البحرين.. هلاك خالد الوزان، يُعيد إلى الذاكرة تاريخ طويل من الإجرام والقتل

الأحد 5 مارس 2017 - 10:21 بتوقيت مكة
البحرين.. هلاك خالد الوزان، يُعيد إلى الذاكرة تاريخ طويل من الإجرام والقتل

عذب وقتل العشرات من أبناء بلده، مستخدماً أشد أصناف التعذيب كالضرب بالألواح والهراوات الخشبية والمطاطية والتعليق من اليدين أو الأرجل على الأبواب، كان يلتذذ بآلام ضحيته قبل الإجهاز عليها، نعم إنه خالد الوزان، أحد كبار سفاحي نظام آل خليفة.

لا أحد يعرف الوزان، كما عرفه الشعب البحريني، فقد ذاق هذا الشعب مرارة حقده وطائفيته منذ ثمانينات القرن الماضي، اليوم وبعد مضي أكثر من ثلاثين عام على تاريخه الأسود الملطخ بالدماء، أعلنت حسابات  شخصيات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي موت السفاح خالد الوزان.

وتداولت هذه المواقع خبر موت الوزان من دون ذكر أسباب موته، في حين ذكرت بعض المصادر بأنه مات نتيجة "السكتة القلبية".

من هو خالد الوزان؟!

في فترة الثمانينات من القرن الماضي، تسلم الوزان إدارة مركز شرطة الخميس، وكانت مهمة هذا المركز متابعة القضايا الأمنية في المناطق التي يتواجد فيها ناشطون سياسيون، ومعارضين لنظام آل خليفة مثل السنابس والبلاد القديم وجد حفص، إضافة للعديد من المناطق الأخرى.

وفي ديسمبر من العام 1994 انتفض الشعب البحريني للمطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية، فوجهت هذه الانتفاضة آنذاك بالقمع وحملة واسعة من الاعتقالات، وفي تلك الفترة كان الوزان عنصراً رئيسياً في اللجنة الأمنية والتي عرفت باسم "لجنة التحقيق" لقيادة قمع الانتفاضة، ومارس الوزان على المعتقلين السياسيين شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وعرف عن الوزان ميوله الطائفية بالإضافة إلى تبنيه للفكر الوهابي.

من المفارقة أن الوزان تلقى ترقية من نظام آل خليفة عام 2002، على الرغم من أنه كان ملاحق من عدة منظمات حقوقية، ولحماية الوزان وأمثاله من الطغاة المجرمين أصدر  الملك مرسوم رقم 56 لعام 2002، وهو المرسوم الذي حصن الضباط وأفراد الأجهزة الأمنية عن المساءلة القضائية أمام المحاكم المحلية، وهكذا أصبح الوزان محمي بموجب هذا المرسوم ليبدأ بعدها بسلسلة طويلة من الإجرام بحق أكثرية الشعب البحريني.

وفي أخر منصب له تسلم الوزان الإدارة العامة للحراسات في وزارة الداخلية، وبعد تسلمه هذا المنصب زادت وحشية قوات الأمن البحرينة في قمع المتظاهرين العزل، وكان الوزان يشارك القوات الأمنية في مداهمة المنازل واعتقال النشطاء السياسيين.

مرور على التاريخ الإجرامي لسفاح آل خليفة الوزان

الشهيد نوح آل نوح، الشهيد الشيخ جمال العصفور والشهيد سعيد الإسكافي، تم اعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت في فترة التسعينات، تحت إشراف القاتل الوزان، كما اعتقل الوزان في تلك الفترة الناشط السياسي، علي مشيمع، ولم يكن عمره في ذلك الوقت يتجاوز الخمسة عشر عاماً، كان يُضرب الشهيد بعصاً خشبية غليظة في كافة أنحاء جسمه رغم صغر سنه ودون أي رحمة.

عبدالجليل مهدي طارش والذي تم تعذيبه بصورة وحشية تحت إشراف الوزان، بعد خروجه من السجن، فقد عقله وظهرت عليه مشاكل نفسية وسلوكية، كما بقيت أثار التعذيب الجسدي والنفسي عليه حتى فارق الحياة.

وأشرف الوزان على قتل الشهيد نضال النشابة الذي تم قتله بطلقة رصاص أثناء مداهمة أحد المنازل التي كان يأوي إليها.

وتم اعتقال مجموعة من الصحفيين الشباب بأمر من الوزان، على خلفية ملف قضية جامعة البحرين، نذكر من الصحفيين نادر المتروك والشهيد حسن طاهر السميع، وتم تعذيبهم على يد الوزان ومجموعة من جلادين النظام الخليفي.

وبعد تأكيد خبر هلاك الوزان عمت الفرحة أرجاء البحرين، حيث أبهج الخبر قلوب الكثيرين وخاصة أهالي الشهداء والضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والمهانة على يديه.

وفي التعليق على خبر موت المجرم المعروف خالد الوزان، قال الناطق باسم حركة الحريات والديمقراطية، في تصريح ل"البحرين اليوم" بأن الوزان من  "الأسماء التي برزت في فترة انتفاضة التسعينات لكونها متورطة في التعذيب"، وكان سيطه معروفا آنذاك لتورطه في عمليات الدهم والتعذيب المباشر، وكذلك احتكاكه الاستفزازي بالمعتقلين السياسيين، ليس فقط عبر التعذيب، بل بتهكمه وازدرائه بالأفكار السياسية للمعتقلين، وإمعانه في العداء، وإفراطه بالظلم".

وأضاف الخنجر أنه التقى بالوزان عندما قام الأخير باعتقاله وتعذيبه، حيث تم إحضاره إلى" لجنة التحقيق"، وقال الخنجر أن الوزان كان إلى جانب الجلاد عبد العزيز عطية الله الخليفة "يمارسون التعذيب بشكل جماعي ضد عشرات المعتقلين الذين تستقبلهم تلك اللجنة يوميا".

وختم الخنجر حديثه بالقول "اليوم يغادر الوزان ليتقابل مع ضحاياه الذين عذّبهم ومارس ضدهم الظلم، وليقف أمام الله ليُسأل عن كل قطرة دم سفكها، وعن كل لحظة ظلم مارسها".

* الوقت

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 5 مارس 2017 - 10:21 بتوقيت مكة
المزيد