يا شيخ ...المهدوية عقيدة إسلامية بإمتياز

السبت 17 فبراير 2018 - 07:03 بتوقيت مكة
يا شيخ ...المهدوية عقيدة إسلامية بإمتياز

لقد طالت النهضة المرتقبة للإمام المهدي (ع) شبهات عديدة ، وعلى رأس هذه الشبهات ما أثاره مؤخراً بعض الشيوخ ( الشيخ القرضاوي)عبر وسيلة إعلامية معروفة من التشكيك في أصل فكرة المهدوية.

الشيخ حسين الخشن

إنّ أهم معايير البحث العلمي، هو معيار التثبت من صدور النص عن المعصوم، إذ لا يمكن بناء تصور كامل حول مشروع الإمام المهدي (عج) إلاّ على ضوء الأدلة القطعية والمعتبرة، أما الأخبار فلا يعوّل عليها إلا إذا كانت متواترة أو متضافرة بما يبعث على الاطمئنان بصدورها، وأمّا أخبار الآحاد فإن كانت ضعيفة السند فلا يعبأ بها مطلقا، وإن كانت صحيحة فإنّها لا تصلح لبناء التصورات العقائدية، ومنها قضية الإمام المهدي، فالمعتقدات لا تبنى على أساس الظنون، كما أن الروايات المخالفة للمفاهيم القرآنية والإسلامية الأصيلة لا بد من طرحها جانباً ولو كانت صحيحة السند.

لقد طالت النهضة المرتقبة للإمام المهدي (ع) شبهات عديدة ، وعلى رأس هذه الشبهات ما أثاره مؤخراً بعض الشيوخ ( الشيخ القرضاوي)عبر وسيلة إعلامية معروفة من التشكيك في أصل فكرة المهدوية، بيد أن هذا التشكيك ليس ذا قيمة علمية، لأنّ الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف هو عقيدة إسلامية أصيلة بامتياز، فقد بشّر به النبي الأكرم (ص)، وذلك فيما ورد عنه من الروايات الكثيرة التي تلقتها الأمة بالقبول، ودوّنها المحدّثون والحفّاظ، وإنّ ملاحظة الروايات الواردة من طرق الفريقين(الشيعة والسنة) في موضوع الإمام المهدي ومجريات آخر الزمان نجد أنّها قد بلغت حد التواتر، بل إنّه إذا كان هناك مصداق واضح وجلي للخبر المتواتر فإنّ أخبار المهدي وخروج رجل من ذرية النبي (ص) في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلما ًوجوراً هو من أجلى مصاديق التواتر، وقد ألّف علماء الأمة من الفريقين العديد من الكتب في ظهور المهدي ومواصفاته.

وقد لاحظنا أنّ العديد من الحفاظ والعلماء من أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين لم يكتفوا بذكر روايات الإمام المهدي عجل الله فرجه ولا بالنص على صحتها، بل إنّهم نصوا على تواترها، مثل: ابن حجر الهيثمي في "الصواعق المحرقة" وكذا في كتابه: "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر"، والسيوطي في كتابه: "العرف الوردي في أخبار المهدي" والسخاوي في كتابه: "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، وابن قيم الجوزية في كتابه "المنار المنيف"، والقرطبي في كتابه "التذكرةبأحوال الموتى وأحوال الآخرة" وابن الحجاج المزي في كتابه "تهذيب الكمال" وغيرهم من أعلام المحدثين .

وفي ضوء ذلك فلا يصغى إلى كلام ابن خلدون والذي يعد من أوائل الذين فتحوا باب التشكيك في فكرةالمهدوية، وقد تبعه على ذلك بعض المتأخرين كأحمدأمين وبعض المعاصرين ممن لم يستندوا إلى قاعدة علمية للتشكيك، فكانوا أشبه بمن يعمل على إخفاء نور الشمس بأوهام خاوية، وقد كتب المحدث أحمد بن محمد بن صديق الغماري المغربي رسالة في تفنيد أوهام ابن خلدون أسماها "إبراز الوهم المكنون في كلام ابن خلدون".

موقع الكاتب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 17 فبراير 2018 - 07:03 بتوقيت مكة
المزيد