نعم هذه “الحرب الاعلامية الخليجية ” التي سحبت البساط من دراما رمضان وخطفت الانظار وسمحت لنا بمشاهدة وقراءة متأنية “للغسيل الوسخ” الذي ينشر بين هذه الاطراف التي ظلت تصر على اقناعنا بوهم “الوحدة والتحد ” من اجل “نهضة عربية مغمسة بالذل” هي في واقع الامر تخلف وعار عربي بامتياز .
لا اخفيكم انني اصبحت اتابع الاعلام الخليجي بمنتهى “الاريحية” ومازلت اتوقع خروج الكثير من “الكوارث” التي ظلت طي الكتمان وشكلت “محور اتفاق واجماع″ بين “المتخاصمين” وكنا نحن “أكبر الضحايا” وحين اقول “نحن ” فابدأ من فلسطين وامر بليبيا وسورية والعراق واقف في اليمن و اقصد كل من اكتوا بنار الخطط الدنيئة التي ندفع ثمنها اليوم .
ليس غريبا ان يتحدث منبر سعودي “فاضحا” الطرف القطري والعكس صحيح ان ترد “الجزيرة” بطرح تقارير تدين طرفا اخر ارتكب “فظاعات” في بلد عربي اخر.
هنا مربط الفرس ومكمن الخطورة في هذا المسلسل الخليجي الذي لن يهدأ على الاقل في المدى القريب رغم بعض المحاولات لرأب الصدع ومحو الاثار وضمد الجراح التي لن تندمل سريعا هذه المرة لان “العيار” ثقيل ويتجه نحو الاثقل.
غير ان نقطة اخرى رئيسية لا ينبغي تجاهلها فجرها هذا “الشنان الخليجي” وتهم بالتحديد الكثير من الاعلاميين العرب الذين كانوا يتشدقون “بالاستقلالية” والعناوين البراقة العريضة لكنهم الان اصبحوا “مجبرين” لا مخيرين على الكشف عن “انتماءهم الحقيقي ” كحال اي “مجند” في بلد ما يكون مطالبا بالانخراط في السلك العسكري حين يتعلق الامر بحالة “استنفار قصوى”.
هنا سقط القناع وبات هؤلاء مطالبين بالرفع من الايقاع لمهاجمة الطرف الاخر دون هوادة و”الكارثة ” العظمى ان ذلك يجب ان ينطلق من صفحاتهم الشخصية على السوشال ميديا التي كانوا يصرون على استعراض عضلاتهم فيها ومهاجمة زملائهم دون هوادة تحت شعارات مزيفة.
والمضحك اكثر ان نظرية “المؤامرة” اصبحت حاضرة في مصطلحاتهم كذلك، ما جعلني اتذكر “سخريتهم اللاذعة” منذ عام 2011 من كل الانظمة العربية التي صدحت بنفس تلك المقولة.
الحقيقة ان “الدهر دولاب” فعلا وهذا ما تأكد مليا اليوم.. اللهم لا شماتة ..
نسيت ان اكتب لكم رمضان كريم ذلك ان المسلسل الخليجي الذي ذكرناه انطلق قبل ايام من الشهر الفضيل لذلك احترت في عملية العد ..
للتذكير كتب الكبير عبد الرحمن منيف يوما: “وتقوم مدن الملح ترتفع وتكبر، اذا جاها الماء، فش، ولا كأنها كانت”..!
اللبيب من الاشارة يفهم ..
* عادل العوفي/ راي اليوم