رؤى سياسية قرانية.. ح 2 (ومنهم من يؤذون النبي ويقولون هو أذن..)

الخميس 25 مارس 2021 - 20:14 بتوقيت مكة
رؤى سياسية قرانية.. ح 2 (ومنهم من يؤذون النبي ويقولون هو أذن..)

القرآن الكريم-الكوثر: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة:61).

القرب من الأمة و الاستماع لمطاليبها، مبدأ سياسي مهم.....

1- من المعلوم لدى الكثيرين ممن اعتادت نفسه على تلاوة القران المجيد يجد أن الكثير من الآيات ذات معاني ومفاهيم عديدة، اذ إنّ آية واحدة منها نرى لها أبعاد كثيرة من المفاهيم على الرغم مما تحمله من معنى ظاهري عام يفهمه القاريء بشكل عام، إلّا أنّ من كان ذا معرفة واسعة سيرى في نفس الآية افاق كثيرة تدخل في مجالات عديدة من مجالات الحياة كما سنرى.

2- للآية أعلاه عادة ما ينظر إليها المفسرون وعامة القراء انها تدخل ضمن مجموعة القيم الخلقية التي اتصف بها الرسول الأكرم  (صلى الله عليه واله) وهذا الأمر صحيح.... غير انه لا يمكن ان تتحدد بهذا المجال الفردي فقط ، وذلك عندما ينظر إلى شخص الرسول (ص) من ناحية الاصطفاء والقيادة للأمة فهو الرسول و الحاكم و السياسي الأول فيها...

3- بشكل عام نجد ان تفسير الآية كما يذكر المفسرون انها تصف خلق النبي الأكرم (ص) بصفته الجميلة، اي أنّهُ يستمع ويصغي بكل صدق لكل للمسلمين ومن يخاطبه من أبناء امته دونما تافف او ضجر او تكبّر على الرغم مما كان اعداؤه المنافقون يعتبرون هذه الصفة مخلة بشخصيته، وكان كلامهم نفسه هذا مما يؤذي النبي الاكرم (ص) فيصبر على اذاهم ...

4- أن هذه الصفة الخلقية يمكن ان يتصف بها الشخص في حدود فردية.... غير انها تمثل صفة مهمة لمن أراد ان يتبؤا منصب قيادي او سياسي في مجتمعه، خاصة اذا كان مخلصا في حبه لشعبه، واراد ان يكون حاكما للقلوب وليس حاكما على الابدان، خلافا لما نرى الكثير من قادة الدول ورؤساءها  في زماننا هذا...

5- ان المحبوبية او الشهرة بين الناس عادة ما تكون بسبب ظهور صفات قويمة وجميلة على القائد او السياسي يحبها الناس بلحاظ فطرتهم السليمة وما يظهر من حبه لهم ودفاعه عن حقوقهم والاستماع لمطالبهم  والاستجابة لها بقدر ما يكون متاحا من إمكانات وقوانين او تشريعات..

6- أن صفة المحبوبية والشهرة وكذلك صفة المحبة للأمة هي من أولى المميزات التي يؤكد عليها الشارع السياسي في أيامنا هذه لضمان الانتخاب، وقد تكون ابتداءا ظاهرية، وهذه الشهرة إنما تتأتى من خلال تلك الصفات القيمية والخلقية التي يسعى المرشح لاظهارها وتأكيدها في الشارع السياسي كما نرى...

إقرأ أيضا رؤى سياسية قرانية.. ح 1 (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..)

7- ومن هنا نرى ومما نستوحى من هذه الآية الكريمة على الرغم مما تندد به من قول الأعداء الداخليين وهم المنافقون، إلا انها تؤكد صحة هذا المبدأ السياسي والمهم وهو ضرورة القرب من أبناء الأمة والاستماع لمطالبهم واقوالهم والتواضع لهم ..  كما نجده في الإعلام صدقا او دعاية إعلامية....

علي العلوي / قم المقدسة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 25 مارس 2021 - 19:56 بتوقيت مكة