من يستطيع تزوير التاريخ الانساني جميعا، ويحل الطارئ الذي غصب الارض بالذهب والخديعة والسلاح محل ابن الارض، فلاحها، زارع الزيتون والتين والعنب والياسمين فيها، مقاتل الغزاة والطارئين..
لقد سبق أن جاءها غزاة يرفعون الصليب زوراً وبهتانا وما هم بمؤمنين.. فاحتلوا بالقوة والشعار الديني المزور، واعملوا السيف في اهل السيد المسيح وذريته الصالحة والمؤمنين الآخرين.. وتكررت حملاتهم الاستعمارية المقنعة بالصليب، واقتتلوا في ما بينهم على الارض المقدسة، بكنائسها والمساجد، وآثار السلف الصالح..
لكنهم لم يصيروا اهلهم، ولا هم استطاعوا مصادرة السيد المسيح ووالدته السيدة العذراء مريم، ولا المسجد الاقصى ولا قبة الصخرة حيث صلى عمر.
ولن يصير الاسرائيليون المعاصرون وهم المستعمرون الجدد اهل للأرض، ولن تصير الارض ارضهم، ولن يرثوا السيد المسيح الذي صلبوه او شبه لهم،
ستبقى فلسطين فلسطين، وستبقى لأهلها الذين كانوا على الدوام اهلها وسيظلون على مر التاريخ اهلها..
ومن يعش يرَ…
* كاتب وناشر ورئيس تحرير صحيفة السفير