الاستفتاء المقرر إجراؤه، يوم الـ 25 من أيلول الجاري ، في اقليم كُردستان والمناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، وفي مقدمتها كركوك، أدى الى تقسيم الشارع الكردي بين مؤيد للخطوة ومتخوف منها حتى على الصعيد الداخلي للأحزاب، وفي هذا السياق نقلت وكالة الأناضول التركية عن انقسام الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الإقليم، مسعود بارزاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني الى محاور وجبهات مؤيدة للاستقلال وأخرى داعية للتريث والبقاء مع سلطة بغداد.

الوكالة نقلت من مسؤول رفيع المستوى في الحزب الديمقراطي انقسام الحزب إلى جبهتين، الأولى تضم مسعود بارزاني ونجله مسرور الذي يشرف على أجهزة الأمن في الإقليم، وسكرتير المكتب السياسي للحزب فاضل ميراني، وهذه الجبهة تؤيد إجراء الاستفتاء والخروج تماما من العراق، باعتبار أن الظرف الحالي الذي أعقب هزيمة داعش فرصة لن تتكرر ثانية.

فيما ترى الجبهة الثانية التي تضم ابن شقيق رئيس الاقليم رئيس الحكومة الكردية المحلية، نيجيرفان بارزاني، ونواب كرد في مجلس النواب وآخرين أعضاء في برلمان الإقليم أن البقاء ضمن العراق الموحد أفضل، وأن يكون الاستقلال اقتصاديا فقط، على أن يتم التفاهم مع حكومة العبادي لاحقا بشأن بقية التفاصيل.

ويعزز هذا التوجه ملاحظة عزوف نيجيرفان بارزاني عن القيام بحملات دعائية للاستفتاء والاستقلال على عكس عمه مسعود بارزاني الذي يعقد لقاءات جماهيرية شبه يومية لشرح مزايا الاستقلال وكذلك نجله مسرور بارزاني الذي يحرص على تصدر وسائل الاعلام الغربية للدفاع عن الاستقلال، في خطوة يقال إنها استعداد لوراثة رئاسة والده المنتهية ولايته منذ سنتين والتي امتدت 12 سنة.

الوكالة التركية نقلت عن مسؤولين داخل الاتحاد الوطني انقسام الحزب بين جبهتين تقف القيادية بالحزب، هيرو إبراهيم، زوجة زعيم الحزب، جلال طالباني، ضد إجراء الاستفتاء، فيما يؤيد العملية نائبا طالباني، وهما برهم صالح وكوسرت رسول تماشياً مع رؤية بارزاني.

وخارج هذه الانقسامات الداخلية للأحزاب يستمر حراك "لا" في رفضه اجراء الاستفتاء في الـ 25 من ايلول بدعم شخصيات من المجتمع الكُردي حيث يرى الحراك أن الاستفتاء مشروع حزبي شخصي ومن غير المناسب اجراؤه في الظروف التي يمر بها اقليم كُردستان.

NRT