومثمرة لشعوب وحكومات المنظمة".
وفيما يتعلق بتسهيل الحركة بين دول المنظمة، دعا مؤمني إلى إلغاء تأشيرات السفر في نطاق إيكو تحت مسمى “ECO Visa”، والاعتراف المتبادل برخص القيادة الصادرة عن الدول الأعضاء تحت عنوان “ECO DP”، موضحاً أن "الزيادة الكبيرة في حركة العبور والسفر التجاري والسياحي والعلاجي والتعليمي بين الدول الأعضاء تتطلب وضع آليات واضحة لتنظيمها وتسهيلها".
وأكد الوزير أهمية تعزيز التعاون في مراقبة الحدود ومنع الهجرة غير الشرعية والتهريب، مشيراً إلى أن "تأمين الحدود ومنع تهريب البشر والمخدرات والأسلحة يسهم مباشرة في الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة".
وأوضح أن "تحقيق هذا الهدف يتطلب اتخاذ إجراءات عملية وإنشاء آليات مشتركة للرقابة على الحدود باستخدام التجهيزات الحديثة مثل الأنظمة البصرية والإلكترونية وتبادل المعلومات اللحظية لإدارة الحدود بشكل مشترك، ما يشكّل حاجزاً فعالاً أمام الأنشطة الإرهابية وشبكات التهريب".
وأكد مؤمني أن "مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود تتطلب استخدام القدرات والمهارات الشرطية المتاحة، وتبادل المعلومات والخبرات بسرعة، وتعزيز التعاون بين أجهزة الشرطة الدولية، وتدريب الكوادر المتخصصة في إطار اتفاقيات جماعية ومتعددة الأطراف".
وأضاف أن "تأسيس شرطة إيكو أصبح ضرورة حتمية، نظراً لما تملكه المنظمة من هياكل وقدرات مشتركة تمكّنها من إدارة هذا الملف الأمني المهم".
كما أشار وزير الداخلية إلى أن الكوارث الطبيعية تمثل تحدياً آخر تواجهه دول إيكو، إذ تسببت حتى الآن في وفاة وتشريد الآلاف في المنطقة.
واختتم مؤمني كلمته بالقول إن "الحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والجفاف يتطلب تعبئة شاملة للموارد والتعاون بين الحكومات والمؤسسات الوطنية والدولية في مختلف مراحل إدارة الأزمات – قبل وقوعها وأثناءها وبعدها".
وأشار إلى أهمية التعاون بين دول إيكو في هذا المجال عبر مراكز مثل "مركز مكافحة الكوارث الطبيعية لمنظمة إيكو" و"مركز إدارة معلومات الكوارث لآسيا والمحيط الهادئ (APDIM)"، مؤكداً أن "خفض المخاطر والتأهب للكوارث يمثل أحد المحاور الأساسية للتعاون الإقليمي".
وفي الختام، دعا مؤمني إلى "توقيع مذكرات تفاهم متعددة الأطراف لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال استخدام التقنيات الحديثة وتدريب الكوادر المتخصصة وفرق الإنقاذ في جميع مراحل إدارة الأزمات".