خاص الكوثر - نصرالله
قال إمام مجمع الإمام العسكري عليه السلام الشيخ نزيه السوحاني إن شهادات كثيرة من فلسطينيين ومعلقين سياسيين ترى أن شخصية السيد حسن نصرالله لم تكن قيادية تقليدية فحسب، بل كانت محورية في إعادة تشكيل "الثقافة الوطنية" بعدما سيطر عليها شعور الهزيمة والعجز خلال السنوات الماضية.
ووصف الشيخ السوحاني دور السيد حسن نصرالله بأنه ألغى ثقافة "العجز والانهزام" التي بثها العدو، واستبدلها بثقة عملية بأن الشعب قادر على الدفاع عن حقوقه. هذا التحول شمل لغة المقاومة، منظور الحقوق، وطريقة التعبئة المجتمعية.
وأكد أن خطابه تجاوز حدود الانتماءات الإقليمية والطائفية — لم يكن الأمر "إيرانيًا" أو عن نفوذ دولة بعينها، بل عن حقوق ومبادئ تُعد محور القضية الفلسطينية. هذا البعد منح رسالته صدىً في الضفة وغزة والدول العربية.
إقرأ أيضاً:
وتابع إمام مجمع الإمام العسكري عليه السلام أن كثيرين يعتبرون أن رحيل سيد الأمة سبب حزنًا وتأثرًا شخصيًا جماعيًا، لكنهم أيضاً يرون أن تراثه الفكري وعملياته يملك القدرة على استمرار المسار وإلهام الأجيال. الحيرة تكمن في إدارة الفراغ القيادي المحتمل واستغلال الفصائل الصغيرة لهذه اللحظة لمآرب ضيقة.
وأضاف: في الغالبية السردية لدى الفلسطينيين، الرسالة الجديدة تُترجم إلى دعم معنوي للمقاومة والدفاع عن الحقوق، مع دعوات لعدم تسييس النضال لصالح أجندات إقليمية أو حزبية. في الوقت نفسه ثمة دعوات لتأطير هذه الطاقة سياسياً واجتماعياً حتى لا تتحول إلى فراغ يملؤه من يسعى إلى المصالح الضيقة.
وأكمل الشيخ السوحاني حديثه أن الاستراتيجية الأهم للمكونات الفلسطينية الآن تبدو مزدوجة: أولاً الحفاظ على الوحدة الرمزية والعملية حول محور القضية (غزة والضفة وأرض فلسطين)، وثانياً تحويل الزخم العاطفي والفكري إلى مؤسسات وممارسات قابلة للاستمرار — سواء في شكل قيادة موحدة أو برامج اجتماعية وسياسية تحمي المكتسبات المعنوية. الغياب المحتمل لشخصية مُماثلة يفرض اختبارًا لقدرة البنية القيادية والفصائل على التماسك وعدم السماح لقوى متفرقة باستغلال المرحلة لمصالح ضيقة. الأدلة المتاحة (تصريحات عامة، تفاعل شعبي واسع، رسائل تضامن) تشير إلى أن التأثير باقٍ لكنه يحتاج إلى إدارة واعية ليتحول إلى أثر دائم.