ثورة البحرين لها هدف واضح: اقامة منظومة حكم عادلة على انقاض حكم القبيلة

السبت 14 يناير 2017 - 10:47 بتوقيت مكة
ثورة البحرين لها هدف واضح: اقامة منظومة حكم عادلة على انقاض حكم القبيلة

في البداية نقدم تعازينا الى قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية برحيل سماحة أية الله الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي قضى عمره مشدودا الى الثورة ودولتها. وقف بوجه الشاه وتحدى حكمه، فدخل السجن خمسة اعوام وذاق اصناف العذاب فيه. وما هي الا هنيهة حتى تداعى صرح “ملك الملوك” فتهاوى عرشه كنمر من الورق.

فورث الشعب حكمه واقام نظامه الاسلامي بارادته، وكتب دستوره بايدي ابنائه، وصوت على ذلك الدستور وانتخب رئيسه وممثليه البرلمانيين، بل حتى قائده. وفل كل هذه المفاصل كان للشيخ رفسنجاني بصمته على مسار الثورة والدولة، وربما اختلف مع قائدها حينا، ولكنه سرعان ما احتكم للعقل وضحى بقناعته من اجل مصلحة الدين والوطن والشعب والثورة. ذلك هو الشيخ رفسنجاني الذي بكاه العالم كسياسي من طراز خاص، استطاع المزج بين الدين والسياسة، بعد ان عانق الحرية في سجون الشاه.

اعتاد الطغاة تشييد ملكهم على جثث الابرياء، ويعتقدون ان ذلك الملك سيدوم. ويجهل هؤلاء ان لله سننه النافذة التي منها ان الظلم لا يدوم وان دعوة المظلوم لا ترد، وان الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم. فما ان تسيل دماء الابرياء حتى تتجمع لتتحول الى طوفان يجرف حكم القتلة والسفاحين. قبل عام قتل السعوديون سماحة الشيخ نمر النمر، ظلما وعدوانا وافتراء، فما اعتدل لهم مائل بعد ذلك. فها هي حربهم في اليمن تحاصرهم وهم المدعومون من قبل الاستكبار العالمي الذي يملك من السلاح ما تضيق به المخازن. وها هي المجموعات المتطرفة والارهابية التي تدعمها الرياض تتراجع في كافة الميادين، وتهدد نظام الحكم السعودي نفسه، وهو الذي يرعاها ويمدها بالفكر المتطرف وفتاوى القتل والموت والمال النفطي المنهوب من بطون الجائعين في جزيرة العرب، بل ان اعتى حلفائهم في واشنطن سينقلب عليهم بعد ايام حين يستلم الرئيس الجديد المنتخب زمام الامور. وليس مستبعاد ان تنطلق ثورة الجياع من اراضي الجزيرة المنكوبة بالحكم السعودي. فلقد تمادى هؤلاء في ظلمهم وتصالحوا مع اعداء الامة وطبعوا علاقاتهم مع المحتلين، واحتضنوا الارهابيين وشجعوا التكفيريين، فالى اين يفرون من غضب الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يعجزة متجبر.

الخليفيون يسلكون الطريق نفسه.. ويعتقد الطاغية المتجبر ان ملكه سيدون حين يقتل الابرياء وينكل بالصالحين ويتصدى لعلماء الدين. وقد تواصل فجوره في خصومته حتى اصدر احكام الاعدام بحق السكان الاصليين ظلما وعدوانا، واصدر حكمه الاخير بتثبيت احكام الاعدام بحق كل من عباس السميع وسامي مشيمع وعلي السنكيس. هؤلاء الشباب ابرياء مما نسب اليهم جملة وتفصيلا، وانما سعى الديكتاتور لاشباع نزوته باصدار حكم الاعدام كما فعل مع آخرين. هذه الجريمة تضاف الى سجله الطويل الاسود الذي ضمخته الدماء ولفعت صفحاته خمارات النساء الثاكلات.

انه مشهد آخر يتسم بالمزيد من الدموية وتصفية الحسابات وتلبية النزوات الشيطانية التي تعشق الفساد. هؤلاء الابطال ليس لهم ذنب سوى صمودهم في الميادين مع ابناء جلدتهم بهدف رفع الظلم الخليفي الجاثم على صدور الشعب. انهم حلقات في مسلسل طويل من ضحايا الحكم الخليفي الاسود الذي ارتكب قبل عشرين عاما جريمة مماثلة باعدام الشهيد عيسى قمبر.

