مقتدى الصدر يغرد للشباب: هذا ما يحتاجونه

الخميس 18 مارس 2021 - 13:51 بتوقيت مكة
مقتدى الصدر يغرد للشباب: هذا ما يحتاجونه

أكد زعيم التيار الصدري، الخميس، أنه يتوجب على الشباب شحذ الهمة والنهوض من اجل مستقبل علمي وعال، مبينا ان شباب اليوم بحاجة الى من يحتضنهم.

واوضح مقتدى الصدر في تغريدة على تويتر اليوم: "شبابنا وإن أصيبوا بالخيبة لكن لا ينبغي عليهم إلا شحذ الهمة والنهوض لمستقبل علمي وبطموح عال بلا جموح أو عصبية أو عناد.. فالامل كل الامل بهم الى مستقبل منير يضيء درب الاجيال القادمة".

واضاف، "فانهم ان كانوا مطلعين على بعض سيرة العلماء حتى الغربيين منهم فان اغلبهم من الطبقة الفقيرة والمعدمة الا ان اصرارهم وعزيمتهم اخرجتهم من كونهم خشب مسندة الى فضاء العلم والفهم والتفكر والتكامل".

وتابع، ان "شبابنا يحتاجون الى من يحتضنهم ويوفر لهم بعض الأمور البسيطة ليتكاملوا وليبدعوا في شتى العلوم وهذا يقع على عاتقنا فاهلا بهم ومرحبا والجود بالموجود كما يعبرون".

وتاليا نص التغريدة":

بسمه تعالى

التكامل

قال تعالى في كتابه العزيز: {كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ}.

ومن هذه الآية أستطيع أن أستوحي فكرة مهمة. فإن كلمة (خُشُبٞ} تعني شيئاً جامداً وبلا روح وبلا فائدة وفاقد الحراك لا خير فيه على الاطلاق.

وهذه الآية سيقت لذم هذه الصفة، فهي صفة مذمومة غير محمودة يجب تجنبها وعدم الاتصاف بها.

بيد أن المهم في الأمر هو معرفة كيف يكون الفرد أو الانسان كالخُشُب المسندة الثابتة في مكانها بلا فائدة؟

حسب فهمي -والإنسان لا يتعدى فهمه- المقصود منها ولو كأطروحة: هو ثبات الإنسان في درجته ومنزلته ومن دون تكامل نحو الأفضل والأحسن.

فإنه وإن كان الثبات في المنزلة قد يكون محموداً إذا ما نُسب الى التسافل إلا إنه يكون مذموماً إذا ما نُسب الى التكامل ولا سيما إذا كان الثبات لتقصير أو تمسّك بمرحلة ومنزلة واحدة بلا طائل وبلا ثمرة ترتجى فقد يكون محرماً باطنياً إذا لم يكن محرماً بالظاهر.

فهو كالمصلي الذي لا يتناهى عن الفحشاء والمنكر فلا يتكامل من كونه مصلياً الى كونه منتهياً عن فعل المنكر وتاركاً للفحشاء والكذب وآفات اللسان وغيرها.

أو كالطالب الذي يبقى في مرحلته وصفّه ولا يسعى الى النجاح ليصعد الى صفّ ومرحلة أعلى.. فكل ذلك مذموم أكيداً.

ولعل أهل الباطن يسمّون ذلك الفرد الذي يبقى في مطاوي منزلته ودرجته: (حبيس درجته) وهذا ما قد يؤدي الى فقدانه حتى ما سبق من منازل ودرجات فضلاً عن أنه سيصاب بجمود ذاته وتقوقعها في ثنايا نفسه فيقع في ظلمات المجهول.

وعموماً فإنني قد سمعت من السيد الوالد (قدس سره) بما فحواه: إن التكامل غير منحصر بالإنسان فحسب بل كل المخلوقات تتكامل من سماء وأرض وماء.. فجريان الماء بما قدّر له كما أن شربه تكامل له.

بل إنه (قدس سره) يتبنى فكرة أن التكامل يشمل الجماد أيضاً فالطابوق يتكامل حينما يوضع في الجدار والكتاب يتكامل حينما يُقرأ به والمصباح يتكامل حينما يُستضاء به وكذا الحيوانات كل بحسبه فالدجاجة تتكامل حينما تبيض وحينما يفقس بيضها بل وحينما تُؤكل وهكذا (انتهى).

