وأكدت الخارجية الإيرانية أن هذا النشاط الدبلوماسي يأتي في إطار مجموعة فعاليات تقوم بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعم صمود سكان القدس ورفض الممارسات الصهيونية ضد المسجد الأقصى.
وأكد رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الإيرانية د. حميد رضا دهقاني في مستهل المؤتمر على ضرورة تحرك العالم الإسلامي حكومات وشعوبا لنصرة قبلتهم الأولى، أن ما صدر من مواقف وتحركات لا ترتقي الى مستوى الحدث وأهمية المسجد الأقصى.
وقال د. دهقاني إنه كان يفترض أن تنظم منظمة التعاون الإسلامي التي ترتبط نشأتها بحريق المسجد الأقصى عام 1969 لم تتمكن من عقد اجتماع حول الأحداث الأخيرة في القدس.
وأكد أن الأمة الإسلامية اذا ما تحركت لأجل فلسطين والقدس هي تخدم مصالحها بالأساس قبل فلسطين وبذلك تزيد من اعتبار نفسها وقوتها.
ومن جانبه أشار الدبلوماسي الإيراني "رئوف شيباني" إلى جملة المواقف الإيرانية خلال الفترة الأخيرة لدعم انتفاضة سكان القدس ونصرة قبلة المسلمين الأولى، مؤكدا أن هذه المواقف تأتي انطلاقا من السياسات الإيرانية المبدئة لدعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة الاسلامية.
وفي كلمة له في المؤتمر الخارجية الإيرانية، حذر السفير الفلسطيني في طهران صلاح الزواوي من المخطط الإسرائيلي لإنشاء "إسرائيل الكبرى"، الذي يهدف إلى فرض السيطرة على أكثر مما هو فلسطين.
وعرض السفير خريطة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، المطبوعة على عملة "أغورة" "الإسرائيلية"، محذرا أن هذا الوقت مناسب للكيان الصهيوني لفرض هذه الخريطة على أرض الواقع.
وأكد السفير الفلسطيني أن الكيان الصهيوني للأسف الشديد نجح في فرض ما يريده على أرض الواقع لأسباب يعرفها الجميع، على رأسها الواقع الإقليمي والفرقة الفلسطينية.
وشدد الزواوي على ضرورة الوحدة الفلسطينية في الوقت الراهن، لمواجهة التحديات والمخططات الصهيونية.
كما وشكر السفير الفلسطيني الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، مثمنا دورها المحوري، في دعم القضية الفلسطينية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 شعبا وقيادة.
وتساءل أن إيران التي كانت على علاقة متميزة مع الكيان الصهيوني إبان حكم الشاه، كانت الدول العربية مرتاحة معها، فلماذا تغير الموقف من إيران الثورة الإسلامية التي وقفت إلى جانب الفلسطينيين وواجهت الكيان الصهيوني،بل ويعتبرها البعض عدوا قبل "إسرائيل"؟!.
بدوره، انتقد ممثل حركة حماس في إيران، الموقف الرسمي العربي والإسلامي حول ما يجري في الأقصى، ووصفه بالضعيف، وأنه لا يرقى إلى مستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني ولا يردع الكيان الصهيوني أن لا يستمر في جرائمه ضد المقدسات والقدس رمز الصراع وهويته.
وقال د. خالد القدومي أن الوضع خطير جدا وأن هناك محاولات لفرض واقع جديد واحتلال جديد للمسجد الأقصى والقدس.
وطالب القدومي الأنظمة العربية وبالخصوص جلالة الملك الأردني وجلالة الملك المغربي، أن يكون لهم موقفا متقدما في حماية القدس والمقدسيين، لما بهم من حضور سياسي ودبلوماسي متخصص في القضية الفلسطينية والقدس منذ ١٩٦٧ ومنذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي إلي اليوم.، اتخاذ مواقف داعمة لصمود شعبنا الفلسطيني ولاسيما لسكان القدس.
وأكد ممثل حماس في إيران أن الأمر ليس مرتبط بالأمن والكامرات و بوابات الكترونية وفي قضية الأمن، فهناك ثمانمائة موظف من الأوقاف الأردنية هم حراس للمسجد الأقصى، وبالتالي المسألة ليس مسألة أمن وإنما هي تمكين احتلال الكيان الصهيوني للأقصى.
وحثّ القدومي الجميع على الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني الذي قدم ملحمة بطولية في الدفاع بوسائله البسيطة عن مقدساته وهويته وأرضه.
من جهته، نوه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف بأن المسألة ليست مسألة الصلاة والبوابات الإلكترونية والكاميرات الأمنية، وإنما القضية تتعلق بمحاولة الإحتلال الصهيوني إنشاء وضع جديد في المسجد الأقصى للسيطرة عليه كاملا.
وطالب أبوشريف العالمين العربي والإسلامي، وأحرار العالم بالوقوف إلى جانب سكان القدس وعموم الفلسطينيين لدحر الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء إجراءاته الظالمه في القدس وضد المسجد الأقصى.
من جانبه، أكد السفير الأندونيسي رفض بلاده لكل الإجراءات التي يقوم بها الكيان الصهيوني في القدس وخاصة إغلاق المسجد الأقصى، متسائلا عن الدور الذي يجب أن يقوم به المسلمون لحماية القدس والمسجد الأقصى.
وأكد السفير الأندويسي أن اللحظة الراهنة تتطلب عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القمة، مستذكرا اجتماعات مماثلا نظمته بلاده في عام 2016 عندما كانت أندونيسا الرئيسة الدورية للمنظمة لمناقشة الأوضاع في القدس.
وأشار أن بلاده شاركت قبل أيام في اجتماع باكو في لقاء لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وأن بلاده بصفتها نائب رئيس هذه اللجنة، أكدت أن الكيان الصهيوني اخترق كل القوانين الدولية وكل قوانين حقوق الانسان، وأن على الكيان الصهيوني أن ينهي احتلاله لفلسطين، الذي دام أكثر من 7 عقود، وكذلك إنهاء إجراءاته التعسفية في القدس وضد المسجد الأقصى.
وفي مداخلة للسفير المغربي أكد على دور بلاده التاريخي تجاه القدس منذ بداية الأحداث، فالمغرب هو الذي اقترح تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي بعد حريق المسجد الأقصى ١٩٦٨.
كما أنه أشار إلى أن المغرب يترأس وكالة بيت مال القدس وأن 90 بالمائة من ميزانية هذه الوكالة يتحملها المغرب، وهو أيضا يمول مشاريع هذه الوكالة في القدس الشرقية ولذلك فإن لبلاده دور واضح في دعم هذه القضية المقدسة للعالمين العربي والإسلامي.
جدير بالذكر أن العاصمة الإيرانية شهدت خلال الأيام الماضية مظاهرات أمام جامعة طهران والمسجد الأقصى الذي تم بناء في العاصمة على شاكلة المسجد الأقصى في القدس. وأعلنت منظمة الدعاية الإسلامية أن أنحاء إيران تشهد يوم الغد الجمعة مظاهرات دعما للأقصى وصمود الفلسطينيين.