خاص الكوثر - عين الحياة
تحدث فضيلة الدكتور عن أهمية التوازن بين الرحمة والحزم، مستشهدًا بسيرة النبي الأكرم محمد ﷺ، مؤكدًا أن هذا التوازن لا بد أن يُستعاد في حياتنا المعاصرة، فقد ورد في الحديث الشريف: “ترى المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، في تصوير بليغ يُشعرك وكأنك تشاهد مشهدًا حيًا، ومن الأحاديث الأخرى التي تستحق الإحياء: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعِرضه”، و: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وفي رواية أخرى: “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.
اقرأ ايضاً
واضاف الدكتور منصور مندور: أحاديث نبوية أخرى لا تقل أهمية، كقوله ﷺ: “من غشّنا فليس منا”، وهي رواية أصح وأشمل من الرواية الشائعة “من غش فليس منا”، لأنها تعمم المفعول وتشمل جميع أنواع الغش، في كل زمان ومكان.
ثم تساءل الدكتور: أين نحن من هذه التعاليم؟ لقد وصف الله النبي ﷺ بقوله: “محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”، ولكننا – للأسف – انقلبنا على هذا المفهوم، فأصبحنا رحماء مع الأعداء وأشداء على بعضنا البعض، فكيف نطلب الرحمة في مجتمعاتنا، والمسلم يأكل حق أخيه؟ الزوج يظلم زوجته، أو الزوجة تؤذي زوجها؟ الجار يؤذي جاره، والزميل يخون زميله؟ حتى في الطريق، عندما يخالف السائق القوانين ويتسبب في الحوادث والمآسي، من أين تأتي الرحمة؟!
وختم الدكتور منصور مندور حديثه : قال الله عن نبيه ﷺ: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، ومن تبِعه حقًا، ينبغي أن يكون مثالًا للرحمة، لا مصدرًا للظلم.