الشيخ محمد صنقور
في الواقع ، ليس الوحي هو ما يتمثَّل في صورة دحية الكلبي بل هو جبرئيل(ع) حاملُ الوحي كان يتمثَّل في بعض حالات نزوله في صورة دحية الكلبي بحسب ما ورد في بعض الروايات ، ومعنى تمثُّله في صورة دحية الكلبي هو تمثُّله في صورة بشر هو أشبهُ الناس بدحية الكلبي ، وإلا فالنبي (ص) كان يميِّز بين الصحابي دحية الكلبي وبين جبرئيل حين ينزل في صورة بشر ، وتكون تلك الصورة مشابهة إلى حدٍّ كبير لصورة الصحابي دحية الكلبي ، وقيل انَّ منشأ تمثل جبرئيل (ع) في صورة إنسان يشبه دحية الكلبي هو ما كان عليه دحية من حسنٍ وجمال .
على انَّه ورد في عددٍ ما الروايات انَّ جبرئيل (ع) نزل أيضاً في بعض حالات نزوله في صورة بشرٍ لم يكن يُشبه دحية رحمه الله ، كما نزل من قبل ذلك على غيره من الأنبياء وبعض الأصفياء في صورة بشر لا يُعلم مَن كان يشبه تلك الصورة التي تمثل فيها ، فهو قد نزل على مريم (ع) في صورة بشر كما قال تعالى: { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا } ونزل على إبراهيم(ع) ومعه عددٌ من الملائكة في صورة بشر ، وكذلك نزل على نبي الله لوط(ع) ومعه عدد من الملائكة في صورة بشر كما أفاد ذلك القرآن الكريم .
المصدر:حوزة الهدى للدراسات الاسلامية