هل تحتجز الصين المسلمين؟!

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 - 12:04 بتوقيت مكة
هل تحتجز الصين المسلمين؟!

العالم الاسلامي – الكوثر: منذ مدّة قصيرة، تتناقل الأخبار والتقارير الصحفية موضوع احتجاز الصين للمسلمين في معسكرات، حيث تعتبر السلطات ذلك عملاً يقصد منه صهر هذه الأقليّة أكثر في المجتمع، بينما يعتبره ناشطون وحقوقيون وسياسيون عملاً غير مشروع، وظلماً وقهراً لهذه الأقليّة تحت حجج متعدّدة.

 

ومؤخراً، تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الأقليات المسلمة التي تحتجزها الصين في معسكراتها، وعن فرض العمل الإجباري عليهم في تلك المعسكرات.

 

ولفتت الصحيفة الى أنّ الصين تجبر المسلمين على حضور دروس حول المواطنة والالتزام بالقانون، وأنّ المعتقلين يجبرون أيضاً على العمل في مصانع جديدة.

 

وأظهرت "نيويورك تايمز" صوراً لعدد كبير من السجناء المسلمين في معسكرات الاعتقال في أقصى غرب الصين يشتغلون على آلات الخياطة.

 

بحسب تقارير إعلامية، فقد احتجزت السلطات الصينية مئات الآلاف منهم ليقضوا أشهراً في هذه المعسكرات، وجعلهم يتخلّون عن معتقداتهم الدينية، كي تعرضهم بعد ذلك على شاشات التلفزيون كنماذج للتوبة.

 

كما تشير الأخبار الواردة من منطقة المعسكرات وصور الأقمار الصناعية والوثائق الرسمية غير المبلّغ عنها سابقاً، إلى أن أعداداً متزايدة من المحتجزين يتمّ إرسالهم إلى مصانع جديدة، بُنيت داخل المخيمات أو بالقرب منها، حيث لا خيار للسجناء سوى قبول الوظائف واتباع الأوامر.

 

ويهدف برنامج العمل الإجباري في المعسكرات الصينيّة إلى تحويل الإيغور، والكازاخستانيين، والأقليات العرقية الأخرى، إلى قوّة عمل صناعية منضبطة تتحدث باللغة الصينية، وموالية للحزب الشيوعي الحاكم الذي كان قد أعلن في موجة من الدعايات التي يبثّها، أن شبكة من المخيمات في منطقة شينجيانغ تقدّم تدريباً على العمل، وتضع المحتجزين في خطوط الإنتاج لمصلحتهم الخاصّة، بحجة أنّ ذلك يوفر لهم هروباً من الفقر والتخلف، وما يصفونه بإغراءات الإسلام الراديكالي.

 

وتضمّ الأقلية العرقية المسلمة حوالى 12 مليون شخص في شينجيانغ.

 

ويطالب مراقبون السلطات الصينيّة بفعل كلّ ما يلزم من أجل تعزيز الروابط بين كل أطياف المجتمع، والتعامل مع الأقليات بكلّ مسؤوليّة، حفاظاً على المصالح العليا، وتأكيداً للعيش المشترك، وفسح المجال أمام الجميع من أجل بناء البلد. فأيّ أسلوب لا يؤكّد ما تقدّم، هو خطوة بالاتجاه الخاطئ، ويؤدي إلى إرباك الساحة وفتحها على احتمالات متعدّدة، وعلى تدخّل المغرضين من اللاعبين الدوليّين. فالصين لطالما كانت همزة الوصل بين الشرق والغرب، وبين الشرق العربي والشرق الأدنى، ولطالما كانت الخلفية المتعاونة والمتفاعلة مع الحضارة العربيّة والإسلامية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 - 12:03 بتوقيت مكة