قبل فوات الاوان

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 - 07:29 بتوقيت مكة
 قبل فوات الاوان

سوريا - الكوثر : واشنطن والخارجية الأمريكية أعربتا مؤخرا عن قلقهما إزاء العمليات التركية الأخيرة ضد ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" ما دفع "قسد" إلى ما سمته تعليق عملياتها القتالية ضد "داعش" شرق الفرات.

ست سنوات لم تكن كافية للقضاء على داعش الإرهابية شرق الفرات… بيانات تحالف واشنطن تشير  باستمرار  أنها  بصدد القضاء على داعش في الشرق. الامر الذي لم يتحقق حتى الان بل تمدد داعش مؤخرا في ارياف دير الزور التي خسرها سابقا. في المقابل الدولة السورية بالتنسيق مع الغارات الجوية الروسية 220-- غارة منذ ثلاث سنوات وحزب الله والمستشارين الإيرانيين هم الذين قضوا على داعش ومثيلاتها في كامل غرب سورية من الحدود الجنوبية حتى الشمال والشمال الغربي والوسط. 
ما يدفع إلى التساؤل حول صدقية القوات الأميركية في محاربة داعش، وما سر التمسك ببقايا داعش في اكثر من موقع وماهي مهمتها ومنها ما هو  داخل قاعدة التنف التي يحتلها الأميركيون عند نقطة سورية تربطها بالأردن والعراق ولأنّ هذا الانتشار الإرهابي لا يكفي ما يريده الأميركيون كما يبدو، فزعم هؤلاء سابقا أنّ سوء الأحوال الجوية في منطقة ديرالزور شرق الفرات أتاح لألفي مسلح إرهابي من احتلال الأرياف في مناطق في الشرق وفي ارياف ديرالزور تحديدا على حساب تراجع قسد التي سقط منها قتلى وجرحى وسط حيادية كاملة للتحالف الأميركي… وكأنه لا يرى شيئاً على الرغم من أنّ هذه المعارك تطلبت أياماً طويلة من الاستعداد والتقدّم والهجوم وسط مراقبة دقيقة من الأقمار الاصطناعية الأميركية التي تراقب كل شئ.
ربما يمكن القول لماذا اذن هذا السلوك الامريكي مع من يفترض أنه حليف يجمع المراقبون أن «قسد» ليست إلا مشروعاً للتلاعب بأحاسيس مجموعة من الكرد ومن تحالف معهم وحتى اللحظة يتم استغلالهم لاجندات تفصح واشنطن عن جانب منها وان تحققت أو لم تتحقق كاملة فانها في لحظة ما فانها ستتركهم لمصيرهم  في ساعة لاينفع الندم معها حينذاك بعد كل الرهان عليها إنها الهندسة الأميركية تستعمل بعض الكرد والعشائر والمعارضات والإرهاب في سبيل مصالحها العليا.
ان التظاهر واصدار البيانات وتعليق العمليات من قبل ما تسمى قسد او مسد لن يجدي نفعا في بازار السياسات الكبرى والتسويات الاتية خاصة مع شهوة ترامب التي لاتملك قسد منها شيئا بل وجد المراقبون كيف تحولت الى مجرد حيادية مع داعش في لحظة ما وهناك من اصبح عينه ليس على منبج بل الى ابعد من منبج امر قد تتفهمه واشنطن لاحقا حسب تبدل المصالح كما في عفرين السورية. ان تظاهرات البعض في بعض مناطق شمال شرق سوريا كان يجب ان توجه ضد الراعي واللاعب الاصلي أي واشنطن ومن الانصاف عدم نسيان ان اول بندقية قدمت لقتال داعش وقبلها اخواتها هناك كانت  مقدمة من الجيش السوري الى من يريد القتال والدفاع ضد داعش قبل دخول واشنطن على الخط في شمال شرق سوريا لحساباتها الخاصة.
أن اهل تلك الديار أي شمال شرق سوريا التي هي سلة غذاء سوريا ومنبع جزء هام من مخزون طاقتها مطالبون بالزام الاطراف المتنفذة بضرورة الاستفادة من فرصة الحوار مع دمشق دون استفزاز وشروط  تتعارض مع سيادة الدولة السورية كوسيلة ناجعة حتى لايكونوا فريسة لاحد، حيث في لحظة المصالح الكبرى يسقط كل الوهم. 
ورداً على سؤال حول الدعوات التي وجهتها بعض الأحزاب الموجودة في مناطق سيطرة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية– قسد» للحكومة السورية، للوقوف صفاً واحداً في وجه التهديدات، قال فيصل المقداد : «نعتقد أن على هؤلاء أن يعودوا إلى روح المواطنة، وإلى الإيمان بوطنهم، وليس إلى الاستعانة بالأميركيين والإسرائيليين وغيرهم ضد مصالح الوطن، عليهم هم أن يعودوا إلى الوطن أولاً لكي يقف معهم الوطن ثانياً»، مشدداً على أنه «لا يمكن للجيش العربي السوري، إلا أن يقف مع كل السوريين بكل ولاءاتهم وانتماءاتهم من أجل حسم معركة الإرهاب لمصلحة الشعب السوري بكل مكوناته.وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين على أن سورية ستنتصر على الإرهاب وعلى من يقف وراءه.

محمود غريب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 - 07:29 بتوقيت مكة