خاص الكوثر - قضية ساخنة
يرى المحلل السياسي رضا سعد أن التحرك الأميركي الأخير جاء كرد فعل مباشر على الاعتداءات التي طالت القوات الأميركية في سوريا، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود، ما وضع واشنطن أمام معادلة معقدة بين البقاء وتقليل الخسائر البشرية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها في مأزق حقيقي، إذ تسعى إلى الحفاظ على مواقع انتشارها، خصوصًا في المناطق الغنية بالموارد النفطية، بهدف السيطرة على الموارد الاقتصادية السورية من جهة، وتحت شعار محاربة تنظيم «داعش» من جهة أخرى.
غير أن مسألة «التصدي لتنظيم داعش الإرهابي» ـ بحسب رضا سعد ـ أثبتت محدوديتها، إذ كشفت التطورات الميدانية أن الإعلان الأميركي المتكرر عن القضاء النهائي على التنظيم كان للاستهلاك الداخلي والإقليمي أكثر منه واقعًا فعليًا، وهو ما تعكسه الهجمات المستمرة وعدم استقرار المنطقة.
إقرأ أيضاً:
وأكد رضا سعد أن الأجندة الأميركية الحالية ترتكز أساسًا على السيطرة على منابع النفط والموارد الاقتصادية في سوريا، مع توجه واضح لإسناد مهمة محاربة الإرهاب إلى قوى محلية أو سلطات انتقالية، بدل التورط المباشر ميدانيًا.
وفي هذا السياق، تُطرح تساؤلات حول التحولات السياسية الأميركية، خصوصًا المفارقة التي جعلت شخصيات كانت معتقلة سابقًا لدى القوات الأميركية تتحول لاحقًا إلى أطراف فاعلة في المشهد السياسي، في دلالة على أن السياسة الأميركية تحكمها المصالح لا القيم أو الاعتبارات الإنسانية.
وتابع رضا سعد أن الضربات الأميركية الأخيرة تمثل رسالة واضحة بأن واشنطن ماضية في البقاء داخل مناطق نفوذها الحالية، ولا سيما المناطق الغنية بالنفط شمال شرقي سوريا، مع تجنب الانخراط في حرب واسعة، والاكتفاء بضربات محدودة وتفويض قوى محلية بتنفيذ الأدوار الأمنية بالنيابة عنها.
ويخلص سعدد إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقليص الخسائر البشرية، مقابل تعظيم المكاسب الاقتصادية والسياسية، في سياسة تقوم على الربح بأقل كلفة ممكنة، دون استعداد للتخلي عن نفوذها القائم.