لقد فهم الشعب مغزى تلك الجريمة، وكيف ان العصابة الخليفية المجرمة تخطط لابادة السكان الاصليين (شيعة وسنة) بالقتل او الابعاد، واستبدالهم بالاجانب ضمن مشروع التجنيس السياسي الذي يعني، في ابعاده الواقعية، حرب إبادة. والسبب الاساس ان هذه العصابة لا تنتمي للوطن او الشعب تاريخا او هوية او ثقافة. هذه السياسة تكرست في عهد الطاغية الحالي الذي تحالف مع المحتلين السعوديين والبريطانيين والصهاينة بشكل معلن بدون حياء او خوف. وها هم رموز الحكم البريطاني يصطفون مع الديكتاتور ويستقبلونه ويدعمونه بالامكانات الامنية والسياسية. وفي غضون شهر واحد استقبل الطاغية رئيسة الوزراء تيريزا ماي وولي العهد تشارلز، ورئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون ضمن مشروع تحالف غير مقدس ضد الانسانية والديمقراطية وحقوق الانسان. وتزامن مع هذه الزيارات التظاهرة الاجرامية بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي واستقبال وفد صهيوني رقص افراده مع رموز الحكم هاتفين، سيبنى الهيكل (على انقاض المسجد الاقصى).

من هنا يتضح ان نضال شعب البحرين مشروع نبيل وشريف ينضح بالوطنية والعزة والكرامة، وييسعى للانصهار في امة العرب والمسلمين وتجنيب البحرين مشاريع الاستيطان والعمالة والتطبيع. وفيما يستعد الشعب البحراني البطل للاحتفاء بالذكرى السادسة لانتطلاق ثورته المظفرة باذن الله، فانه يجدد عهده لله سبحانه والامة والوطن والشعب والشهداء بالاستمرار في هذا الطريق الذي رسمت معالمه دماء الشهداء واستقى معينه من كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه افضل الصلاة والسلام، ويستفيد من تجارب الشعوب في التضحية والتغيير. وبعد ستة اعوام على انطلاق ثورات الربيع اصبح واضحا لمن لديه شيء من البصيرة ان ثورة شعب البحرين هي الوحيدة التي بقيت من بين الثورات الاخرى، ملتزمة باهدافها وتحضرها وسلميتها ووضوح اهدافه ووفائها لشعاراتها.

لقد تعلم الشعب من تجربة الانتفاضة المباركة في التسعينات عدم القبول بنصف ثورة، ورفض الحلول الترقيعية التي تطفيء اللهب وتحفظ النار تحت الرماد. فرموز الشعب وعلماؤه ونساؤه يرزحون وراء القضبان بدون رحمة، ويعانون من التعذيب وسوء المعاملة ما لا يخطر على بال احد. مع ذلك فهم صابرون محتسبون، ثابتون على طريق الثورة والشعب، ملتزمون بثوابته التي اهمها تحقيق التغيير الشامل في بلد ناضل من اجل ذلك مائة عام متواصلة. فالشعب الذي آمن بربه ودينه وانسانيته لا يمكن ان يعطي بيديه اعطاء الذليل لطاغية مستبد وعصابة مجرمة تحالفت مع الشيطان من اجل البقاء في الحكم والتطبيع مع اعداء الامة واستقدام الاحتلال والاستعمار وتسليم السيادة للاجانب.

انها قصة النضال النظيف المؤسس على الايمان والاستقامة ووضوح الرؤية. ولذلك اصبحت مبدئية الشعب سببا للتنكيل به من قبل طغاته وداعميهم في واشنطن ولندن. مع ذلك فقافلة الثورة التي انطلقت على انغام الحرية والتضحية والايمان والصمود لن تتوقف او تتراجع.

فما ارتكبه الديكتاتور وعصابته خلال الاعوام الستة السالفة عمق قناعة الشعب باستحالة التعايش مع طغمة تمارس الاجرام ثم تنفق اموال الشعب لاخفائها. وما اكثر النفوس الرخيصة في هذا العالم، المستعدة لبيع ضميرها في مقابل حفنة من الدولارات او المناصب او الوجاهات الوهمية.

ان واحداد من الفتية الذين يحكمون بالاعدام يعادل في كرامته وشهامته وبطولته وانسانيته تلك الحثالات الرخيصة التي باعت دينها بدنيا غيرها. وحين يصدر حكم الاعدام على شباب الثورة فيسجد الواحد منهم شكرا لله وحمدا واستسلاما لقضائه فانه يحكم بذلك معنويات الطاغية وداعميه ويؤكد للعالم ان الايمان الصحيح هو الذي يمنح الانسان حصانة ضد التسليم لاحد غير الله بالخلق والربوبية، وما عدا ذلك فهو الشرك عينه. سيصمد شعبنا المقدام وثوارنا الاشاوس ورموزنا العظماء ونساؤنا الصامدات على طريق الثورة والتغيير حتي يتحقق لهم ما رفعوه من اهداف، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
13 يناير 2017 (27)

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 14 يناير 2017 - 10:44 بتوقيت مكة
المزيد