تحدث الأستاذ الجامعي الدكتور مسعود فكري عن الظروف المحيطة بولادة الإمام المهدي (ع) التي جعلت الإمام يعيش حالة من الغيبة منذ ولادته وقال: يمكن أن نحلل الظروف التي أحاطت بولادة الإمام الحجة (عج) من جانبين الجانب التاريخي والجانب العقدي.
وفي الجانب التاريخي نقل الدكتور مسعود فكري حديثاً يرويه كبير محدثي أهل السنة جلال الدين السيوطي في كتابه «العرف الوردي في أخبار المهدي» وكما يرويه الدارمي في سننه والترميذي في سننه أن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام قال: لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي (أو من ولد فاطمة) يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».
وأضاف الباحث الإسلامي أن هذا الحديث يدل على أن مبدأ الاعتقاد بظهور المنجي والإمام الحجة كان من الرسول (ص) وكانت هذه العقيدة منتشرة في المجتمع الإسلامي منذ ذلك الحين وليس كما يظن البعض أنها ظهرت بعد النبي (ص) بقرون.
وتابع الدكتور مسعود فكري تحليله في الجانب العقدي وقال: إن الرسول (ص) كان منذ البداية يؤكد على الخلفاء الإثني عشر، لكن مع الأسف الشديد أن الأيدي المحاولة لأجل عدم انتشار هذه العقيدة حاولت القيام بأمرين أساسيين؛ الأمر الأول أن يخفوا هذا الموضوع في بوتقة النسيان وثانياً قاموا بتزييف هذه المسألة ويبرزوا أشخاصاً غير هؤلاء الذين حددهم الرسول (ص) وعرفهم بأسمائهم.