حينما يخاطب الله تعالى المؤمنين، فيقول في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) تكريما لهم، وحين يأتي الخطاب الى اهل الكتاب (اليهود والنصارى) لم يخاطبهم مباشرة بل يطلب من رسوله محمد (صلى الله عليه وآله) بصيغة قل لهم كما في الأيات الكريمة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا... ) و (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)(المائدة:59-60).
الله تعالى يخاطب أهل الكتاب من (اليهود والنصارى) بعبارة قل.. بأنكم لستم على دين كما تدعون، بل أنتم عند الله من أهل الضلال، ومن أصحاب النار، وليس لكم في ولاية الله نصيب، لنبذكم أحكام التوراة والإنجيل وراء ظهوركم، ولكفركم بما أنزل الله إليكم على لسان النبي الأمي محمد (ص) الذي تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل، ولن تكونوا من أهل ولاية الله، ومن أهل دينه إلا إذا أقمتم أحكام الله التي في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.
إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (9).. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا