خاص الكوثر - عراق الغد
قال مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور عباس الجبوري إن معالم النصر، لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تضافر عوامل داخلية حاسمة. فقد واجه العراق هجوماً واسعاً من تنظيم داعش الإرهابي، مدعوماً — بالسلاح الأميركي والتدريب الغربي والدعم اللوجستي من أكثر من دولة، في وقت راهنت فيه الولايات المتحدة والتحالف الدولي على إطالة أمد الحرب لعقود.
وأضاف أن التحول المفصلي تمثّل في الفتوى التي أصدرها المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، والتي أسهمت في تعبئة شعبية واسعة. إلى جانب ذلك، لعبت القوات المسلحة العراقية، وجهاز مكافحة الإرهاب، وأبناء العشائر، والفصائل التي سبقت تنظيم الحشد الشعبي، أدواراً ميدانية مباشرة في صد الهجوم واستعادة الأراضي.
كما أشار الجبوري إلى دور الدول الصديقة، وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في تقديم الدعم العسكري خلال مراحل حرجة من المعركة. مضيفا: ما كان يُتوقع أن يستمر ثلاثين عاماً، حُسم خلال ثلاث سنوات بفضل “قدرات العراقيين وصبرهم وتضحياتهم”.
إقرأ أيضاً:
ورغم إعلان النصر، يلفت مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية إلى مفارقة تمثلت في إدراج بعض الفصائل التي شاركت في القتال ضمن قوائم الإرهاب لاحقاً، معتبراً ذلك تناقضاً سياسياً بعد مرحلة التحرير.
وأكد أن ثمن النصر كان باهظاً، حيث تجاوز عدد الشهداء آلافاً من القادة والمقاتلين الذين ضحوا بأنفسهم لتحرير الأرض وطرد التنظيم. كما يشدد على أن العراق لم يدافع عن نفسه فحسب، بل عن المنطقة بأسرها، في مواجهة تنظيم داعش الذي “لا دين له” وكان قادراً على تدمير كل ما في طريقه.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن، يرى الدكتور الجبوري أن داعش كقوة مسيطرة على الأرض انتهى داخل العراق، لكنه لا يزال موجوداً كخلايا نائمة، وكفكر وتنظيم خارج الحدود، ويُستخدم — بحسب تعبيره — كأداة ضمن صراعات إقليمية ودولية.