الدّفن في وادي السلام ... يطهّرنا من الآثام؟!

الإثنين 2 يوليو 2018 - 09:17 بتوقيت مكة
الدّفن في وادي السلام ... يطهّرنا من الآثام؟!

لهذا نجد أن كثيرا من المؤمنين يوصون، وحتى البعض من الناس العاديّين، من كل بقاع الأرض، بالدفن في هذا المكان...

محمد عبدالله فضل الله

وادي السَّلام اسمٌ للوادي الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف الأشرف في العراق، وتحوي أكبر مقبرة في العالم، نظراً إلى مساحتها الواسعة، وهي مقبرة تاريخية تضمُّ مرقد النبيّين هود وصالح (عليهما السلام)، كما تضمُّ قبور عدد كبير من أولياء الله الصالحين والعلماء الأبرار والمؤمنين الذين دفنوا هناك منذ أن عُرف قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) في النجف الأشرف في سنة 170 هجرية.

ويذكر أن هناك روايات عن حشر أرواح المؤمنين في وادي السّلام، كما في الكافي والتهذيب، عن الإمام الصادق(ع): "قلت له: إنّ أخي ببغداد، وأخاف أن يموت بها. قال: ما تبالي فيما مات، إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السّلام. قال: وهو ظهر الكوفة، كأني بهم حلق حلق قعوداً يتحدّثون".

وروي أن أمير المؤمنين(ع) كان يأتي النجف ويقول: "وادي السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونِعم المضجع للمؤمن هذا المكان"، أو كان يقول: "اللّهم إجعل قبري بها."

لهذا نجد أن كثيرا من المؤمنين يوصون، وحتى البعض من الناس العاديّين، من كل بقاع الأرض، بالدفن في هذا المكان، اعتقاداً منهم أنه يخفف عنهم العذاب. وهناك ذهنية مسيطرة عند البعض، بأن مجاورة الأمير(ع)، والدفن في وادي السلام، يمنحهم الفرصة المثلى للتخلص من آثامهم وذنوبهم، وأنهم من خلال الدّفن هناك، يتطهّرون من كلّ أعمالهم المنحرفة التي قدّموها في حياتهم الدنيا، متناسين ما أكّده الإسلام والرسل والأئمّة من ضرروة التسلح بالعمل الصالح، والكلم الطيّب، والتزام حدود الله تعالى.

فالمكان مهما كان مقدَّساً، فهو يتقدَّس أيضاً بالأرواح المؤمنة التي تدفن فيه، والتي عملت بكلّ إخلاص ووعي في رضا الله تعالى، فسارت في طريق الحقّ، والتزمت درب الاستقامة ورفض الفتن والمفاسد.

إنّ من السذاجة والسطحيّة والجهل، أن يتوهّم البعض أنه بمجرّد دفنه في مكان مبارك، يكون قد اغتسل من ذنوبه وآثامه. لذا، لا بدَّ من التخلص من هذه الفكرة، والثبات على الاستقامة، والسعي بالعمل الصالح ومرضاة الله، وبناء الآخرة بكلِّ ما يقرّبنا إلى الله تعالى، ومجاورة الأئمة الأطهار، ونحن قد خرجنا من الدنيا وقد رضي تعالى عنّا. فهل من يفكّر ويعتبر؟

المصدر: موقع بينات

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 2 يوليو 2018 - 09:17 بتوقيت مكة