خاص الكوثر - قضية ساخنة
أكد الكاتب والباحث السياسي عدنان الصبا أن لهذه الزيارات ليست تطورًا مفاجئًا بقدر ما هي امتداد لحراك بدأته طهران منذ أشهر باتجاه تعزيز التواصل مع دول الإقليم، خصوصًا السعودية وتركيا ومصر. وقد جاءت الوساطة الصينية لتُسرّع مسار التقارب السعودي–الإيراني، لكنها لم تُنهِ الأسئلة حول أسباب الانتقال من المصالحة الدبلوماسية إلى الزيارات المباشرة والمتزامنة.
واشار إلى وجود متغيرات "مهمة وخطيرة" أصابت البلدين—تركيا والسعودية—ودفعت بهما إلى إعادة حساباتهما. أوّل هذه المتغيرات هو العدوان الصهيوني على غزة واتساع جبهات محور المقاومة، ما أعاد رسم خريطة التوازنات الإقليمية. ثانيها ما جرى في سوريا من تحولات ميدانية وسياسية كشفت أن الرهانات التركية والسعودية على لعب دور "مقرر" في مستقبل سوريا لم تتحقق.
إقرأ أيضاً:
وأضاف الصباح أن تركيا، التي كانت تتحضر لتوسيع نفوذها وإقامة قواعد عسكرية داخل سوريا، اصطدمت بالتدخل الأميركي المباشر الذي كرّس واشنطن كقوة مهيمنة في شمال شرق البلاد. ورغم الحديث الأميركي التقليدي عن "وحدة الأراضي السورية"، ترى أنقرة أن هذه التصريحات لا تعكس نية حقيقية، إذ إن استمرار الوجود الأميركي يضر بمصالحها ويقيّد قدرتها على تشكيل نفوذ مستدام في سوريا.
كما تابع الباحث السياسي حديثه عن السعودية ودورها، فقد تأثرت مشاريعها الاقتصادية والسياسية (المشاريع الاسستثمارية) في سوريا، كما تراجع دورها التقليدي في لبنان رغم أنها كانت الراعية الأساسية لاتفاق الطائف وللنظام السياسي اللبناني لسنوات طويلة. التطورات الأخيرة أوضحت للرياض أن ساحات نفوذها القديمة لم تعد متاحة بالدرجة ذاتها، وأن التنسيق الإقليمي بات ضرورة في مواجهة التبدلات الدولية، خاصة مع تصاعد دور روسيا في سوريا على حساب الأطراف الإقليمية.
واختتم عدنان الصباح قوله: تبدو الزيارات المتزامنة إلى طهران جزءًا من محاولة لترتيب البيت الإقليمي، وتفادي الوقوع خارج معادلات القوة الجديدة التي تتشكل في ظل صراع النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا، وصعود محور إقليمي متماسك تقوده إيران.