الكوثر_ايران
في السنوات الأخيرة، أصبح قبول الطلاب الأجانب في الجامعات الإيرانية جزءاً من استراتيجية وطنية وعالمية لتعزيز التعليم العالي، بعد أن كان مجرد برنامج ثانوي.
وفقاً للوثيقة الرسمية للخطة التنموية السابعة، يتعين على إيران رفع عدد الطلاب الأجانب إلى 320 ألفاً بحلول نهاية العام 1407 هجري شمسي، مع توزيع النصيب الأكبر على الجامعات الكبرى ذات التصنيف الوطني والدولي، ومن بينها جامعة تبريز.
اقرأ ايضا:
من جهته اكد مدير التعاون العلمي والدولي في الجامعة سعيد شجاعي، أن جذب الطلاب الأجانب ليس مجرد هدف اقتصادي، بل يسعى لتعزيز مكانة الجامعات الإيرانية عالمياً، وتطوير الدبلوماسية العلمية، وتقوية الروابط الثقافية والاقتصادية مع الدول المجاورة، وعرض قدرات إيران التعليمية والبحثية على الساحة الدولية.
وأوضح شجاعي أن نحو 86% من الطلاب الأجانب في جامعة تبريز هم من العراق، مشيراً إلى أن الجامعة تلقت خلال العام الماضي أكثر من 7 آلاف طلب دراسة، وقُبل حوالي 22% منهم فقط، بينما توجّه الباقون إلى جامعات أخرى في أذربيجان الشرقية. ويضيف أن هذا العدد الكبير من الطلاب يترك أثراً اقتصادياً ملموساً، حيث يتم إنفاق ملايين الدولارات سنوياً في المدينة على الإقامة والمعيشة والتسوق، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ومنع خروج العملة الأجنبية.
وأكد أن الطلاب الأجانب ملزمون بدراسة اللغة الفارسية في الفصل الدراسي الأول، مع إمكانية متابعة بعض الدروس بلغة ثانية مثل الإنجليزية أو العربية حسب البرامج الجديدة المعتمدة، ما يعزز جودة التعليم وييسر اندماج الطلاب في الحياة الأكاديمية.
كما أوضح أن الجامعة عملت على تحسين البنية التحتية للطلاب، من خلال توفير ثلاثة أنواع من السكن الجامعي والفندقي لضمان جودة الإقامة.
وحول التحديات الثقافية، لفت شجاعي إلى ضرورة مراعاة الطلاب الأجانب للمعايير الاجتماعية والثقافية في إيران، خصوصاً في تبريز، مؤكداً أن الجامعة تعمل على برامج توعية ثقافية وتنظيمية لتعريف الطلاب بالقيم والعادات المحلية، بما يحقق الانسجام الاجتماعي ويحافظ على الهوية الثقافية للمدينة.
كما أشاد بدور الطلاب في تعزيز الروابط الاقتصادية بين تبريز ودولهم الأصلية، حيث يسهمون في التبادل التجاري، وفتح فرص تصدير للمنتجات الزراعية والصناعية، بالإضافة إلى تنشيط قطاع الفندقة والنقل والتجارة المحلية.
يُذكر أن جامعة تبريز أصبحت اليوم من أبرز الجامعات الإيرانية في استقبال الطلاب الدوليين، وتعمل ضمن برامج وطنية منظمة لضمان الاستفادة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية من هذا الملف الاستراتيجي، ضمن خطة شاملة لتعزيز مكانة التعليم العالي الإيراني على الصعيد العالمي.