شاركوا هذا الخبر

خطيب زاده يؤكد: البرنامج النووي السلمي الإيراني مستمر ولا يُعطَّل

سعيد خطيب‌ زاده، نائب الوزير ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيراني قال في حوار مع شبكة "سي إن إن" بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني: إن البرنامج النووي السلمي لإيران غير قابل للتعطيل، نعم، لقد تضررت البنى التحتية والتجهيزات لدينا، لكن هذا البرنامج قائم على معرفتنا المحلية المنتشرة في جميع أنحاء بلدنا؛ بلد يضم 90 مليون نسمة ومساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع، ليس بلدًا يمكن قصفه والتفكير بأن كل شيء سينتهي.

خطيب زاده يؤكد: البرنامج النووي السلمي الإيراني مستمر ولا يُعطَّل

الكوثر_ايران

نص هذه المقابلة على النحو التالي:

المراسل: من الواضح أن هناك الكثير من انعدام الثقة بين إيران وإدارة ترامب، ما الذي يلزم لعودة المحادثات المحتملة، حتى لو كانت غير مباشرة، بين البلدين إلى المسار الصحيح؟

خطيب‌ زاده: في الحقيقة، رغم أن القنوات كثيرة، إلا أن الرسائل ذات الاعتبار قليلة بحيث يمكن العمل عليها. المشكلة أن الطرف المقابل لم يستعد بعد لمفاوضة حقيقية قائمة على النتائج. لا يمكننا الدخول في مفاوضة محكوم عليها بالفشل وتتحول في النهاية إلى ذريعة لحرب أخرى. لذلك، إذا قبل الطرف المقابل منطق التفاوض، أي "معاملة"، وتخلى عن بعض أوهامه، وأوقف تصميمه على استخدام الأدوات السياسية ـ الدبلوماسية لتحقيق ما عجز عن تحقيقه عبر الحملة العسكرية، فعندها يمكننا المضي في إطار توجيهات قائد الثورة.

اقرا أيضا:

المراسل: ما المقصود بمنطق المصالحة بشأن البرنامج النووي؟ ما الذي يجب أن تقبله إدارة ترامب حتى توافقوا أنتم على الدخول في المفاوضات؟

خطيب‌ زاده: برأيي القانون الدولي أوضح كل شيء في هذا المجال. إيران لا تقبل أن تكون استثناء. إيران عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وتحت إشراف الأمم المتحدة والالتزامات النووية السلمية. يجب احترام إيران وأن تكون قادرة بلا قيود على ممارسة حقوقها، وهذا هو الخط الأحمر لأي مصالحة. أوهام مثل الإيقاف الكامل للتخصيب في إيران أو محاولة حرمان إيران من حقوقها الأساسية غير مقبولة.

المراسل: هل تعيدون بناء برنامجكم النووي، وهل سيكون بنفس القوة السابقة؟

خطيب‌ زاده: البرنامج النووي السلمي لإيران غير قابل للتعطيل. نعم، لقد تضررت البنى التحتية والتجهيزات، لكن هذا البرنامج قائم على المعرفة المحلية المنتشرة في أنحاء البلاد. بلد يضم 90 مليون نسمة ومساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع ليس بلدًا يمكن قصفه والتفكير بأن كل شيء سينتهي. هذا علم ومعرفة ومهارة نمتلكها وسنحافظ عليها.

المراسل: الكثير من الناس في هذا البلد والمنطقة قلقون من حرب أخرى بين إسرائيل وإيران، أو حتى بتدخل أمريكا. ما مدى خطورة ذلك الآن؟

خطيب‌ زاده: في المرة الأخيرة، كانت أمريكا شريكة. بالطبع، منذ البداية تلقّينا رسائل بأنها ليست طرفًا ولن تكون متورطة. لاحقًا أظهرت الأدلة أنها كانت شريكة من البداية، والرئيس ترامب نفسه أكد ذلك. لذلك يجب توجيه السؤال إلى الطرف الآخر، لأننا بذلنا كل جهد لمنع تصعيد التوتر والحرب. للأسف، حاول الطرف المقابل الوصول إلى السلام عبر الإفراط والعنف، وهو أمر مستحيل.

المراسل: هل تعتقدون أن احتمال حرب أخرى قائم؟

خطيب‌ زاده: نبذل كل جهد لمنع ذلك، كما نسعى لتغيير الحسابات الاستراتيجية لتل أبيب وواشنطن. إيران ليست هدفًا سهلًا، كما أظهرنا في 12 يومًا من الدفاع الوطني والميهني ضد المهاجمين. في اليوم الثالث غرّد ترامب "الاستسلام غير المشروط"، وبعد 9 أيام طلب وقف إطلاق النار غير المشروط. هذه الأيام التسعة من الدفاع الوطني كشفت الكثير. نحن مستعدون لأي مغامرة محتملة من جانب واشنطن أو تل أبيب.

المراسل: هل يعني هذا توسيع وتعزيز برنامجكم الصاروخي؟

خطيب‌ زاده: بدأت معركة إعادة الإعمار منذ لحظة وقف إطلاق النار. الطرف المقابل يستعد لحرب أخرى، لذلك يجب تعزيز كل وسيلة دفاعية مشروعة لدى إيران. لا تساوم أي دولة على أمنها القومي، وإيران ليست استثناء.

المراسل: لأن صواريخكم الباليستية ألحقت ضررًا كبيرًا بإسرائيل، أليس كذلك؟

خطيب‌ زاده: كانوا يدّعون أن إيران لا تستطيع الرد. لقد أخفوا الحقيقة وقالوا إن نسبة اختراق صواريخنا كانت 10%، لكن لاحقًا قيل إنها 30 إلى 40%، بينما الحقيقة أعلى بكثير من ذلك. في الواقع، بفضل صواريخنا المتطورة، كنا قادرين على اختراق طبقات دفاعية متعددة واستهداف أي مكان نريده في أي وقت.

المراسل: ما رسالتكم لإدارة ترامب بشأن وضع الشرق الأوسط؟

خطيب‌ زاده: إيران أقدم حضارة حية مستمرة على الأرض. هذا الشعب خبير في البقاء وتجاوز التحديات. اللغة الوحيدة التي نرد عليها هي لغة الاحترام والحوار من منظور متكافئ.

المراسل: ما مدى أهمية علاقاتكم مع الصين وروسيا لإعادة بناء الدفاع والحفاظ على الاقتصاد؟

خطيب‌ زاده: لدينا مع روسيا علاقات وثيقة ومتعددة الطبقات بدأت قبل سنوات من حرب أوكرانيا. روسيا جارتنا، ولدينا مع الصين شراكة استراتيجية. من الطبيعي أن تكون هناك مرافقة وتعاون وثيق في مستويات مختلفة. كلانا بلد حضاري، ولذلك نحن شريكان طبيعيان. وهذا لا يقتصر على إيران فقط؛ العديد من دول الخليج الفارسي أيضًا لديها علاقات جيدة مع الصين، مما يظهر أن الدول تتعاون بشكل طبيعي.

المراسل: هل يوجد في المستويات العليا في إيران من يرى ضرورة إعادة النظر في موقف البلاد من الأسلحة النووية؟

خطيب‌ زاده: نحن أعضاء في NPT والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى بعد الإجراءات العنيفة لإدارة ترامب وقصف المنشآت النووية السلمية، لم ننسحب من NPT. إيران شفافة بشأن برنامجها النووي السلمي، وهو مدعوم بفتوى القائد ومبادئنا. نحن نسعى فقط لبرنامج نووي سلمي، وإلى جانبه برامج دفاعية مشروعة لحماية أمننا القومي.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة