الكوثر - ايران
في رسالتهم، شدّد الطلاب الإيرانيون على الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على أراضي دولة قطر، مؤكدين أنه لا يوجد حل سوى المقاومة والنضال ضد هذا الكيان المجرم. وأوضحوا استعدادهم لمشاركة خبراتهم الهندسية والعلمية مع إخوتهم العرب دون أي منّة أو مقابل.
وجاء في نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
أيها الإخوة والأخوات من أبناء الأمة العربية
لقد ظهر جلياً أن الاعتماد على الغرب لا يمنح كرامة أو استقلالاً، بل يؤدي إلى الذل وانتهاك سيادة الشعوب، وها هي قطر، التي فتحت أبوابها للغرب لعقود طويلة، تتعرض لهجوم الكيان الصهيوني، فيما الغرب يصمت ويبارك. أي أمن وأي سلام هذا؟
الكيان الصهيوني لا يميّز بين قطر وفلسطين، بين شمال وجنوب؛ كل أرض يسكنها المسلمون معرضة للعدوان. والنظام الأمريكي شريك في هذه الجرائم، يدّعي الحماية بينما ينهب الثروات ويترك حلفاءه عرضة للقصف والدمار.
فاعلموا: لا سلام مع المعتدي، ولا مفاوضة مع القاتل. أي حديث عن صلح أو تطبيع هو خديعة ومقدمة لمجزرة أكبر.
الطريق واحد لا ثاني له: المقاومة ... الصمود هو السبيل، والنضال هو الكرامة
لقد جربنا في إيران كسر قيود التبعية بالعلم والإرادة، ونمد إليكم يد العون بلا طمع أو منّة، بل إخاءً وواجباً. علومنا الصاروخية، والمعرفة النووية والفضائية والبيولوجية كلها بين أيديكم، لتكونوا قادرين على الدفاع عن أوطانكم دون الحاجة إلى الغرب أو النظام الأمريكي.
تصوروا لو كانت الصواريخ في يافا المحتلة وحيفا بأيديكم، بعقولكم وإرادتكم؛ هل يجرؤ المعتدي بعدها على إذلالكم؟
لا تنخدعوا بمن يقول: لا حليف لكم إلا النظام الأمريكي والكيان الصهيوني. نحن إخوانكم، يجمعنا دين واحد وتاريخ واحد، والله تعالى يقول: "لن یجعل الله للکافرین علی المؤمنین سبیلا"؛ السبيل الذي وُجد علينا هو من قوتنا وعزيمتنا، لا من قوتهم.
قد يخوّفكم البعض بأن رفض التبعية سيؤدي إلى تدمير بنيتكم التحتية، لكن هذه الموارد لكم، وما نهبوه عبر العقود يمكن استرجاعه. إذا وقفتم صفاً واحداً، سيرحل المعتدون خاسرين، ونحن معكم في الإعمار وبناء الدفاعات.
ندعو شباب الأمة العربية إلى القدوم إلى إيران لتعلم علوم الصواريخ والطاقة النووية والفضائية بلا مقابل، ووضعها في خدمة استقلال أوطانكم. إذا تسلحتم بالعلم والإيمان، لن تقف أي قوة، لا من الشرق ولا من الغرب، أمامكم.
أيها الشباب: أنتم السلاح الحقيقي، أنتم الأمل، أنتم الغد.
إن سكتم اليوم عن الظلم، فغداً سيدق العدوان باب أوطانكم وبيوتكم، وإن نهضتم اليوم، فستُكتب غداً كرامتكم واستقلالكم بأيديكم.
لذلك ندعوكم إلى:
رفع صوت الحقيقة وعدم السماح للإعلام المأجور بتحريف الوقائع.
بناء استقلالكم العلمي وتكاتفكم كأساس للنهضة والتقدم.
إثبات أن شباب العرب لا يخضعون للظلم، بل يقفون في صف الحرية والكرامة.
إن أنظار شعوب المنطقة متوجهة إليكم، والمستقبل بين أيديكم. حولوا جراح العدوان إلى وقود للحركة وبذرة للوحدة وشعلة للبقاء.
كونوا كما أراد الله لكم: أعزّةً أقوياء، لا أتباعاً أذلاء. ارفعوا أصواتكم بالحق، ابنوا نهضتكم بالعلم والعمل، وأروا العالم أن شباب الأمة العربية لا يُهزم ولا ينكسر.