خاص الكوثر - لقاء خاص
قالت السيدة زينب عقيل إن والدي الشهيد إبراهيم عقيل كان طفلًا نشأ في بيئة مختلطة في منطقة كورنيش المزرعة ببيروت، لكنه كان يحمل الكثير من الأسئلة حول واقع البيئة المحيطة به، وخاصة وضع الشيعة في لبنان.
وأضافت: في تلك الفترة، وكان عمر الشهيد نحو 12 عامًا، حصل على كتب الشهيد محمد باقر الصدر، وكان متأثرًا كثيرًا بمحاضرات وفكر السيد موسى الصدر. وكان يتردد كثيرًا إلى مسجد العاملية، كما كان يتردد إلى مساجد السنة أيضًا، لأنه كان يشعر بأن لديه الكثير من الأسئلة التي يحتاج إلى إجابات عنها. ومن بين هذه الأسئلة: ما هو الطريق لتغيير المجتمع؟ وكيف يمكن تغيير هذا الواقع نحو واقعٍ أفضل؟
إقرأ أيضاً:
وتابعت السيدة عقيل: كان يذهب إلى المسجد، وقد أخبرنا بنفسه عن هذه التجربة. فحين سُئل: "من علمك الفلسفة؟ الفلسفة والعرفان في فكرنا وفقهنا تحتاج إلى أستاذ معروف". أجاب الشهيد: "كنت أذهب إلى المسجد وأقرأ الكتب الفلسفية هناك". وكان يقول إن كل الأسئلة التي ناقشها لاحقًا مع العرفانيين، واهتمامه بلقائهم، خاصة في إيران، حين سألوه: "كيف حصلت على هذه الأجوبة؟" كان يجيب: "الله كان يُلهمني، والمسجد كان يُريني". وكان يُردد هذه الفكرة كثيرًا، لما للمسجد من دور محوري في حياته على هذا المستوى.
وأكدت أن الشهيد إبراهيم عقيل كان متأثرًا جدًا بالإسلام الحركي وبفكر السيد محمد باقر الصدر، وكان منخرطًا في العمل الكشفي الإسلامي. وكان صغيرًا جدًا، لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، حين قام مع مجموعة من أصدقائه، ربما خمسة أو عشرة أشخاص، بإنشاء حركة صغيرة أطلقوا عليها اسم "الجهاد الإسلامي". كانوا يسعون، خصوصًا في ظل الحرب الأهلية والتهجير، إلى تحسين واقع الشيعة في تلك الفترة.
واختتمت السيدة عقيل أن والده الشهيد اتخذ لنفسه طريقًا مبكرًا للجهاد والمقاومة منذ نعومة أظفاره، وفي هذا السياق، كان جهاديًا حتى أثناء وجوده في مصر.