وأضاف المصدر ان سفارة هذه الدولة الأوروبية الكبيرة طلبت من 4 باحثين لبنانيين كبار في شأن الديانة الإسلامية تقديم دراساتهم حول كيفية التخفيف من التطرف التكفيري الإرهابي، في ظل تصاعد المواجهة بين الإدارة الأميركية والمسلمين في العالم، بعد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن القدس.
وفي المعلومات، ان المخابرات الأوروبية باتت غير مقتنعة بأن الفقر هو السبب في التطرف الديني الإسلامي، بل هي تبحث في عمق الديانة الإسلامية. كذلك تبحث عن منظمات إسلامية كبيرة تقوم بتغذية هذا التطرف الإسلامي التكفيري الإرهابي، والذي قد يعرّض أوروبا بعد اعلان الرئيس الأميركي ترامب لموقفه، ورغم معارضة أوروبا لهذا القرار، بأن تجري عمليات إرهابية في أوروبا من قبل خلايا إسلامية، وبخاصة ان قوة داعش التي انهزمت في سوريا والعراق، بقي من عناصرها اكثر من 45 الف عنصر موزعين على المدن السورية والعراقية، ويختبئون في مناطق صحراوية وفي احياء مدن كبيرة، وقاموا بتبديل ملابسهم وتغيير ملامح وجوههم، عبر حلق لحاهم وارتداء البسة عادية بشكل لا يلفت نظر المخابرات السورية والعراقية وغيرهما اليهم.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية ان 500 فرنسي ما زالوا في سوريا من عناصر داعش، وانهم يعملون على العودة الى فرنسا. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية انه يجب قتلهم وتصفيتهم في سوريا بدل عودتهم الى فرنسا.
اما وزير الخارجية الفرنسي، فأعلن في تصريح له امام جميع وسائل الاعلام ان فرنسا ستتشدد في كل مطاراتها ومداخلها في شأن امكانية تسلل العناصر الفرنسية التي قاتلت مع داعش وتريد العودة الى فرنسا.
ووفق تصريحه، فان عدد الفرنسيين الاسلاميين الذين قاتلوا مع داعش هو 550 مقاتلا إرهابيا فرنسيا، وانهم اذا عادوا الى فرنسا حتى ولو تم سجنهم لمدة سنة او سنتين، فانه بعد اطلاقهم من السجن، فانهم يشكلون خطرا بالقيام بعمليات انتحارية في فرنسا او أوروبا.
اما بالنسبة الى بلجيكا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا، فتعتبر هذه الدول الـ 4، ان هنالك 3500 من المسلمين الذين يحوزون الجنسيات الإيطالية والاسبانية والفرنسية والبلجيكية، قد قاتلوا في صفوف داعش وفق تبادل المعلومات والمخابرات بين المخابرات الأوروبية والسورية والعراقية، فان أسماءهم لم ترد في لوائح التوقيف او موتهم وقتلهم بل هم على قيد الحياة.
وتريد هذه الدول حماية نفسها من عودة 3500 من عناصر داعش الى فرنسا.
واعطت التعليمات الى المطارات في الدول الـ 4، إضافة الى التدبير الفرنسي في مطار فرنسا بالتشدد تماما في شخصية كل شاب مهما كان مظهره اثناء دخوله الأراضي الفرنسية، البلجيكية، الألمانية، الاسبانية، الإيطالية، والتحقيق معه في المطار، واذا ظهر أي شك في امره تحويله الى المخابرات وتوقيفه لان المخابرات الأوروبية تملك لوائح بأسمائهم وتملك جزءا كبيرا من صور لهم، استطاعت الحصول عليها من المخابرات السورية والمخابرات العراقية والمخابرات التركية، إضافة الى المخابرات السعودية وقطر.
معلومات هامة قدمتها المخابرات الأردنية
كذلك فان المخابرات الأردنية قدمت معلومات هامة جدا الى الدول الأوروبية حول هؤلاء العناصر الذي يصل عددهم الى 4500 من الدول الأوروبية وهم من اصل غير فرنسي، لكنهم ولدوا في فرنسا ويملكون الجنسية الفرنسية والبلجيكية والإيطالية والألمانية والاسبانية، والهاجس الان في اجتماع مديري مخابرات أوروبا هو كيفية اعتقال عناصر داعش الذين فروا في المعارك واختبأوا في الصحراء والمدن السورية والعراقية.
هذا ويلقي مديرو المخابرات الأوروبية اللوم على الولايات المتحدة لانها عندما حاصرت قوات سوريا الديموقراطية من الاكراد مدينة الرقة، ومحاصرة المدينة والسيطرة عليها وكي لا تحصل معارك تشكل مجازر ضد المدنيين، قامت المخابرات الأميركية بالطلب من قوات سوريا الديموقراطية إيجاد مخرج لتنظيم داعش حيث انتقل 25 الف مقاتل من منطقة الرقة وريف دير الزور باتجاه شمال ضفة نهر الفرات.
ومن هناك اختفوا سواء دخلوا العراق ام دخلوا المدن السورية، وخصوصا البادية السورية حيث هنالك صحراء كبيرة، كذلك الصحراء العراقية التي تفصل محافظة الانبار عن الحدود السورية.
العبادي يعلن الانتهاء من داعش
في هذا الوقت، اعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي امس ان الجيش العراقي أتمّ تصفية عناصر داعش بمساعدة الحشد الشعبي في كامل صحراء محافظة الانبار حتى الحدود السورية، وان مساحة هذه الصحراء هي 33 الف كلم مربع، أي 3 مرات مساحة لبنان. لكن المخابرات الأوروبية شككت في ان يكون الجيش العراقي والحشد الشعبي استطاع تطهير كامل الصحراء التي تفصل بين محافظة الانبار والحدود السورية.
وتقول ان القوات العراقية سيطرت على الصحراء، لكن في هذه المنطقة يوجد مغاور وتوجد بعض المواقع الصخرية الكبيرة التي تشكل ملجأ لاقامة تنظيم داعش في صحراء الانبار حتى الحدود السورية، وان عناصر تنظيم داعش يملكون من الأموال مما يجعلهم يدفعون أموالا لعناصر من القبائل العربية العراقية لجلب الغذاء والمياه لهم، ووفق المخابرات الأوروبية، فان هذا ما يحصل مع عناصر تنظيم داعش في العراق.
داعش ما زال يملك العناصر والاموال
اما في سوريا، فان عناصر تنظيم داعش، وهم 25 الف عنصر توزعوا على ريف حمص وريف حماة والغوطة الشرقية وحي جوبر في دمشق، إضافة الى ريف حلب وريف دير الزور وعلى ضفاف نهر الفرات في بيوت قديمة الى عائلات سورية سنيّة متشددة تقبل استقبال عناصر من تنظيم داعش وحمايتهم وقبول لجوئهم اليها. وتقول المخابرات الأوروبية، نقلا عن مصدر كبير في سفارة احدى اهم الدول الأوروبية في بيروت، ان تنظيم داعش ما زال يملك كمية كبيرة من الأموال، وهو يصرفها على تأمين الغذاء والمياه والخدمات لعناصره، ويدفع الى قبائل عربية إسلامية سنيّة متشددة، إضافة الى بلدات سنيّة متشددة في سوريا، لحماية وايواء عناصر من تنظيم داعش، وانه صحيح ان المعارك العسكرية الكبرى قد انتهت، لكن عناصر تنظيم داعش لم تُقتل كلها، بل قُتل الكثير منها، لكن بقيَ قسم كبير أيضا فاراً من امام الجيش العربي السوري وحلفائه وفاراً أيضا من امام الجيش العراقي والحشد الشعبي، وانتشر في مدن كبيرة في العراق وفي سوريا وفي البادية السورية الصحراوية، كذلك في صحراء الانبار حتى الحدود السورية، وفي بلدات سورية على الحدود مع دير الزور ومدينة الرقة، وبعد انتهاء الحرب العسكرية التي تحتاج مدة سنة كي تنتهي على الأقل يبدأ التفتيش عن عناصر داعش وأماكن لجوئهم سواء في العراق ام في سوريا.
