والعصمة الذاتية تبتني على العلم اللّدني أي (من لدن حكيم) ويكفي في إختلاف علم الأنبياء، بل وعلم الأولين والآخرين في قبال علم الأربعة عشر معصوم :، انه كالقطرة في مقابل البحر، إذ أنّهم عندهم علم الكتاب ، والأنبياء عندهم علم من الكتاب ، وهذا ما يأتينا بيانه إنشاء الله تعالى .
كما إنّهم أزهد الناس من الأولين والآخرين ، وانهم أصبر الخلق على المصائب والبلايا، فكيف لا يزدادون عصمة وطهارة وقداسة وقرباً من الله سبحانه .
ولما كانوا هم سرّ الوجود وبداية الخلق (بكم فتح الله وبكم يختم) وإختارهم الله لسرّه وعلمه ، كما دلّت النصوص المتواترة على خلقهم النوري ، وانهم منشأ الفيوضات الالهية بين الخالق والمخلوق ، وهم وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء، والسبب المتصل بين الأرض والسماء، فكل فيض الهي يمرّ من خلالهم ، ومن وجودهم القدسي ، فهم وسيلة الله العظمى . ومنه فيض العصمة ، فعصمة الأنبياء من عصمتهم ، وعصمتهم من عصمة الله، كما إن عصمة العلماء من عصمة الأنبياء، فان العلماء ورثة الأنبياء، كما إنّ عصمة الصلحاء والمؤمنين والمؤمنات من عصمة العلماء، فسلسلة العصمة تنتهي إلى عصمة واجب الوجود لذاته ، المستجمع لجميع صفات الجلال والجمال والكمال جلّ جلاله .
ثم ذهب الجمهور من العامة إلى عصمة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه و أله في تبليغ رسالته فقط .
وأما أصحابنا الإماميّة (مذهب العدل والعصمة) فقد قالوا: بعصمة النبي والأنبياء من بداية حياتهم إلى رحلتهم إلى الله تعالى، كما انهم عصموا من كل زلل وخطأ وذنب، فقد إنفردوا ـفهذا يدلّ على مصداقية الفرقة الناجية ، فعندهم ما ليس عند غيرهم ـ في عصمة أئمّتهم الاثنى عشر: كما قالوا بعصمة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
بقلم: السید عادل العلوي