أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) مؤخرا تقريرا حول ثقافة المجتمع العربي في إدارة أخطار تكنولوجيا المعلومات ومكافحة التجسس الالكتروني.
وفي تقريرها الذي حمل عنوان "الأمان في الفضاء السيبراني ومكافحة الجرائم السيبرانية في المنطقة العربية" ذكرت أن المواطن العربي نادراً ما يهتم لهذا الأمر، إما لعدم المعرفة او الاهمال أو رمي المسؤولية على عاتق الدولة.
وأوضح التقرير أن ادراك الاشخاص ووعيهم لمخاطر التعاملات على الانترنت هو خط الدفاع الأول في مكافحة الجرائم السيبرانية.
ومع تطور برامج مكافحة الفيروسات والتجسس المعلوماتي وبرامج مكافحة البرمجيات الخبيثة عموماُ، وازدياد فعاليتها، اصبح المعتدون يلجأون أكثر إلى ما يسمى "الهندسة الاجتماعية" للوصول إلى ضحاياهم.
وتعتمد طريقة الهاكرز في اصطياد ضحاياهم على التفاعل الانساني عن طريق منتديات النقاش أو رسائل البريد الالكتروني، وتهدف إلى خداع الضحية لتنزيل برامج تحكم على حواسيبها أو فضح معلومات شخصية عنها، وهذه الطريقة غير التقنية لاستهداف الضحايا تنجح حتى في حالة الحواسيب المحمية تقنياً.
ويوضح التقرير، حسب ما اوردت جريدة الرأي الأردنية، دور الحكومات في اعتماد وسائل تواصل فعالة مع المجتمع لنشر التوعية، ويمكن تنبيه وتوعية المستخدم على بعض المخاطر المستجدة عن طريق شبكات النواصل الاجتماعي، التي يرتادها الاشخاص ارتياداً شبه يومياً مما يسرع عملية الاستجابة للخطر المستجد.
ويمكن الاستفادة مما يقوم به مكتب التحقيقات الفدرالية في الولايات المتحدة الاميركية، من حيث نشره على موقعه الالكتروني حالات الاحتيال الالكتروني التي يتم الابلاغ عنها، وذلك لتنبيه الجمهور من التعرض لها، وكذلك لاعلامه بالخطوات المطلوبة من قبل الافراد لحماية أنفسهم.
وتعمل مراكز الاستجابة السريعة لطوارىء الحاسوب بتوعية مستخدمي الانترنت عبر نشر الاخطار السيبرانية التي يتم اكتشافها أو الابلاغ عنها حديثاً بما فيها جرائم العنف ضد المرأة على الفضاء السيبراني، مع طرف تفاديها من الناحية التقنية والعملانية.
وأوصت الاسكوا باعتماد عدة وسائل لنشر الوعي حول المخاطر في الفضاء السيبراني عن طريق: البرامج التلفزيونية، وتوزيع الكتيبات، والمحاضرات في الجامعات والمدارس، والافلام القصيرة، واللعب التفاعلية، وانشاء مواقع الكترونية أو صفحات على الانترنت.
وركز التقرير على التوعية بمخاطر العنف على المرأة في الفضاء الالكتروني وذكرت أنه يجب على الدول العربية رفع مستوى التوعية بشكل خاص عند النساء عن طريق نشر بعض التجارب أو القصص التي قامت فيها السيدات بابلاغ عن جرائم سيبرانية خاصة بهن مع ضرورة الحفاظ على السرية والخصوصية عند سرد مثل هذه التجارب.
ويمكن الاستفادة في هذا المجال من خبرات وجهود الدول الأكثر نموا في المنطقة العربية وطلب مساعدتها في مجالي التوعية والتدريب.
وقدم التقرير تحليلاً للوضع الراهن للجرائم السيبرانية والأمان السيبراني إقليمياً ودولياً وعرضاً لوسائل تعزيز وتنسيق الجهود لمكافحة جرائم الفضاء السيبراني وضمان سلامته. ويتضمّن اقتراحاً لإطار توجيهي سياسي من أجل تعزيز الأمان السيبراني وبناء الثقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضاء السيبراني.
وتحث الإسكوا الحكومات في المنطقة العربية على استخدام هذا الإطار التوجيهي وتكييفه حسب الحاجات الوطنية.