قبسات قرآنية (9).. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا

السبت 5 ديسمبر 2020 - 08:03 بتوقيت مكة
قبسات قرآنية (9).. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا

القرآن الكريم-الكوثر: الخضر أم القدر قال العبد الصالح الخضر(ع) للنبي موسى(ع) (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأوِيلِ مَا لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً).

القدر على أنواع ثلاث ..

النوع الأول:

- شراً تراه فتحسبه شراً ، فيكشفه الله لك أنه كان خيراً ،

 فما بدا لك شراً لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو النوع الأول ، وهو ما نراه كثيراً في حياتنا اليومية ، وعندنا جميعاُ عشرات الأمثلة عليه .

النوع الثاني

- قتل الغلام تحسبه شراً .. لكنه في الحقيقة خير ، لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك .. فتعيش عمرك وأنت تحسبه شراً .

- هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟ وهل أخبرها الخضر؟ طبعاً لا .. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزناً على هذا الغلام الذي ربّته سنيناً في حجرها ليقتله رجل غريب ويمضي .. وبالتأكيد .. هي لم تعرف أبداً أنّ الطفل الثاني كان تعويضاً عن الأول . وأنّ الأول كان سيكون سيئا فَخَشِينَا أَن يُرهِقَهُمَا طُغيَاناً وَكُفراً ..

فهنا نحن أمام شرٍ مستطير حدث للأم .. ولم تستطع تفسيره أبداً ..

و لن تفهم أم الغلام أبداً حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة ..

نحن الذين نمرّ على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك؟

أما هي لم ولن تعرف ..

النوع الثالث

وهو الأهم انه الشرّ الذي يصرفه الله عنا دون أن ندري لطف الله الخفي ..

الخير الذي يسوقه لنا الله ، ولم نراه ، ولن نراه ، ولن نعلمه ..

- هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أنّ الجدار كان سيهدم ؟ طبعاً لا..

- هل عرفوا أنّ الله أرسل لهم من يبنيه؟ طبعاً لا..

- هل شاهدوا لطف الله الخفي .. قطعا لا..

- هل فهم موسى السرّ من بناء الجدار؟ طبعاً لا ..

لنعود سوياً إلى الكلمة الأولى للخضر أو القدر المتكلم: (إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً)

لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله ، لأنّ الصورة أكبر من عقلك ..

استعن بلطف الله الخفي ، لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما ..

ثق بربك فإنّ قدرك كله خير ..

وقل في نفسك : أنا لا أفهم أقدار الله .. لكنني متّسق مع ذاتي، ومتصالح مع حقيقة لا أفهمها. لكنني موقن كما الراسخون في العلم، أنه كلٌ من عند ربنا.

إذا وصلت الى هذه المرحلة ، ستصل الى أعلى مراحل الإيمان والطمأنينة.

وهذه هي الحالة التي لا يهتزّ فيها الإنسان لأيّ من أقدار الله ..

خيراً بدت أم شراً ..

ويحمد الله في كل حال ..

اقرأ ايضا:قبسات قرآنية (8)..وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ

 

 

اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا

خاطرة جميلة جدا ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط ...

اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك ويرضون بكل قدر كتبته لنا .

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 5 ديسمبر 2020 - 00:27 بتوقيت مكة
المزيد