عاشوراء...

الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 - 14:58 بتوقيت مكة
 عاشوراء...

الكوثر _ الشعائر الدينية الاسلامية

الاستعداد للقتال
لمّا أصبح الحسين عليه السلام يوم عاشوارء، وكان يوم الجمعة، صلّى بأصحابه صلاة الصبح، وقام خطيباً فيهم، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إن الله تعالى قد أذِنَ في قتلكم وقتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر والقتال "1

وأصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم، فعبّأ أصحابه، وخرج فيمن معه من الناس نحو الحسين عليه السلام ، وكان على ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدى، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي، وعلى الرجالة شبث بن ربعي، وأعطى الراية ذويداً دريداً) مولاه 2

ولما صبّحت الخيل الحسين عليه السلام رفع يديه وقال: 
"اللهم أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدة وأنت لي في كلّ أمرٍ نزل بي ثقةٌ وعدّة، كم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة " 3. ثم صفّ أصحابه للحرب، وكانوا اثنين وسبعين فارِساً وراجلاً (اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا) 4، فجعل زُهير بن القين في الميمنة، وحبيب بن مظاهر في الميسرة 5، وثبت هو وأهل بيته في القلب 6، وأعطى رايته أخاه العبّاس 7، ثم وقف، ووقفوا معه أمام البيوت 8، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمر بحطبٍ وقصبٍ كان من وراء البيوت أن يُترك في خندقٍ كان قد حُفر هناك وأن يُحرق بالنار، مخافة أن يأتوهم من ورائهم 9.

وزحف عمر بن سعد نحو الإمام الحسين عليه السلام في ثلاثين ألفاً. ثم أقبل أصحابه يجولون حول البيوت، فإذا بالنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان أنصار الإمام الحسين عليه السلام قد ألهبوا فيه النار من ورائهم لئلا يأتوهم من خلفهم، وتقدم منهم رجل من أصحاب عمر بن سعد يركض على فرس كامل الأداة، فلم يكلمهم حتى مر على أبياتهم، فنظر إليها فإذا هو لا يرى إلا حطبا تلتهب النار فيه، فرجع فنادى بأعلى صوته: يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة!!

فقال الحسين عليه السلام : من هذا ؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن! 
فقالوا: نعم أصلحك الله هو هو، فقال عليه السلام : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليا.
فقال له مسلم بن عوسجة: يا ابن رسول الله جعلت فداك ألا أرميه بسهم، فإنه قد أمكنني، وليس يسقط سهم، فالفاسق من أعظم الجبارين.
فقال له الحسين عليه السلام : لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم 10.

خطبة الإمام الحسين عليه السلام الأولى في أهل العراق
ثم دعا الإمام الحسين عليه السلام براحلته فركبها وتقدم حتى وقف بازاء القوم، فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنهم السيل، ونظر إلى ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفة، ثم نادى بأعلى صوته، وجلهم يسمعون: " يا أهل العراق "

 ثم قال: 
" أيّها الناس! اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم عليَّ، وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النَّصَف كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النَّصَف من أنفسكم فأَجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم اقضوا إليَّ ولا تنظرون، إنّ وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين!" 

 ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلّى على النبي صلّى الله عليه وآله وعلى ملائكة الله وأنبيائه، فلم يسمع متكلم في قبله ولا بعده أبلغ منطق منه، فقال:

"الحمدلله الذي خلق الدنيا فجعلها دارَ فناءٍ وزوالٍ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرَّته والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتُخيِّب طَمَعَ من طمٍع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمرٍ قد أَسخطتم الله فيه عليكم وأعرَض بوجهه الكريم عنكم، وأحلَّ بكم نقمته، وجنَّبكم رحمته، فنعم الربُّ ربُّنا، وبئس العبيدُ أنتم ! أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمّد صلّى الله عليه وآله ثم إنّكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان، فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم ولما تريدون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين!!

