بعد مقتل 28 قبطيا... السيسي يدعو إلى معاقبة الدول التي تدعم الارهاب

السبت 27 مايو 2017 - 08:06 بتوقيت مكة
بعد مقتل 28 قبطيا... السيسي يدعو إلى معاقبة الدول التي تدعم الارهاب

قتل الجمعة 28 شخصا على الاقل في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقل اقباطا لزيارة دير في المنيا في جنوب القاهرة، في حين اعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي مساء “توجيه ضربات استهدفت معسكرات تدريب لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في ليبيا.

وأكد التلفزيون الرسمي أن القوات الجوية المصرية “نفذت ست ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب ارهابية بمدينة درنة الليبية”.

وقال السيسي في كلمة وجهها إلى الشعب المصري مساء الجمعة عبر التلفزيون الرسمي “ان ما رأيناه اليوم لن يمر هكذا” مستطردا “وانا اتحدث اليكم تم توجيه ضربة لأحد المعسكرات التي يتم فيها تدريب هذه العناصر” الجهادية التابعة لتنظيم داعش.

ولم يحدد الرئيس المصري مكان الضربة ولكنه اشار إلى أن الحدود الغربية للبلاد مع ليبيا تشكل مصدر تهديد.

وقال “خلال السنتين الاخيرتين تم تدمير الف سيارة دفع رباعي” كانت تريد أن تدخل مصر عبر الحدود مع ليبيا مضيفا انه “خلال الثلاثة اشهر الاخيرة فقط تم تدمير 300 سيارة دفع رباعي” كانت في طريقها الى مصر من ليبيا.

وقال السيسي انه توقع “منذ خمسة اشهر” أن يأتي عناصر تنظيم داعش إلى مصر “بعد انتهاء مهمتهم في سوريا”.

وشدد السيسي على أن “مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الارهاب في أي مكان سواء في الداخل أو الخارج”.

وقال السيسي “سنحافظ على شعبنا وعلى الأمن القومي المصري وسنتصدى لأي مساس بهما كما ينبغي (…) داخل مصر وخارج مصر”، داعيا “إلى معاقبة الدول التي تدعم الارهاب وتمده بالسلاح والتمويل والتدريب”.

ووجه السيسي “نداء” إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال له فيه “اعلنت ان مهمتك الاولى هي مواجهة الارهاب وانا واثق من انك قادر على ذلك”.

وكانت وزارة الداخلية المصرية اعلنت في بيان ان “مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع اطلقوا النيران بشكل عشوائي” على حافلة الاقباط.

واضافت ان الهجوم وقع “على طريق صحراوية فرعية” تؤدي إلى دير الانبا صموئيل، مشيرة إلى انها تكثف جهودها لضبط الجناة.

وقالت وزارة الصحة إن الاعتداء اوقع 28 قتيلا و24 جريحا.

وأكد مستشار وزير الصحة المصري للرعاية العاجلة شريف وديع للتلفزيون الرسمي ان هناك “عددا كبيرا من الاطفال” بين الضحايا.

– عشنا مسيحيين وسنموت مسيحيين

في مدينة مغاغة الواقعة بشمال محافظة المنيا تجمع نحو خمسين شخصا مساء الجمعة أمام مطرانية الاقباط الارثوذكس، حيث اقيمت صلاة الجنازة على اثنين من الضحايا قبل تشييعهما، بحسب صحافي من فرانس برس.

وهتف المشاركون في التشييع “ارحل يا وزير الداخلية” و”يسقط يسقط وزير الداخلية”، في حين كانت عدد من النسوة ينتحبن بصوت مرتفع.

والقى الانبا اغاثون اسقف مغاغة كلمة أمام المشيعين اكد فيها أن مرتكبي هذا الاعتداء “واهمون اذا كانوا يظنون انهم يكسرون الدولة المصرية” بمثل هذه الاعمال مضيفا “كما انهم واهمون إن كانوا يظنون انهم يستطيعون كسر الاقباط”.

واضاف “أن الناجين من الحادث رووا لي أن الارهابيين طلبوا من ابنائنا أن ينكروا ايمانهم ولكنهم قالوا لهم عشنا مسيحيين وسنموت مسيحيين”.

وطالبت الكنيسة القبطية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك السلطات بـ”اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين”.

واكدت مواساتها ل”كل الاسر المجروحة وتألمها مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي اثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه”.

واعتبر السيسي كذلك أن “استراتيجية” تنظيم داعش “في مواجهة مصر هي احداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين وان يقولوا للمسيحيين ان الدولة المصرية لا تقوم بحمايتكم بشكل كاف وانتم غير امنين في مصر”.

وتابع ان الاعتداءات على الاقباط تستهدف “كسر التماسك القائم بين الشعب المصري كله بمسلميه ومسيحييه”.

– تكرار الاعتداءات على الاقباط

ويأتي الهجوم بعد شهر ونصف شهر على اعتداءين ضد كنيستين قبطيتين اوقعا 45 قتيلا وتبناهما تنظيم داعش.

وخلال الشهور الاخيرة توعد تنظيم داعش بمضاعفة الهجمات على الاقلية القبطية في مصر التي تمثل 10% من قرابة 90 مليون نسمة هم عدد سكان مصر. وكان التنظيم الجهادي تبنى ايضا مسؤولية هجوم على كنيسة قبطية في القاهرة اوقع 29 قتيلا في كانون الاول/ ديسمبر الماضي.

ودان رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل “الحادث الارهابي الغادر”.

ويشكل الاقباط المصريون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط وواحدة من اقدمها في بلد غالبية سكانه من المسلمين السنة.

ويتمركز الفرع المصري من تنظيم داعش في شمال سيناء ويهاجم بانتظام قوات الجيش والشرطة في هذه المنطقة.

كما نفذ التنظيم هجمات استهدفت الاقباط في شمال سيناء ما دفع عشرات الاسر المسيحية الى النزوح.

ويأتي اعتداء الجمعة كذلك بعد زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس إلى مصر للاعراب عن تضامنه مع المسيحيين المصريين.

وقال البابا تعليقا على الاعتداء انه “شعر بحزن عميق لدى ابلاغه بالاعتداء الوحشي في وسط مصر”، واصفا ما حدث ب”العمل الحاقد”، ومعربا عن “تضامنه العميق مع كل الذين طالتهم هذه الفظاعات”.

وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي مؤكدا ان سقوط هؤلاء الضحايا “دليل جديد على بربرية ووحشية الارهاب” مؤكدا ان “منفذي ومدبري هذه الجريمة لا ينبغي ان يفلتوا من العقاب”.

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان “باسم فرنسا ادين بأشد العبارات هذا العمل الجبان”، مضيفا ان “احدا لا ينبغي ان يفقد حياته وهو يمارس حقه الاساسي في ممارسة شعائره الدينية بحرية”.

واكد “تضامنه الكامل مع السلطات المصرية والشعب المصري”، مشددا على ان “فرنسا تقف بشكل حاسم مع مصر في حربها ضد الارهاب”.

كما ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نقلته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) بـ”هذا الحادث الآثم”، مؤكدا “وقوف شعبنا إلى جانب مصر وقيادتها برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حربهم ضد الإرهاب وضد من يحاول خلق الفتنة والمس بالنسيج الاجتماعي”.

راي اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 27 مايو 2017 - 07:03 بتوقيت مكة