خاص الكوثر - الأربعين موعدنا
قال الشاعر الحسيني زمن البارودي وهو في طريق المشاية للوصول الى كربلاء المقدسة وسيشارك في مراسم زيارة الاربعينية لهذا العام إنه نافذة للبصيرة تسمح له برؤية الامام الحسين عليه السلام بحقيقة لا يدركها العين المجردة. هذه الرؤية القلبية، أو البصيرة، تُعد نعمة أسمى وأعظم من نعمة البصر أو المسير المادي. فالامام الحسين عليه السلام ليس فقط رمزًا للثورة والحرية، بل هو رؤية عميقة ومعرفة روحية تشعل الحياة في القلوب.
الشاعر البارودي يرى الامام الحسين عليه السلام كالمثال الحي الوحيد في حياته، كالبصر الحقيقي الذي ينير دروب الروح. هذا الإدراك القلبي يجعل الامام الحسين عليه السلام حاضرًا ومتجسدًا في كل خطوة لكل زائر وكل محب، حيث لا يُنظر إلى الوجوه، بل تُرى القلوب وهي تسير في طريق لقاء الحبيب.
إقرأ أيضاً:
في مناسبة الأربعين، يلتقي الزوار ليس فقط بجسد الامام الحسين (عليه السلام)، بل بروحه التي تُمثل أسمى معاني الحب والوفاء والثورة. هذه المشاعر تصنع رابطًا روحيًا عميقًا بين الإنسان وسيد الشهداء، وتجعل رحلة الأربعين رحلة للقلوب قبل الأقدام، لقاء الحر مع القائد، والخادم مع سيده.
هذا التأمل في نعمة الامام الحسين عليه السلام يعكس كيف أن الحب الحقيقي للمعصوم لا يُقاس بالبصر المادي، بل بالفهم والإحساس العميقين، ما يجعل الامام الحسين عليه السلام رمزًا خالدًا يتجاوز حدود الزمان والمكان، ليكون نبراسًا يضيء القلوب ويُحيي الروح.