أمّا بعد، فانسبوني فانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلُحُ لكم قتلي وانتهاكُ حرمتي ؟ ألست ابنَ بنت نبيِّكم، وابنَ وصيه وابنَ عمه وأولَ المؤمنين المصدّق لرسول الله بما جاء به من عند ربه، أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّي، أو ليس جعفر الطيّار في الجنّة بجناحين عمّي ؟! أَوَ لم يبلغكُم ما قال رسول اللهِ لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنّة ؟ ! فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، والله ما تعمّدت كذباً منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم من لو سألتموه عن ذلك أخبرَكم، سلوا جابرَ بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري وأبا سعيدٍ الخدريّ وسهل بن سعد الساعديّ وزيدَ بنَ أرقم وأنسَ بنَ مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالةَ من رسول اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ لي ولأخي، أَمَا في هذا حاجز لكم(يحجزكم) عن سفك دمي ؟!". 

فقال عمر: ويلكم كلموه فإنّه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر، فكلموه!
فتقدم شمر لعنه الله فقال: يا حسين ما هذا الذي تقول ؟ أفهمنا حتى نفهم!
فقال: أقول اتّقوا الله ربكم ولا تقتلوني، فإنّه لا يحلّ لكم قتلي، ولا انتهاك حرمتي، فإنّي ابنُ بنت نبيِّكم، وجدّتي خديجة زوجة نبيِّكم، ولعلّه قد بلغكم قول نبيِّكم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة 11. 
فقال له شمر بن ذي الجوشن: (أنا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول!) 12 فقال له حبيب بن مظاهر: والله إني لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك. 

فقال له الإمام الحسين عليه السلام : حسبك يا أخا بني أسد! فقد قضي القضاء، وجف القلم، والله بالغ أمره، والله إنّي لأشوق إلى جدي وأبي وأمّي وأخي وأسلافي من يعقوب إلى يوسف وأخيه! ولي مصرع أنا لاقيه!

ثم قال لهم الحسين عليه السلام : " فإن كنتم في شك من هذا،أفتشكون أنّي ابن بنت نبيكم! فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيلٍ منكم قتلته، أو مالٍ لكم استهلكته، أو بقصاصِ جراحة ؟!"

فأخذوا لا يكلمونه، فنادى: " يا شبث بن ربعي، يا حجار بن أبجر، يا قيس بن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار واخضرَّ الجناب، وإنما تُقدِم على جُند لك مجنّد؟! " 

فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول، ولكن انزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب.
فقال له الحسين عليه السلام " لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار(أقر إقرار) العبيد". 

ثم نادى: " يا عباد الله، إنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون، أعوذ بّربي وربّكم من كل متكبرٍ لا يؤمن بيوم الحساب ". ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها 13. وكان بين يديه برير بن خضير الهمداني، فقال له الإمام عليه السلام : كلّم القوم يا برير وانصحهم! 

فتقدم برير فقال: يا قوم اتّقوا الله فإنّ ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم ؟ 
فقالوا: نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد، فيرى رأيه فيهم !
فقال لهم برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه ؟ ويلكم يا أهل الكوفة أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها، يا ويلكم أدعوتم أهل بيت نبيكم، وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم، حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات!! بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم !
فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول ؟ |
فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة!! اللهم إني أبرء إليك من فعال هؤلاء القوم! اللهم ألق بأسهم بينهم، حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان!
فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلى ورائه.

ثم خطب زهير بن القين فقال:
يا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب الله نذارِ! إنّ حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد وملة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة.

إنّ الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيدالله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا بسوء عمر سلطانهما كله! ليسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقرّاءكم، أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانيء بن عروة وأشباهه.

فسبّوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له، وقالوا: والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيدالله سلماً!

فقال لهم زهير: عباد الله إن ولد فاطمة رضوان الله عليها أحق بالود والنصر من ابن سمية، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلوا بين هذا الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية، فلعمري إنَّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين عليه السلام !

فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم، وقال: اسكت! أسكت الله نأمتك! أبرمتنا بكثرة كلامك! فقال له زهير: يا ابن البوَّال على عقبيه! ما إياك أخاطب! إنما أنت بهيمة! والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين! فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم!

فقال له شمر: إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة!
قال زهير: أفبالموت تخوفني! فوالله للموت معه أحب إلى من الخلد معكم!
ثم أقبل على الناس رافعاً صوته فقال: عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه! فوالله لا تنال شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قوماً أهرقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم وذبَّ عن حريمهم.

فناداه رجل فقال له: إن أبا عبد الله يقول لك أقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ 14. 

ثم خطب الإمام الحسين عليه السلام خطبة ثانية، وقال: 
" تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحا! حين استصرختمونا والهين فأصرخنا كم موجفين! سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم! وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم! فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم! فهلّا لكم الويلات! تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لمّا يستحصف! ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبى! وتداعيتم إليها كتهافت الفراش! فسحقاً يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الآثام، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون!! جل والله! الغدر فيكم قديم! وشجت إليه أصولكم وتأزرّت عليه فروعكم! فكنتم أخبث ثمر! شجى للناظر وأكلة للغاصب!

ألا وإنّ الدَّعي ابن الدَّعي قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منَّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام! ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلة الناصر!
فـإن نُـهزم فـهزّامون قـِدمـاً         وإن نُغلـب فغـير مُغلَّبيـنا
ومـا إن طـبّنا جـُبنٌ ولـك           منـايانا ودولــة آخـريـنا
ذا مـا الـموت رفِّع عن أُناس       كـلاكـله أنـاخ بآخـريـنا
فـأفنى ذلـكم سروات قومـي        كمـا أفنـى القرون الأولينا
فلـو خلُد الـملوك إذاً خلُدنا           ولـو بقي الكـرام إذاً بقينا
فقـل للشامتيـن بنـا أفــيقوا          سيلقى الشامتون كما لقينا

ثم أَيمَّ الله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمَّ لا يكن أمركم عليكم غمَّة ثمَّ اقضوا إليّ ولا تنظرون، إنِّي توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيم. 

ثم رفع يديه نحو السماء وقال: 
"اللهمّ احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنيِّ يوسف، وسلِّط عليهم غلامَ ثقيفٍ، يسقيهم كأساً مصبَّرةً 15، والله لا يدعُ أحداًً منهم إلا انتقم لي منه قتلةً بقتلةٍ، وضربةً بضربةٍ، وإنَّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي. فإنّهم كذَّبونا وخذلونا، وأنت رّبنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا وإليك المصير". 
ثم نزل عليه السلام ودعا بفرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرتجز فركبه وعبَّأ أصحابه للقتال 16.واستدعى الحسين عليه السلام عمر بن سعد فدُعي له، وكان كارهاً لا يحبُّ أن يأتيه، فقال: "أي عمر!! أتزعم أنّك تقتلني، ويولّيك الدَّعي بلاد الري 17 وجُرجان18، والله لا تهنأ بذلك، عهدٌ معهود، فاصنع ما أنت صانعٌ، فإنّك لا تفرحُ بعدي بدنياً ولا آخرةٍ، وكأنّي برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة، ويتّخذونه غرضاً بينهم"... فصرف بوجهه عنه مغضباً 19

 نشوب القتال
تقدم عمر بن سعد نحو جيش الحسين عليه السلام ، ثم نادى غلامه: يا ذويد(دريد) !! أدن رايتك! فأدناها، ثم وضع عمر سهمه في كبد قوسه ثم رمى بسهم فقال: اشهدوا ( لي عند الأمير) أنّي أول من رمى 20، فرمى أصحابه 21 كلهم بأجمعهم في أثره رشقة واحدة كأنَّها القطر22، فما بقي من أصحاب الحسين عليه السلام أحد إلاّ  أصابه من رميتهم سهم! 23 فقال الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه: قوموا يرحمكم الله إلى الموت الذي لا بد منه فإنَّ هذه السهام رسل القوم إليكم!! 

