الكوثر - إيران
وجاء بيان ولايتي بعنوان: «فلسطين، محور وحدة الأمة الإسلامية» وتلي في اجتماع المجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية.
وأوضح ولايتي أن الكيان الصهيوني، وبفضل الدعم الذي يتلقاه، سمح لنفسه بارتكاب فظائع مروعة، من بينها دفن الأطفال أحياء، واستهداف النساء الحوامل، وتصفيات النخب الفلسطينية، وتدمير البنى التحتية الحيوية. واعتبر أن هذه الأفعال تمثل جريمة ضد الإنسانية ومحاولة لارتكاب إبادة جماعية ثقافية وجغرافية وديموغرافية.
وشدد على أن الاقتصار على بيانات الشجب لا يكفي، بل يجب اتخاذ خطوات عملية وسريعة لمواجهة هذه الجرائم.
إقرأ أيضاً:
وفي ما يلي النص الكامل لبيان ولايتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام، والإخوة الأفاضل، نلتقي اليوم في هذا الاجتماع الكبير والتاريخي بقلوب يعتصرها الألم وألسنة تنطق بالغضب، لنكون صوت معاناة أهل غزة؛ أولئك الذين يتعرضون منذ أكثر من سبعمائة يوم لعدوان وحشي من قبل نظام الفصل العنصري الصهيوني، عدوان استهدف حياة ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب المسلمين، فقط لجريمة كونهم مسلمين.
إن الكيان الصهيوني بسياسة منهجية وشريرة لم يشن حرباً عسكرية فحسب، بل أشعل حرباً شاملة على الإنسانية والحضارة ومستقبل شعب مقاوم. لقد شهدنا حصاراً خانقاً لغزة، وقطعاً للماء والكهرباء والدواء والغذاء؛ شهدنا قصف المستشفيات والمدارس والمساجد وحتى ملاجئ الأمم المتحدة؛ شهدنا تدمير البنى التحتية وخراب البيوت. هذا لم يعد حرباً، بل إبادة جماعية متدرجة ومخطط لها؛ تطهير عرقي مغلف بغطاء عسكري وعدوان سافر على جميع مبادئ حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.
يريد الاحتلال، عبر هدم البيوت بيتاً بيتاً وحتى تسوية الأنقاض بالأرض، أن يمحو غزة من الخريطة ومن الذاكرة التاريخية، ويوهم أن المقاومة تنهزم. لكنه واهم؛ فغزة اليوم تحولت إلى رمز عالمي للمقاومة، ومرآة تضع ضمير الإنسانية أمام سؤال مصيري: «إلى متى؟».
الحضور الكرام، لم نجتمع هنا لنكتفي بالحزن أو الاحتجاج، بل لننهض بمسؤوليتنا التاريخية. فالعالم في القرن الحادي والعشرين يشهد جريمة تفوق في حجمها وبشاعتها ونياتها الإجرامية فظائع الهولوكست ورواندا والبوسنة. ومع ذلك، فإن صمت المجتمع الدولي وتخاذله، والدعم غير المشروط من أمريكا وسائر القوى الغربية، والفيتوهات المتكررة في مجلس الأمن، والتعتيم الإعلامي الغربي، كلها عوامل شجّعت على استمرار هذه الجرائم.
لقد تجرأ الكيان الصهيوني مستنداً إلى هذه المساندة على دفن الأطفال أحياء، واستهداف النساء الحوامل، وتصفيات النخب الفلسطينية، وتدمير البنى التحتية الحيوية. وهذه جرائم ضد الإنسانية ومساعٍ لاقتراف إبادة جماعية ثقافية وجغرافية وديموغرافية.
ومن هنا، فإن واجبنا لا يقتصر على الإدانة اللفظية، بل يفرض خطوات عاجلة وعملية لمواجهة هذه الجرائم، ومنها: الضغط الدولي لفتح المعابر الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار، كي يحصل السكان على احتياجاتهم الأساسية.
إنشاء محكمة دولية خاصة لملاحقة مجرمي الحرب، وفرض عقوبات شاملة اقتصادية وسياسية وعسكرية على الكيان الصهيوني، وإلزام وسائل الإعلام بتغطية محايدة وشفافة لمجازر غزة.
تمكين المنظمات الحقوقية من تقديم تقارير حرة بلا رقابة، وإلزام المحكمة الجنائية الدولية بالبت الفوري في جرائم قادة الصهاينة.
وقف أي تعاون من الدول الإسلامية والمجتمع الدولي مع الكيان الصهيوني، وتقديم الدعم الكامل للمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني، فهي السبيل الوحيد المتبقي لمواجهة هذا الاحتلال.
ونعلن بوضوح: حتى توقف كامل للجرائم وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ستبقى الضمائر الحية في العالم إلى جانب غزة. إن الإبادة في غزة محطة فاصلة في التاريخ، وصمت اليوم سيعني فاجعة أعظم غداً.
وفي الختام، ومع إيماننا الراسخ بوعد الله بانتصار الحق على الباطل، نؤكد: غزة حية؛ في دماء أطفالها الطاهرة، في صرخات أمهاتها المكلومة، وفي صمود شبابها الأبطال. غزة رمز المقاومة والعدالة والإنسانية. وحتى تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، لن يسكت أي حر في العالم، ولن يقبل بالظلم.