اتفاق سري بين المخابرات الأوروبية والتركية
وقد وقّعت تركيا والمخابرات الأوروبية على اتفاق سري بأن تقوم المخابرات التركية بجمع المعلومات عن داعش في سوريا والعراق وفي تركيا أيضا وتعتقل أي عنصر من داعش يمر عبر الأراضي التركية ويسلم الى البلد الأوروبي وفق جنسيته. كما لن تسمح تركيا بمرور عناصر داعش مثلما كانت تسمح في السابق، وتقوم بدعمهم، بل على العكس ستحاربهم بشدة، وبخاصة انهم قاموا بعمليات إرهابية داخل تركيا مما دفع الجيش التركي والمخابرات التركية الى شنّ حرب كبيرة ضد داعش في تركيا.
ومنذ ذلك الوقت توقفت العمليات الإرهابية الكبرى لداعش داخل الأراضي التركية، واستطاعت المخابرات التركية والجيش التركي والشرطة التركية السيطرة على الوضع الأمني منذ حوالى 4 اشهر وحتى الان في تركيا ولم تحصل أي عملية انتحارية او إرهابية من قبل داعش على الأراضي التركية.
مصير البغدادي
وفي اطار بحث المخابرات الأوروبية والتركية والاردنية والسورية والعراقية، يتم التركيز على معرفة مصير زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والى اين هرب والتجأ وأين يقيم، لان المعلومات لا تؤكد مقتله. كما كانت مصادر المخابرات الروسية قد ذكرت ان قصفا جويا روسيا أدى الى مقتل أبو بكر البغدادي، لانه بعد الرواية الروسية، التقط التنصّت الأميركي اتصالا لاسلكيا من أبو بكر البغدادي مع امير من احد امراء الخلافة الإسلامية التابعة لتنظيم داعش.
وتأكد لدى الأوروبيين والأميركيين عدم مقتل أبو بكر البغدادي. ويتم التحقق مما اذا كان موجودا على الأراضي السورية او في العراق، وبخاصة في الموصل، المدينة الكبيرة والتي انتصر فيها الجيش العراقي لكنه لم يستطع تنظيف كل احيائها الداخلية.
وتركز المخابرات الأوروبية والتركية والاردنية والعراقية والسورية على اعتقال أبو بكر البغدادي لان ذلك سيشكل ضربة كبيرة لتنظيم داعش ويصبح التنظيم دون رأس مدبر وقائد... لكن حتى الان مثلما حصل مع بن لادن واختفى مدة 7 سنوات، فان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش والخلافة الإسلامية المدعية ما زال مجهولا ويعرف مكان وجوده. وتعتقد المخابرات الألمانية انه موجود في شمال العراق حيث القبائل السنيّة المتشددة والمعادية للحكومة العراقية التي تعتبرها شيعية موالية لإيران، ويقيم في احد جوامع محافظة صلاح الدين والانبار والفلوجة ويقوم عدد قليل جدا اقل من عدد أصابع اليد الواحدة بمعرفة وجود أبو بكر البغدادي في جامع من جوامع شمال العراق حيث يقيم ولا يخرج من الجامع كلياً، والقوات العراقية تحاشت الدخول الى المساجد الإسلامية السنيّة في حملتها على محافظة صلاح الدين والانبار والفلوجة كي لا تثير أي حساسية وشعور سنّي ضد الحشد الشعبي او ضد الحكومة العراقية التي اكثريتها من الشيعة.