فما بالنا بالإنسان الذي خُلق لأجل التكامل؟

والتكامل على عدة مستويات، منها:

الأول: التكامل الباطني أو العرفاني.. ولا مجال للخوض به هنا.

الثاني: التكامل الديني والعقائدي، فقد قال تعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} أي أن الطريق الأمثل للتكامل هو العبادة والعبادة ليست منحصرة بالصلاة والصوم بل تشمل التفكر في الخلق، كما ورد في الآية الشريفة : {ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}.

ومن خلال الطاعة أعني طاعة الله والأنبياء والرسل والمعصومين والأولياء والتبحّر في سيرتهم ونهجهم لينهلوا منه الخير والصلاح والبركة.

الثالث: التكامل العلمي، فقد ورد في الحديث: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أربع يلزم من كل ذي حجم وعقل من أمتي، قيل: يا رسول الله ما هي؟ قال: ۱- استماع العلم. ۲- وحفظه. ٣- ونشره عند أهله. ٤- والعمل به) وورد أيضاً: (لا خير في العيش إلا لمستمع واع، أو عالم ناطق).

والعلم هنا قد لا يكون منحصراً بالعلوم الدينية والعقائدية فحسب بل لكل علم ينتفع به وينفع الآخرين به.

الرابع: التكامل الأخلاقي، فإن الأخلاق هي زينة الفرد وما بُعث نبينا إلا ليتمم مكارم الأخلاق وذلك بمعاملة عائلته ومجتمعه بالصدق ولين اللسان وترك العنف والغيبة والنميمة واللجوء الى التواضع وخدمة الآخرين عن طيب نفس وبلا منة أو أذى، كما قال تعالى: {الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

الخامس: التكامل الفردي.. في تعاملاته وهندامه وتطور أفكاره وتوجهاته نحو الأفضل لا الى التسافل والانحلال بل وفي عمله وعطائه لنفسه ولمجتمعه ووطنه فضلا عن العطاء لدينه والتضحية من أجل رفعته ورفعة الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه.

وكذا في ممارساته اليومية فلا يصح أن يكون جامدا في مدرسته أو في عمله بل المطلوب منه الإبداع والإختراع والتطور والابتعاد عن التقليد الأعمى للغرب وللآخرين.

فالتطور ليس من خلال قصّات الشعر أو بعض الملابس الرثة أو الشفافة أو من خلال التجمعات التي لا ثمرة منها إلا الضحك والاستهزاء واللعب والنميمة والحسد بل بالتدارس وإمعان النظر والتجارب والخوض في غمار العلوم المفيدة لا التقوقع في الشبكة العنكبوتية: (الانترنت) ومشاهدة الأفلام والمجون والخلاعة والمقاطع الظلامية والمضحكة فحسب بل بزيادة الطموح للوصول الى الأفضل في شتى العلوم كالفيزياء والأحياء والفلك والطب والهندسة وعلوم الفضاء بل الوصول إليه.

فشبابنا وإن أصيبوا بالخيبة لكن لا ينبغي عليهم إلا شحذ الهمة والنهوض لمستقبل علمي وبطموح عال بلا جموح أو عصبية أو عناد.. فالأمل كل الأمل بهم الى مستقبل منير يضيء درب الأجيال القادمة.

فإنهم إن كانوا مطلعين على بعض سيرة العلماء حتى الغربيين منهم فإن أغلبهم من الطبقة الفقيرة والمعدمة إلا إن إصرارهم وعزيمتهم أخرجتهم من كونهم خشب مسندة الى فضاء العلم والفهم والتفكر والتكامل.

نعم، ان شبابنا يحتاجون الى من يحتضنهم ويوفر لهم بعض الأمور البسيطة ليتكاملوا وليبدعوا في شتى العلوم وهذا يقع على عاتقنا فأهلاً بهم ومرحبا والجود بالموجود كما يعبرون.

فالسلام على المتكاملين ورحمة الله وبركاته.

 #العلم_نور

الناصح لكم

مقتدى الصدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 18 مارس 2021 - 13:49 بتوقيت مكة