الأول من رجب ... ذكرى ولادة الإمام محمد الباقر عليه سلام الله

الإثنين 23 يناير 2023 - 12:07 بتوقيت مكة
الأول من رجب ... ذكرى ولادة الإمام محمد الباقر عليه سلام الله

باقر علوم الأولين والآخرين ... لقد قاد الإمام الباقر (ع) في فترة إمامته حركة علمية واسعة استمرت حتى بلغت ذروتها في إمامة ابنه الإمام الصادق (ع)، فقد حصل بعد ظهور الإمام الباقر تقدّم واسع في هذا الصعيد، وظهرت حركة علمية ثقافية جديرة بالإكبار .

الكوثر 

الإمام محمد الباقر عليه السلام، (57 - 114 هـ)، هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الإمام الخامس من الأئمة المعصومين الأثنا عشر ،سمّاه جده رسول الله (ص) بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية جابر بن عبد الله الأنصاري وغيرها من الروايات تشير إلى هذه الحقيقة.[٥]

تزامناً مع فترة إمامته بدأ الشيعة بتدوين علومهم الإسلامية كالفقه والتفسير والأخلاق و... وقد بلغت من الوفرة حدّاًً لو قورن بما نقل عن أبناء الحسن والحسين قبله لكان ما نقل لا يساوي معشار ما نقل عن الإمامين الباقر والصادق (ع)» لقد ردّ الإمام الباقر استدلال أصحاب القياس،كما اتّخذ موقفاً شديداً مقابل سائر الفرق الإسلامية المنحرفة، وحاول – جاهداً - بهذا الموقف أن يضع حدّاً فاصلاً بين عقائد أهل البيت الصحيحة في الأصعدة المختلفة، وبين عقائد سائر الفرق.

ترك الإمام الباقر عليه السلام ميراثا علميا وافرا في تفسير القرآن الكريم و الحديث وعلم الكلام إضافةً لمناظراته عليه السلام ، فكانت من جملة النشاطات العلمية للإمام الباقر (ع) هي مناظراته مع الكثير من العلماء والمفكرين بل ومع الزنادقة والمنحرفين وفي شتى المواضيع المختلفة، وكان منها:

مناظرته (عليه السلام) مع أسقف النصارى  / مناظرته (عليه السلام) مع الحسن البصري

مناظرته (عليه السلام) مع قتادة بن دعامة   / مناظرته (عليه السلام) مع هشام بن عبد الملك

مناظرته (عليه السلام) مع محمد بن المنكدر / مناظراته (عليه السلام) مع نافع بن الأزرق

مناظرته (عليه السلام) مع عبد الله بن معمّر الليثي  /  مناظراته (عليه السلام) مع نافع بن الأزرق 

أصحابه وتلامذته : لقد تغيّرت الظروف السياسية للمجتمع الإسلامي في عصر الإمام (ع) تغيراً ملحوظاً مما أدّى إلى إتاحة الفرصة له بتشكيل مجتمع علمي قام من خلاله بتربية وتعليم مجموعة من العلماء الملتزمين بقيم الشريعة الإسلامية، ومن هنا عندما نلقي نظرة على صفحات تاريخ صدر الإسلام نجد في حياة الإمام العلمية عدداً كبيراً من أسماء تلامذته والشخصيات العلمية الممتازة في العالم الإسلامي.

ولهذا استطاع فرد كـمحمد بن مسلم أن يروي عن الإمام الباقر (ع) 30000 حديث، وجابر الجعفي 70000 حديث، ويعتقد علماء الشيعة أنّ أفقه الفقهاء في صدر الإسلام ستة أشخاص وكلّهم من أصحاب الإمامين الباقر والصادق، وهم: زرارة بن أعين، ومعروف بن خربوذ المكي، وأبو بصير الأسدي، وفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي وبريد بن معاوية العجلي.

وذكر الشيخ الطوسي، في كتابه الرجال أن أصحاب وتلاميذ الإمام الباقر (ع) الذين كانوا يروون الحديث عنه بلغوا 462 رجلاً وامرأتين.

الإمام الباقر على لسان الفقهاء : إنّ شخصية الإمام الباقر (ع) لم تكن الفريدة من نوعها في رأي الشيعة الإمامية فحسب، بل إنّ علماء أهل السنة أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه ،  فيقول ابن حجر الهيتمي:«أبو جعفر محمد الباقر، سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها، وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف، وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة، أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثمّ قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علَمه ورافعه ... عمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة ...».

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 23 يناير 2023 - 11:53 بتوقيت مكة