توبة الحر 
فلما رأى الحر بن يزيد الرياحي أن القوم قد صمموا على قتال الحسين عليه السلام ، وكان قد شاع في صفوف جيش ابن سعد أن الإمام الحسين عليه السلام عرض خصالاً على عمر بن سعد أحدها أن يتركوه يضع يده في يد يزيد، وقد تقدم أن ذلك ليس إلاّ كذبة ابتكرها عمر بن سعد نفسه لكي ينجو من التورط في قتل الحسين عليه السلام ، وقد انتهت هذه الكذبة عندما رفض عبيد الله بن زياد اقتراح عمر، فقد تقدم الحر من ابن سعد وقال له: أي عمر، أصلحك الله أمقاتل أنت هذا الرجل؟ 
قال: إي والله!! قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال: أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضىً؟
قال عمر بن سعد: أما والله لو كان الأمر إليّ لفعلت ولكن أميرك قد أبى ذلك.
فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفاً، ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس، فقال يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟
قال: لا.
قال الحر: فما تريد أن تسقيه؟
قال قرة: فظننت والله أنه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال، وكره أن أراه حين يصنع ذلك فيخاف أن أرفعه عليه، فقلت له: لم أسقه وأنا منطلق فساقيه. فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه 24. فأخذ الحر يدنو من حسين ٍقليلاً قليلاًً، فقال له رجل من قومه يقال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ 
فسكت الحر وأخذه مثل العرواء (الأفكل)، وهي الرعدة !!
فقال له: يا ابن يزيد! والله إن أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلاًً ما عدوتك، فما هذا الذى أرى منك؟ 
قال الحر: إني والله أخيّر نفسي بين الجنة والنار!! ووالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطِّعت وحرِّقت!!
ثم ضرب فرسه فلحق بالإمام الحسين عليه السلام وهو يقول: " اللهم إليك أنيبُ فتب عليَّ، فقد أرعبت قلوبَ أوليائك، وأولاد نبيّك"25.

ثم قال له: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداًً! ولا يبلغون منك هذه المنزلة! (فقلت في نفسي لا أبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أنَّي خرجت من طاعتهم وأما هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم!)

والله لو ظننت أنهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك! وإني قد جئتك تائباً مما كان مني إلى ربي ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك! أفترى ذلك لي توبة ؟؟
قال نعم يتوب الله عليك 26، أنت الحر كما سمتك أمك، أنت الحر، إن شاء الله، في الدنيا والآخرة.. إنزل..
قال: أنا لك فارساً خير مني راجلاً أقاتلهم على فرس ساعة وإلى النزول ما يصير آخر أمري.
قال الحسين عليه السلام : فاصنع يرحمك الله ما بدا لك!

ثم استأذن الحر الحسين عليه السلام في أن يُكلّم أهل الكوفة، فأذن له، فاستقدم أمام (الحسين) أصحابه ثم قال: أيها القوم ألا تقبلون من حسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه وقتاله؟
قالوا: هذا الأمير عمر بن سعد فكلِّمه!
فكلّمه بمثل ما كلَّمه به قبل وبمثل ما كلَّم به أصحابه.
قال عمر: قد حرصت، لو وجدت إلى ذلك سبيلاً فعلت! 
فقال الحر: يا أهل الكوفة، لأمكم الهبل والعبر! إذ دعوتموه (أدعوتم هذا العبد الصالح) حتى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه، أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه 27، وأحطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة، حتى يأمن ويأمن أهل بيته، وأصبح في أيدكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً، وحلأتموه 28 ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري... وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه! وهاهم قد صرعهم العطش! بئسما خلفتم محمّداً في ذريته، لا أسقاكم الله يوم الظمأ الأكبر (إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه).فحملت عليه رجالة لهم ترميه بالنبل، فأقبل حتى وقف أمام الحسين 29 عليه السلام .

خروج مسروق بن وائل من ساحة كربلاء
وكان مسروق بن وائل في أوائل الخيل، ممن سار إلى الحسين عليه السلام، فقال: أكون في أوائلها لعلّي أصيب رأس الحسين عليه السلام فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد !! 
فلما انتهى إلى الحسين عليه السلام تقدَّم رجل من القوم يقال له عبد الله ابن حوزة حتى وقف أمام الحسين عليه السلام فقال: أفيكم حسين ؟ 
فسكت الحسين عليه السلام فقالها ثانية، فسكت، حتى إذا كانت الثالثة، قال الحسين عليه السلام :
قولوا له نعم ! هذا حسين، فما حاجتك.
فقال ابن حوزة: يا حسين أبشر بالنار !
قال الحسين عليه السلام : كذبت!! بل أقدم على ربٍّ غفورٍ وشفيعٍ مطاع، فمن أنت ؟
قال: ابن حوزة !!!
فرفع الحسين عليه السلام يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب، ثم قال: اللهم حزَّه إلى النار!!

فغضب ابن حوزة فذهب ليقحم إليه الفرس وبينه وبينه نهر، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، وتعلقت رجله اليسرى بالركاب وارتفعت اليمنى ووقع رأسه في الأرض، فشدَّ عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فطارت، ونفر الفرس وعدا به فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر متعلقاً بالركاب، فأخذه الفرس يمرّ به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجرة حتى مات. 

فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه، بعد أن رأى الاستجابة الفورية لأهل البيت 30 عليه السلام .

المبارزة الأولى
ثم برز يسار مولى زياد بن أبي سفيان وسالم مولى عبيد الله بن زياد، فقالا: من يبارز ؟ ليخرج إلينا بعضكم! فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير! فقال لهما الحسين عليه السلام : اجلسا! فقام عبد الله بن عمير الكلبي فقال: أبا عبد الله رحمك الله! ائذن لي فلأخرج اليهما!! فرأى الحسين عليه السلام رجلاً آدم طويلاً شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين، فقال الحسين عليه السلام : إني لأحسبه للأقران قتّالاًً !! اخرج إن شئت. فخرج إليهما. 
فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما.
فقالا: لا نعرفك!! ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير !! ويسار مستنتل 31 أمام سالم.
فقال له الكلبي: يا ابن الزانية! وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس؟! وما يخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك؟

ثم شدَّ عليه فضربه بسيفه حتى برد، فإنه لمشتغل بضربه إذ شدَّ عليه سالم مولى عبيدالله بن زياد، فصاح به أصحابه: قد رهقك العبد !! فلم يأبه له حتى غشيه فبدره ضربة اتَّقاها ابن عمير بكفِّه اليسرى فأطارت أصابع كفه ثمَّ شدَّ عليه فضربه حتى قتله، وأقبل وقد قتلهما جميعاً وهو يقول: 

إن تنكروني فأنا ابن كلب حسبي     ببيتي في عُلَيمٍ حسبي
إنّي امرؤ ذو مِرَّةٍ وعصب           ولـست بالخوّار عـند الـنكب 
إنّـي زعيم لـك أمَّ وهب بالـطّعن      فيهم مُقدما والـضرب 

ضرب غلام مؤمن بالرب 
فأخذت أم وهب امرأته عموداً ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمّد!
فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه! ثم قالت: إني لن أدعك دون أن أموت معك! فناداها الحسين عليه السلام فقال:"جزيتم من أهل بيت خيراًً، إرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فإنّه ليس على النساء قتال" ! فانصرفت اليهن 32.

الحملة الأولى
وحمل شمر بن ذي الجوشن في ميسرة أهل الكوفة على ميمنة الإمام الحسين عليه السلام فثبتوا له فطاعنوه وأصحابه، وحمل عمرو بن الحجاج وهو في ميمنة أهل الكوفة من نحو الفرات على ميسرة الإمام الحسين عليه السلام ، وهو يقول: يا أهل الكوفة! الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل مَن مَرق عن الدين وخالف الإمام !!

فقال له الحسين عليه السلام : يا عمرو بن الحجاج ! أَعليّ تحرّض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه ؟ أَما والله لتعلمن لو قد قبضت أرواحكم ومتّم على أعمالكم أيّنا مرق من الدّين، ومن هو أولى بصلي النّار!.

فلما أن دنت خيل أهل الكوفة من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ثبتوا، وجثوا 33 لهم على الركب، وأشرعوا 34 الرماح نحوهم، فلم تقدِم الخيل على الرماح، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين عليه السلام بالنبل، فصرعوا رجالاً وجرحوا آخرين 35..

ثم حمل عمرو بن الحجاج في أصحابه على الحسين عليه السلام من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة، ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه، وارتفعت الغبرة، فإذا هم  بمسلم بن عوسجة الأسدي صريع، فمشى إليه الحسين عليه السلام فإذا به رمق، فقال: 
"رحمك ربك يا مسلم ابن عوسجة،" ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 36! ودنا منه حبيب ابن مظاهر، فقال: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة!
فقال له مسلم، قولاً ضعيفاً: بشَّرك الله بخير!
فقال له حبيب: لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك، حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين!
قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله، وأهوى بيده إلى الحسين، أن تموت دونه!
قال حبيب: أفعل وربّ الكعبة! 

فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم 37، وكان أول 38 شهيد من أصحاب الحسين عليه السلام .. وصاحت جارية له فقالت: يا ابن عوسجتاه يا سيداه !! فتنادى أصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم ابن عوسجة الأسدي. 

فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم! إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذللون أنفسكم لغيركم! تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟ أما والذي أسلمت له، لربَّ موقفٍ له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تَتَامّ خيول المسلمين!! أفيقتل منكم مثله وتفرحون ؟. 

وكان الذي قتل مسلم بن عوسجة، مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن ابن أبي خشكارة البجلي 39

وحمل شمر بن ذي الجوشن في ميسرة عمر بن سعد على ميمنة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، فثبتوا له فطاعنوه وأصحابه، وقاتل عبد الله بن عمير الكلبي قتالاًً شديداًً، فقتل رجلين آخرين من أصحاب شمر، فحمل عليه هانيء بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التيمى فقتلاه، وكان الشهيد الثاني من أصحاب الحسين عليه السلام . وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها، حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب، وتقول: هنيئاً لك الجنة، فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم: اضرب رأسها بالعمود، فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها 40.

استشهاد مجموعة الصيداوي بكاملها
وفي أول الحملة الأولى، وما أن نشب القتال، حتى شدَّ الصيداوي عمرو بن خالد، وجنادة بن الحارث السلماني41، ومجمع بن عبد الله العائذي، وابنه عائذ، وسعد مولى عمر بن خالد، وواضح مولى الحرث، مقدمين بأسيافهم على أهل الكوفة، فلما وغلوا عطف عليهم أصحاب عمر بن سعد فأخذوا يحوزونهم وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد، فحمل عليهم العباس بن علي عليه السلام ، فاستنقذهم فجاؤوا قد جرّحوا، فلما دنا منهم عدوهم شدّوا بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد 42.

الهجوم المعاكس لأنصار الإمام الحسين عليه السلام 
ثم حمل أصحاب الحسين عليه السلام حملة واحدة 43، وقاتلوهم قتالاً شديداًً، وأخذت خيلهم تحمل، وإنما هم اثنان وثلاثون فارساً، وأخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلا كشفته.

مقدمة جيش ابن سعد تطلب النجدة
فلما رأى عزرة بن قيس، وهو على خيل أهل الكوفة، أن خيله تنكشف من كل جانب، ورأى الوهنَ في أصحابه والفشل كلّما يحملون، بعث إلى عمر بن سعد عبدَ الرحمن بنَ حصن فقال: أما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة؟ ابعث إليهم الرجال والرماة!! فقال عمر بن سعد لشبث بن ربعي: ألا تقدم إليهم؟
فقال: سبحان الله أتعمد إلى شيخ مصر وأهل مصر عامة تبعثه في الرماة ؟؟ لم تجد من تندب لهذا ويجزي عنك غيري 44 ؟

وكان الحصين بن نمير السكوني على شرطة عبيدالله بن زياد، فبعثه إلى الحسين عليه السلام ، وكان مع عمر بن سعد، فاستدعاه، فبعث معه المجفّفة 45 وخمسمائة من المرامية، فأقبلوا حتى إذا دنوا من الحسين عليه السلام وأصحابه رشقوهم بالنبل، واشتدَّ القتال، وأكثر أصحاب الحسين فيهم الجراح، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم فصاروا رجالة كلهم 46

وصول أوباش الكوفة إلى قلب معسكر الإمام الحسين عليه السلام 
ثم حمل الشِّمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين عليه السلام حتى طعن فسطاط الحسين برمحه، ونادى عليّ بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله. فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، وصاح به الحسين عليه السلام : يا ابن ذي الجوشن، أنت تدعو بالنّار لتحرق بيتي على أهلي، حرقك الله بالنّار!

فحمل عليه زهير بن القين في عشرة رجال من أصحابه، فشدَّ على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه، فكشفهم عن البيوت 47 حتى ارتفعوا عنها، وصرعوا أبا عزة الضبابي فقتلوه وكان من أصحاب شمر 48
وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد قتال خلقه الله! فلم يقدروا أن يأتوهم من وجهٍ واحدٍ لتقارُب أبنيتهم، فأرسل ابن سعدٍ الرجال ليقوِّضوها49 عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرجل وهو ينهب فيقتلونه، ويرمونه من قريب فيعقرونه. فقال ابن سعدٍ: احرقوها بالنار، فأضرموا فيها النار، فصاحت النساء ودُهِشت الأطفال، فقال الحسين عليه السلام : دعوهم فليحرقوها! فإنّهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها! وكان ذلك كذلك 50 وأخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 - 14:58 بتوقيت مكة